أبو دُلف العجلي واسمه القاسم بن عيسى بن ادريس العجلي قائد عباسي في زمن المأمون و المعتصم وأيضا هو شاعر واديب.
مدح الشعراء له
مدحه عدد من الشعراء منهم أبو تمام الطائي و بكر بن النطاح الذي قال فيه:
مثال أبي دُلف أمَّة
وخلق أبي دُلف عسكر
وان المنايا إلى الدارعين
بعيني أبي دلف تنظر
وأيضاً مدحه الشاعر علي بن جبلة بهذه القصيدة:
إِنَما الدُنيا أَبو دُلَفٍ
بَينَ مَغزاهُ وَمُحتَضَرِه
فَإِذا وَلّى أَبو دُلفٍ
وَلَّتِ الـدُنيا عَلى أَثَرِه
لَستُ أَدري ما أَقولُ لَهُ
غَيرَ أَن الأَرضَ في خَفَرِه
يا دَواءَ الأَرضِ إِن فَسَدَت
وَمُديلَ اليُسرِ مِن عُسُرِه
كُلُّ مَن في الأَرضِ مِن عَرَبٍ
بَينَ باديهِ إِلى حَضَرِه
مُستَعيرٌ مِنكَ مَكرُمَةً
يَكتَسيها يَومَ مُفتَخَره
صاغَكَ اللَهُ أَبا دُلَفٍ
صِبغَةً في الخَلقِ مِن خِيَرِه
أَيّ يَومَيكَ اِعتَزَيتَ لَهُ
اِستَضاءَ المَجدُ مِن قُتُرِه
لَو رَمَيتَ الدهرَ عَن عُرُض
ثَلَّمَت كَفّاكَ مِن حَجَرِه
رُبَّ ضافي الأَمنِ في وَزَرٍ
قَد أَبَتَّ الخَوفَ في وَزَرِه
وَاِبنِ خَوفٍ في حَشا خَمَرٍ
نُشتَه بِالأَمنِ مِن خَمَرِه
وَزَحوفٍ في صَواهِلِهِ
كَصِياحِ الحَشرِ في أَمَرِه
قَدتَهُ وَالمَوتُ مَـكتَمِنٌ
في مذاكيهِ ومُشتَجِرِه
فَرَمَت جيلوهُ مِـنهُ يَدٌ
طَوَتِ المَنشورَ مِن بَطَرِه
زُرتَهُ وَالخَيلُ عـابِسَةٌ
تَحمِلُ البُؤسى إِلى عَقُرِه
خارِجاتٌ تَحتَ رايَتها
كَخُروجِ الطَيرِ مِن وُكُرِه
فَأَبَحتَ الخَيلَ عَـقوَتَه
وَقَرَيتَ الطَيرَ مِن جزَرِه
وَعَلى النُعمانِ عُجتَ بِها
فَأَقَمتَ المَيلَ مِن صَعَرِه
غَـمَطَ النُعمانُ صَفوَتها
فَرَدَدتَ الصَفوَ في كَدَرِه
وَتَحَسّى كَأسَ مُـغتَبِقٍ
لا يُدالُ الصَحوَ مِن سُكُرِه
وَبِقُرقورٍ أَدَرت رَحا
وَقعَةٍ فَلَّت شَبا أَشَرِه
وَتَأَنَّـيتَ البَقاءَ لَهُ
فَأَبى المَحتومُ مِن قَدَرِه
وَطَفي حَتّى رَفَـعتَ لَهُ
خُطَّةً شَنعاءَ مِن ذَكَرِه
وقد استاء المأمون لمبالغة علي بن جبلة في مدح أبا دلف وتشبيهه ببعض صفات الخالق لكن أبا دلف قال للمأمون كي يخفف من استيائه انا الذي قيل فيه:
أبا دلف ما كذب الناس كلهم
سواي فإني في مديحك أكذبُ
وقيل ان المأمون قتل علي بن جبلة لمبالغته في مدح أبا دلف لكن البعض ينفي قتل المأمون لعلي بن جبلة ويقول ان علي بن جبلة مات حتف انفه.
كرمه
عندما مدحه الشاعر بكر بن النطاح اعطاه عشره آلاف درهم وكان بن النطاح قد اشترى بتلك الاموال قرية في نهرالابلة، وكان هناك قرية مجاورة معروضة للبيع فاراد ان يشتريها فعاد إلى ابي دلف وانشد:
بك ابتعت في نهر الأبلة قرية
عليها قصير بالرخام مشـيد
إلى جنبها أخت لها يعرضونها
وعندك مال للهبات عـتـيد
فاعطاه المال الازم لشرائها، وكرم بو دلف الكثير تسبب في اثقال الدين عليه لكن حتى عنما اثقله الدين اتاه رجلاً يطلب منهُ مالاً وعندما علم ان أبا دلف قد اثقله الدين انشد الرجل:
أيا رب المنائح والعطايا
ويا طلق المحيا واليدين
لقد خبرت أن عليك ديناً
فزد في رقم دينك واقضِ ديني
فاعطاه ما يريد.
بعض من اشعاره واقواله
قال أبو دلف يمدح امير خراسان طاهر بن الحسين :
أرى ودكم كالورد ليس بدائم
ولا خير فيمن لا يدوم له عهـد
وحبي لكم كالآس حسنا ونضرة
له زهرة تبقى إذا فني الورد
عندما قتل محمد بن حميد الطوسي رثاه أبو تمام بقصيدته الشهيره ومنها:
كذا فليجل الخطب وليفدح الامرُ
فليس لعين لم يفض مائها عذرُ
فتى مات بين الضرب والطعن ميتةً
تقوم مقام النصر ان فاتها النصرُ
قال أبا دلف كلمته الشهيره "لم يمت من رثي بمثل هذا"
مؤلفاته
كتاب السلاح
كتاب الصيد
كتاب سياسة الملوك
كتاب النزه