أكدت هيئة علماء المسلمين في العراق؛ إن الدور الإيراني التوسعي في المنطقة يتعاظم بشكل لا يمكن السكوت عليه، لاسيما وأنه هيمن بالكامل على العراق ومقدراته وخيراته.
وخاطبت الهيئة الرؤساء والزعماء العرب المجتمعين في مؤتمر القمة العربية السابع والعشرين في الجمهورية الإسلامية الموريتانية برسالة مفتوحة بعثتها الأمانة العامة اليوم الاثنين.
وتناولت الرسالة الحديث عن الدور الإيراني الذي بات يشكل تهديدًا خطيرًا لأجزاء عربية عزيزة على الأمة، موضحة أنه أصبح يتمدد بشكل متسارع ما ينذر بخطر كبير على مستقبل الأمة وشعوبها، مستعيدة ما حملت رسائل الهيئة السابقة للقمم العربية المنعقدة طوال السنوات الماضية والتي أشارت إلى هذا الخطر الداهم قبل أن يتطاير ويصل بلادًا لم يحلم بالوصول إليها.
وفيما يأتي نص الرسالة:
رسالة مفتوحة
من هيئة علماء المسلمين في العراق
إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: الملوك والرؤساء والأمراء العرب
المجتمعين في مؤتمر القمة العربية السابع والعشرين في الجمهورية الإسلامية الموريتانية
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نخاطبكم باسم العراقيين جميعًا، انطلاقا من داعي الواجب وبناءًا على حق الإخوة العربية والإسلامية، مستذكرين تضحيات العراقيين في سبيل نصرة قضايا الأمة والوقوف مع شعوبها في ساعات المحن وأيام العسرة، ومعتمدين على الله أولًا ثم على رصيد الدماء العراقية التي سالت من أجل أمتهم.
ونحدثكم عن الدور الإيراني التوسعي في المنطقة، الذي تعاظم بشكل لا يمكن السكوت عليه وهيمن بالكامل على العراق ومقدراته وخيراته، والتهديد الخطير لأجزاء عربية عزيزة على الأمة فهو واقعٌ وحاصل ويتمدد، بشكل متسارع مما ينذر بخطر كبير على مستقبل الأمة وشعوبها. وقد حملت رسائلنا السابقة للقمم العربية المنعقدة طوال السنوات الماضية الإشارة لهذا الخطر الداهم قبل أن يتطاير ويصل بلادًا لم يحلم بالوصول إليها.
ولا يخفى عليكم ما يعانيه العراقيون اليوم نتيجة استحواذ وهيمنة النفوذ الإيراني على مقدرات العراق ودعم العملية السياسية وأصحابها، الذين باتوا ينفذون عمليات إبادة جماعية وتطهير طائفي وعرقي وتغيير للتركيبة السكانية تحت مظلة الطيران الأمريكي والتحالف الدولي معه والدعم الإيراني، وأصبح العراق العضو المؤسس في الجامعة العربية يُحكم من قبل رؤساء وقادة ميليشيات، يتبجحون في وسائل الإعلام مهددين ومتوعدين أبناء العراق وعددًا من الدول العربية بالويل والثبور والتدمير بذريعة محاربة الإرهاب، وقد نفذوا تهديدهم فدمروا وشردوا وخربوا مدن العراق وانتهكوا كل الحرمات واعتدوا على الأعراض وحقوق الإنسان ومازالوا مستمرين.
ونحن في هيئة علماء المسلمين في العراق نناشدكم انطلاقًا من حق الإخوة العربية والإسلامية، الالتفات لإخوانكم العراقيين ومعاناتهم التي وصلت إلى حالة الموت جوعًا وعطشًا في العراء دون مسعف أو مغيث ولو بشربة ماء، نناشدكم وفي استشرافنا للمستقبل قلق شديد وكبير على الأمة كلها من انتشار الفتنة الطائفية والفوضى بين شعوبها _لا سَمَحَ الله_ إن لم يُتخذ موقفٌ من استعلاء النفوذ الإيراني وتدخلاته في شؤون الأمة وبلدانها وزعزعة أمنها واستقرارها، نناشدكم لتقولوا عن الأمة وشعوبها ما يصبون إليه، فاجتماعكم على كلمة حق سيعيد للأمة هيبتها ومكانتها وعزها أمام العدو والصديق.
إن الذرائع والتخوفات السابقة قد ولّى زمانها، ووجب العمل على التخليص الحقيقي للأمة من المخاطر التي تحيط بها؛ بل وتنتزع أجزاءًا منها يومًا بعد يوم.
ندعو الله أن يسددكم إلى الحق في اجتماعكم ويكلله بالتوفيق والنجاح، واغتنام الفرصة لتحقيق متطلبات المرحلة الحرجة التي تمر بها الأمة، وأن تعيدوا للشعوب العربية ثقتها بقادتها وأمرائها، فأنتم وهم مطمح أنظار الأمة الموصوفة بخير الأمم.
الأمانة العامة
20 شوال/1437ه
25/7/2016م
وكانت قد بدأت ظهر اليوم الاثنين؛ الجلسة الافتتاحية للقمة العربية السابعة والعشرين في العاصمة الموريتانية نواكشوط، والتي من المقرر أن تبحث ملفات عديدة منها النزاعات في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، بالإضافة إلى تشكيل قوة عربية مشتركة.
ويشارك في القمة العربية بدورتها الحالية سبعة فقط من الرؤساء والقادة العرب، بينهم أمير قطر الشيخ (تميم بن حمد آل ثاني)، وأمير الكويت الشيخ (صباح الأحمد الجابر الصباح)، والرئيس السوداني (عمر حسن البشير)، والرئيس اليمني (عبد ربه منصور هادي)، ورئيس جمهورية جزر القمر (غزالي عثمان)، بينما يحضر رئيس مجلس الأمة الجزائري (عبد القادر بن صالح) ممثلاً عن الرئيس الجزائري، و(أسعد بن طارق) ممثلا عن سلطان عمان فضلاً عن رئيس الحكومة الأردنية (هاني الملقي) بالنيابة عن الملك (عبد الله بن الحسين).