نسبه : أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حسن بن حمامي بن جرو بن واسع بن وهب بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عديض بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان .
ولد في البصرة في سكة صالح في خلافة المعتصم سنة ثلاث وعشرين ومئتين للهجرة، وكان أبوه وجيهاً من وجهاء البصرة، وقرأ ابن دريد على علمائها وعلى عمه "الحسين بن دريد"، وعند ظهور الزنج في البصرة أنتقل مع عمه إلى عُمان وذلك في شهر شوال عام 257هـ، وأقام فيها اثنتي عشرة عاماً، ثم رجع إلى البصرة وأقام فيها زمناً، ثم خرج إلى الأحواز بعد أن لبى طلب عبد الله بن محمد بن ميكال الذي ولاه الخليفة المقتدر أبو الفضل جعفر ( خلافته من 295 هـ – 320 هـ ) أعمال الأحواز ، فلحق به لتأديب ابنه أبا العباس إسماعيل وهناك قدّم له كتابه العظيم جمهرة اللغة سنة 297 هـ وتقلد ابن دريد آنذاك، ديوان فارس فكانت كتب فارس لا تصدر إلا عن رأيه، ولا ينفذ أمر إلا بعد توقيعه ,وقد أقام هناك نحواً من ست سنوات, ودخل ابن دريد بغداد شيخاً سنة 308 هـ وأقام بها حتى وفاته سنة 321 هـ .[1]. مدح ابن دريد آل ميكال بقصيدته المشهورة المقصورة.
وهو صاحب الأرجوزة التي قال فيها:
من لم تفده عبراً أيامه كان العمى أولى به من الهدى
ومن شعره يهجو نفطويه النحوي قائلاً:
أف على النحو وأربابه قد صار من أربابه نفطويه
أحرقه الله بنصف أسمه وصير الباقي صراخاً عليه
أثنى كثير من العلماء على ابن دريد ,قال أبو الطيب اللغوي: ابن دريد انتهى إليه علم لغة البصريين وكان أحفظ الناس، وأوسعهم علماً، وأقدرهم على الشعر, وما ازدحم العلم والشعر في صدر أحدٍ ازدحامهما في صدر أبي بكر بن دريد.
كان ابن دريد سخياً لا يمسك درهماً ولا يرد محتاجاً، عاد من الأحواز إلى البصرة ومنها إلى بغداد، عام 308هـ، وأنزله علي بن محمد الجواري بجواره في محلة باب الطاق وأكرمه، وعرف الخليفة المقتدر العباسي فضله وعلمه، وأمر أن يجري عليه في كل شهر خمسون ديناراً، فأقام في بغداد إلى أن توفي.
وقد تخرج على يديه كثير من العلماء والأدباء منهم أبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب "الأغاني" وأبو الحسن المسعودي مؤلف "مروج الذهب" وأبو عبيد الله المرزباني مؤلف "معجم الشعراء" وأبو علي القالي مؤلف كتاب "الأمالي" والنهرواني مؤلف "الجليس الصالح" [2] , وأخذ هو عن أبي حاتم السجستاني
من مصنفاته
لقد وضع ابن دريد أكثر من خمسين كتاباً في اللغة والأدب ومنها:
الأشربة.
الأمالي.
الجمهرة في علم اللغة
السرج واللجام
كتاب الخيل الكبير
كتاب الخيل الصغير
كتاب السلاح
كتاب الأنواء
كتاب الملاحن
الاشتقاق كتاب ضد الشعوبية وفيه يفسر اشتقاق الأسماء العربية.
المقصور والممدود
ذخائر الحكمة
المجتنى
السحاب والغيث
تقويم اللسان
أدب الكاتب
الوشاح
زوار العرب
اللغات
وفاته
توفي في بغداد ودفن في المقبرة العباسية المعروفة مقبرة الخيزران، ليلة السبت 23 رجب سنة 321هـ/933م، وكان يومها مطر شديد ولم يخرج بجنازته إلا نفر قليل من محبيه وعارفي فضله ودفن معه قبل ساعة أبو هاشم الجبائي شيخ المعتزلة.
^ تاريخ بغداد جـ2/ ص195
^ ياقوت : معجم الأدباء جـ18 ص128
ديوان ابن دريد من بوابة الشعراء
أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران - تأليف وليد الأعظمي - مكتبة الرقيم - بغداد - 2001م - صفحة 23 ، 24 ، 25.
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم - ابن الجوزي البغدادي - 6/261.
البداية والنهاية - ابن كثير - 11/176.