محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.
أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.
ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.
ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ ابن إسماعيل) وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).
::: يا خيرَ ملتحفٍ بالمجدِ والكرمِ :::
و أفضلَ النّاسِ من عربٍ ومن عجمٍ يا خيرَ ملتحفٍ بالمجدِ والكرمِ
والحِلمِ والعلمِ والآدابِ والحِكَم يا ابنَ السَّدَى والنّدى والمعْلُوماتِ مَعاً
حَملْتُ عنك الذي حُمّلتَ من ألم لو كُنْتُ أُعْطَى المُنى فيما أُؤمّلُهُ
من الايادي وقسماً أوفرَ القسم وكنْتُ أعْتَدُّهُ يَداً ظفِرْتُ بهَا
وتسْتَبِلَّ إلى العَلْياءِ والكرم حتى تَرْوحَ مُعافَى الجسمِ سالِمَهُ
عراكَ لم أغتمضْ وجداً ولم أنم الله يَعْلَمُ أني مُذْ سمِعتُ بما
ومرّة ً أنا مصروفٍ إلى سدم فعند ذا أنا مدفوعٌ إلى قلقٍ
على صَعِيدِ الثّرى في حِندِس الظُّلَم أدعوا وطوراً أُجيلُ الوجهَ مبتهلاً
منْ في يديهِ شفاءُ الضُّرّ والسَّقم وكيف لا، كيف أن يخطُو السقامُ إلى
إلاّ إلى الهممِ العظمى من الهمم إلى الهُمامِ الذي لم تَرْنُ مقلتُهُ