ما سوف اخبركم به هي قصة حدثت للشاب فلاح ، ففلاح ولد لرجل فلاح ، والد فلاح رجل يعمل في الفلاحة من قديم الزمان ، ولديه في مزرعته بعض الشياه والضان ، لم يريبها للتجاره وجمع المال ، فالمال جمعه لديه من المحال ، فهو يربيها ليكرم بهاضيوفه ، ويبع من نعاجه ما يفك ازمته اذا انغلق عليه باب الحاجة وساءة ظروفة ، فهو رجل كريم وفي الليل لا يطفي سراجه ، فهو محبوب لدى كل من في القريه ، وسمعته الطيبه وكرمه ، يتحدث بها من يعرفه ومن يجهله ، فآغلب ضيوفه من اصحاب التعفف ، واصحاب النفوس العزيزه ، فهو رجل بشوش ، واذا اتاه الضيف راسه يشوش ، فلا ترى فيه وجهه حزن مهما قسى عليه الزمن ، فلا يبدي لضيوفه تذمره وهمه ، حتى لو كانت في تلك الساعه قد توفت امه.
ولهذا السبب فهو رجل فقير وعلى قدر حاله ، فلم يفكر في يوم من الايام ان يعمل تجاره ليكثر ماله ، ولا حتى ان يفتح في القريه بقاله .
فهو رجل كثير العيال ، قليل المال ، ذكره بين الناس ، ذكر طيب ، يشكره البعيد عنه والقريب ، يفرح بقدوم الضيوف ، فيكرمهم بآسمن خروف ، ووجهه وجهه متبسم ، وترحيبه للضيوف عطر وم ، ينشرح من كلامه صدر المهوم ، فهو رجل قلبه مخموم ، كآن وجهه اذا اتوه غرباء ، ورد ربيع قد ازهر به المرعى وكساء الرباء .
وولده فلاح ، قد رباه والده على الفلاح والصلاح ، فهو لوالديه مطيع ولإخوته سنيع ، وقلبه وكيع ، وصدره وسيع، فهو يتجمع مع الناس ويحسن لهم الصنيع .
قد رباه والده ، واحسن تربيته ، فهو معين له بعد الله في تفريج همه وكربته ، فآخر مرحله دراسيه له هي المرحله الثانويه ، فهو ولد ذكي ، ومنه والده مايشتكي ، وقد توقف عن الدراسة ، بسبب عدم رغبته في ترك القريه ، والابتعاد عن والديه ، فهو من يساعد والده ويخدمه ، ولا يريد ان يتركه ومن فزعته يحرمه ، الا بعد ان يكبرون إخوته ، ويقومون مقامه في مساعدة والده .
وبعد ان كبراخوه اللذي يليه في العمر ، قال لوالده انني سوف اتجه للمدينه لطلب الرزق والعمل ، فماذا ترى ياوالدي فآنت تآمرني آمر ، فرضاك هو نبراسي وامرك على راسي ، فتوجيهك هو طريقي ودعوتك تفرج همي وضيقي .
فسمح له والده بآن يتجه الى المدينه للعمل ، فذهب عن والديه ووادعهم ، وهو لا يريد ان يتركهم لوحدهم بل يريد ان يبقى معهم ويساعدهم ، وكان مناه ان يبقاء عندهم ، ولكن لديه طموح في إيجاد عمل يذهب عنه الملل والكسل ، ويجمع له مايعينه على الزواج وتفريج كربة المحتاج .
فذهب الى المدينه وبها سكن ، وبداء في البحث عن عمل ، فطالت المده وهو عن العمل يبحبث ويبحث ، حتى اصبح كآنه يبحث عن قرش قد وقع من السماء على الارض فهو يجوب الارض عنه ويبحث ، واخيراً وجد عمل في ......