ليس غريبا أن تطالك لواسع الاكتئاب في أعقاب انقضاء فترة العيد التي تخلف مباشرة شهر رمضان المبارك، فثمة عوامل مؤثرة تلقي بظلالها على شريحة واسعة من الناس تصيبهم بما يشبه الاكتئاب والملل، ترتبط بشكل مباشر بالتغير الجذري في نمط الحياة اليومية، سيما فيما يتعلق بالعودة إلى الروتين اليومي والعودة إلى العمل بالنسبة للموظفين، فطبيعة الحياة الرمضانية الصاخبة والممزوجة بطقوس خاصة منها ما هو اجتماعي وما هو ديني، فضلا عن أجواء المرح في العيد السعيد، تجعل من العودة إلى الروتين التقليدي واليوميات الرتيبة أمرا ثقيلا على النفس. وبحسب دراسات مختلفة يرتبط هذا الاكتئاب بالتغيرات الجسدية والاجتماعية، فمنها ما يتأثر بتغير النظام الغذائي واضطراب النوم والأرق وتغير العادات في الأكل والشرب والنوم والتواصل مع الآخرين، وهي عوامل كفيلة بتعرض الكثير من الناس للاكتئاب.
كما أن عوامل أخرى لا يمكن تجاهلها تتمثل في الحالة المادية للبعض ممن وجد نفسه في أزمة خانقة بسبب الصرف المالي خلال شهر كامل بين الاستعداد للوازم رمضان وحاجات العيد، إلى جانب زيادة الوزن لدى البعض، ما يحبرهم على الدخول قسرا في دوامة الرجيم والحمية ومضاعفة ممارسة الرياضة.
ووفقا لاستطلاعات رأي مختلفة أجريت على عدة شرائح وفي أعوام مختلفة، فإن القواسم المشتركة في هذه الحالة تتمثل في أربعة أسباب هي العودة إلى الرتابة اليومية والدوامات، والأزمة المادية واضطرابات النوم والتغير في الوزن