قصص - روايات - حكاياتلطرح القصص والروايات الخيالية و الحقيقه و الكتابات الخاصة " ذات العبرة و الفائدة ",
القصص والروايات قصص واقعية و روايات - قصص واقعية، قصص عربية، قصص أطفال، قصص حب، قصص غراميه، قصة قصيره، قصة طويلة قصص روايات ادربيه طويله قصص واقعيه قصص روايات قصص حب قصص رومانسيه روايات رومنسيه قصص واقعيه قصص و روايات حب ,
القضية التي أطرحها بين أيديكم اليوم هي قضية في منتهي الخطورة , وحيثيات القصة التي سوف نتعرض لأحداثها بالتفصيل تجسد الواقع المؤلم الذي من الممكن أن تمــر به أي فتاة ..
أترككم مع القصـة كما ترويها لنــــا د/هبة جمال قطب ، مدرس طب شرعي
بكلية الطب ـ القصر العيني ـ جامعة القاهرة ..
فتاة أمضت حياتها الجامعية , وقد تقدم لخطبتها زميل كانت ترتبط به عاطفياً , وبينهما قصة حب طوال فترة الدراسة , وبمجرد أن إنتهي الطرفين من رحلتيهما الجامعية , تقدم هذا الشاب لخٍطبة هذه الفتاة التي طالما كان يتمني هذا اليوم منذ أن وقع عليها النظر والإختيـــار , وقد تحقق حلمه , وتمت الخطوبة بســــلام ..
وحدثت المفاجأة قبل الزواج بأشهر قليلة , حيث إكتشفت هذه الفتاة أثناء عملها لإحدي الفحوصات الطيبة التي تسبق الزواج , بالطبيب القائم علي تلك الفحوصات يُخبرها بأن هناك ورم قد يكون خبيث بنسبة كبيرة في أحد المبيضين , وبعدما تم التأكد من طبيعة هذا الورم , لم يجد الأطباء مفـر من إزالة هذا المبيض الذي يحمل الورم الخبيث , وأصبحت هذه الفتاة تمضي حياتها وهي بمبيض واحد ..
وننتقل الان لنتعرف علي ردود أفعال " خطيب الفتاة " .. دخل هذه الشاب في حيرة مريرة مع نفسه ومع والدتـه , حيث أن الأب متوفي منذ زمن بعيد , وبدأت أم هذا الشـــاب في إقناعه بترك هذه الفتــاة الان , وأنه ليس هناك بديــل عن " فســخ الخطوبة " , وبدأت تقنعه بأنها تريد أن تري أبناءه , وأن يكون لديها أحفاد , وإن إستمر في هذا الأمر وأصــر علي الزواج من هذه الفتــاة التي أصبح موقفها من الإنجاب قد يكون مستحيــل , فسوف يعيش حياة تعيسه , ولن يسعد بهــا أبداً طالما لم تُنجب , وسوف ينتهي امرها في النهايـــة " بالطــــــلاق " ..!
ما كان لهذا الشــاب مفر من أن يطيع والدتـه فيما أمرته , وبالفعل تم فسخ الخطوبة , وتقول الراويــة بأن هذه الفتاة مرت بحالة نفسية سيئة جداً نظراً لتخلي أعز الناس عنها وهو خطيبها , وخرجت هذه الفتاة من الأزمة المرضية للأزمة النفسيــة بشكل مؤلم للغايــة ..
وعندما بداءت تلك الفتاة تتماثل للشفاء , تقدم لخطبتها دكتور الأمراض النفسيــة , المُعالج لهـــا , وقبــل الزواج بداءت الفتــاة تقنعه بأنها قد يكون لا سبيل لها في الإنجاب , ولكن أصــر الدكتور المُعالج لها علي الزواج منها علي أيـة حال , وبالفعل تم الزواج ..
وبعد مرور أكثر من سبعة أشهــر علي هذا الزواج السعيــد , كانت قد مرت نفس المدة تقريباً علي زواج الشــاب " الخطيب الأول للفتاة " من أخري .. طلبت هذه الفتاة من زوجها دكتور الأمراض النفسية أن يذهب معها لأحد الأطباء للإطمئنان عن إذا ما كان هنـاك أمل في الإنجاب أم لا , وفي الوقت نفسـه ذهب الشاب بطل القصــة هو وزوجتــه ايضـا كي يطمأن علي أسباب تأخر الإنجاب لديهمــا .. ونختتم بالمفاجأة !!
الطبيب يستعرض مع هذه الفتــاة الأشعة والتحاليل الطبية الخاصـة بها , وتحدث المفاجأة !! .. هذه الفتاة التي تعيش بمبيض واحد قد يكون الإنجاب معه ضعيف جداً بهذا الطبيب يخبرهـــا " مبــــروك إنتي حامل في تلاتــة تواءم " ..
وطبيب أخر يستعرض مع الشاب بطل القصــة الأشعة والتحاليل الخاصـة به وبزوجته , ويخبــره " للأسف انت عندك عُقم , ولا تمتلك القدرة علي الإنجاب " ..!!
إنتهــــــــــــــت القصـــــــــــــــة .
رزقها الله بالثلاثة التواءم , لأنها صبرت وإحتسبت , ورضيت بقضــاء الله وقدره , وإبتلاه الله بالعٌقم لأنــه لم يرضــي بقضــاء الله وقدره ..
القصة كما رأيتم مؤلمة بلا شــك , مؤثرة بدرجة تجعل العين تدمع بلا توقف , موجعه للقلب ..
كيف لهذا الشــاب أن يتصرف بهذا الجحود مع هذه الفتــاة التي حًلُم في يوم من الأيام أن يرتبط بها , وأن تكون له زوجــة ؟؟؟
كيف يتخلي عن إنسانيته في التعامل مع هذا الموقف المؤثــر الذي كانت فيه الفتــاة في أمس الحاجة بأن يقف الي جوارها ؟؟؟
كيف لهذه الأم بإقناع إبنها بفسخ الخطوبة , وفي هذا التوقيت المُحزن , أين الأمومة في ذلك أيتها الأم الحنون ؟؟؟
كيف لهؤلاء بأن يظنوا أن الإقدام علي هذا التصرف الجاحد قد يبعدهم عن قدر ومشيئة الله سبحانه وتعالي ؟؟؟
أين كان عقلك أيها الشاب المٌتعلم , أين كان قلبك أيتها الأم الحنون ؟؟؟
إلي متـــي سوف تظل الإنسانية تحتضر في أنفسنــا , ونحن عاجزون عن إسعافها , وإنعاشها !! ...
لن نستطيع أن ننكر بأن هذه القصــة هي بمثابة " عبرة " لكل من تسول له نفسـه بأن يفعل مثلما فعل هذا الشــاب , ولم يرضــي بقضــاء الله وقدره سبحانه وتعالي .
السؤال محور النقاش , والذي نستطيع في الإجابة عليه أن نضع أنفسنا وسط هذا المشهد المُبكي , والقصــة والمؤلمــة .. لنري ماذا سيكون رد فعــل كل منــا ؟ ..