من تقسيم موطئ ثار يثور فهو ثائر لا ثور وشعير وبرسيم وسيسي وبقرة من ميدان الكرامة والإباء من شارع الاستقلال من الشارع الذي يصبح فيه الرجل رئيساً ويمسي بائع شاورما ويمسي سجيناً ويصبح على كرسي رئاسة الوزراء ، هنا حيث المكتبات والمسارح وصالات السينما ودار الاوبرا والملاهي والأسواق والمقاهي والمطاعم والمساجد ، انقل لكم تحية متوضئة بنور الإيمان والتوحيد ، هنا بين الثوار والثيران بين العبّاد والسكارى بين النساء والرجال يسلم عليكم زميلكم ابن الصحراء معشر الكتبة الكرام والسادة ضباط المنتدى وأقول :
أنا حائر في بلد المتناقضات والعجائب والفرائد .. هنا يا شعب الصحراء .. تسير المرأة الكاسية العارية متأبطةً يدا أختها المحجبة بكل حب واخاء ومودة هنا يسير حامل القرآن بصحبة حامل العرق والفودكا والشيفاز بكل سلام وأمان هنا يحتضن الملتحي صديقه الحليق ويتسلقون إلى السماء هنا يلعب الشيخ مع الطفل بكل وقار وهيبة وتقبل المرأة الرجل والرجل المرأة بلا رقيب ولا عناصر هيئة ولا رجال حسبة وبلا يجوز ولا يجوز ولا يكدر صفوهم ويفرق شملهم ويفسد ذات بينهم أحد من العالمين ، هنا يصبح الرجل في بيت الله ويمسي وعلى ركبته عاهرة كأنها الشمس والقمر والليل والنهار هنا يقول لك بائع الخمر ووجهه يقطر من الوضوء " بن دوا ايديجيم " ثم يسير ثلاث خطوات ويختفي مع جمعٍ من الناس داخل بيتٍ مجاور فيه مأذنة على رأسها هلال يشير إلى الكعبة المشرفة ، هنا يختلف الناس في كل شيء ويجتمعون على حب العلم الأحمر المزين بالهلال والنجمة ، رأيتهم يصطفون طوابير طويلة حتى يحصلوا على فنجال قهوة أو شاي ورأيتهم يقبلون يد كبارهم في الطرقات دون صلة قرابة أو سابق معرفة ، رأيتهم يذكرون الله ويرقصون ويغنون ويكبرون ، هنا يطلب منك رجل الأمن بكل حزم أن تغني حتى تثبت أنك تركي اصيل لا دخلة فيك ولا هجنة فالجميع يحسنون الغناء بلحن حزين وصوت تفهمه ولغة لا تفهمها ، هنا الجميع يمشي بفخر وخيلاء وعزة وكرامة وكأن روح محمد الفاتح نزلت عليهم ، هنا كل رجل بيك وكل امرأة هانم وكل شيخ آغا وكل طفل اردوغان قادم ليصنع لبلاده مجداً جديدا ، هنا يستطيع التركي ابن التركي أن يسامحك في كل شيء إلا في حق وطنه وبلاده وشعبه هنا تثني عليهم من حيث تريد القدح وتقدح من حيث تريد الثناء ولا تدري هم على خير ونور هدى أم على ضلال وشر وفساد .
وأنا يا سادة فلاح غلبان وسيم قسيم اصبح وأمسي كفافاً لا لي ولا عليّ ، جمعت ثيابي وحزمت حقيبتي وامسيت في قرية نائية وأصبحت في إسطنبول .. ولا يعنيني صلاحهم وفسادهم ولا يهمني دينهم ولا دنياهم ولا اعرف من الأحزاب سيسي واردوغاني وجامي واخواني .. أنا حزبي غنمي واشجاري وثماري إذا نضجت ، أنا هنا انقل لكم التحية فقط .