إن الناظر في تعامل بعض الرجال لزوجاتهم اليوم يظن أنهن إماء لا زوجات!
فهو يتعامل معها كالأمة تماما!
لا حرية لها ولا حقوق..
ويسلبها حتى حرية التصرف فيما يتصرف فيه العقلاء!
ومن الصور التي تتكرر وتشهد بذلك:
* بعض الأزواج يمنع الزوجة من التصرف في مالها الخاص بها ويطلب منها أن ترجع إليه في كل شاردة وواردة وكأن المال ماله..
بل ربما منعها حتى من الصدقة!!
كأنها أمته التي اشتراها وما تملك!!
والحق المكفول لها شرعا أنه يحق لها التصرف في مالها مادامت راشدة..
نعم.. بعض التصرفات المالية ينبغي للزوجة أن تستشير زوجها فيها إكراما له واستئناسا برأيه..
إلا إن رأت أنه لا يفرق بين الاستشارة والاستئذان فهذا أمر آخر عليها إعادة النظر فيه!!
(تركت الحديث عن الاستيلاء على مالها لأنه أشد وأنكى!)
* ومن الصور أيضا: إجبار الزوجة على خدمة الأهل ولو كان في هذا مشقة شديدة عليها..
فبعض الرجال يربط خدمتها لأهله بحقوقها التي تجب عليه!
فإن قصرت في خدمتهم حرمها بعض حقوقها بغير وجه حق..
لا أنكر أن خدمة أهل الزوج من الأمور التي تدخل في حسن العشرة والتحبب إلى الزوج..
ولكن إجبارها على ذلك بحيث تكون كالخادمة فهذا من الظلم الذي لا يرضاه الله عز وجل..
وهنا صارت كالأمة! حتى الأجيرة أهون حالا منها إذ أنها تأخذ أجرا مقابل عملها!!
صحيح أنها تعمل لترضي زوجها بخدمة والديه وإسعادهم..
لكن أن يجبرها فيما يشق عليها ويهينها وهو غير واجب عليها فهذا هو الذي أعنيه..
* ومن الصور أيضا: أن يخلط بين القوامة والاستعباد..
فيظن أن القوامة تعني أن لا يكون للمرأة أمر ولا نهي ولا كلام!
وإذا قالت له زعم أنها القوامة!
وربما فوق هذا يقصر في النفقة عليها..
والله تعالى يقول:
(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)..
وبعضهم يظن أن القوامة تمنحه الحق في أمر المرأة أو نهيها
عن كل شي حتى لو كان فيه معصية لله عز وجل..
فهو بقوامته ينهاها عن زيارة أهلها مدى العمر لأنه على خلاف مع والدها..
وهو بقوامته يأمرها أن تجلس معها وهو يسمع المحرمات..
وهو بها يجبرها على ما لم يأذن به الله..
القوامة هي الدليل على أنك لم تمتلك المرأة!
وإلا لصارت أمة لك تفعل بها ما تشاء ولا حاجة إلى التذكير بالقوامة!
* حتى الأمة لا ينبغي أن تضرب وتهان فكيف بمن يضرب الحرة بحجج واهية..
والضرب محدود بحدود في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم..
كم من أنات وأنات من نساء قد استعبدهن أزواجهن
وسلبوا منهن الحرية التي كرمهن الله بها..
بل ربما الإماء أهون حالا منهن..
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
أسأل الله أن يصلح حال المسلمين وأن يؤلف بين قلوبهم..
المواضيع المتشابهه 
بعض الأزواج يتعامل مع زوجته كأنها أمة 
العرض الشجري
