كشفت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية أنَّ زيارة سامح شكري وزير الخارجية لتل أبيب تأتي للتمهيد لزيارة أخرى يجريها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتن إلى القاهرة قريبًا للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وكان المستشار أحمد أبو زيد الناطق باسم وزارة الخارجية، قد أعلن - في وقتٍ سابق اليوم - أنَّ زيارة شكري إلى إسرائيل تأتي في توقيت هام بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس السيسي للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأهمية التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يحقق حلم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، والسلام والأمن لإسرائيل.
وفي فبراير الماضي، ساد المشهد الإسرائيلي تساؤلات حول زيارة يقوم بها نتن للقاهرة، وذلك بعد تقرير لصحيفة "الأخبار" اللبنانية تحدث عن زيارة يقوم رئيس حكومة تل أبيب للقاهرة.
وقالت القناة الثانية العبرية - محاولةً الإجابة عن هذا التساؤل: "الفترة الأخيرة شهدت دفئًا في العلاقات بين مصر وإسرائيل، وحديث عن إمكانية تصدير غاز تل أبيب للقاهرة".
وبعنوان "زيارة تاريخية"، ذكرت القناة العبرية: "هناك عائق واحد للأمر وهو أنَّ الرئيس السيسي يشترط استئناف المفاضات الفلسطينية الإسرائيلية قبل أي زيارة لنتن بالقاهرة".
بدورها، أكَّدت صحيفة "معاريف" العبرية: "منذ اندلاع ثورة يناير عام 2011 لم يقم مسؤول إسرائيلي بزيارة رسمية لمصر.. والحديث يدور عن زيارة تأتي لتعزيز العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، والزيارة لو تمت فإنها تأتي وسط أزمة تتعلق بمجال الطاقة بين الجانبين، فقبل حوالي شهرين طالب مكتب تحكيم دولي القاهرة بدفع 1.76 مليار دولار لشركة الكهرباء الإسرائيلية كتعويض عن الأضرار التي أحاقت بالأخيرة بسبب انقطاع ضخ الغاز المصري لتل أبيب".
وأشارت إلى أنَّ الرئيس السيسي قال مؤخرًا وبشكل واضح أنَّه سيكون مستعدًا لاستقبال نتن في القاهرة، لكنَّه ربط الأمر بالإعلان عن انفراجة في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لافتةً إلى أنَّ مسؤولين بارزين بتل أبيب رفضوا تأكيد أو نفي موضوع الزيارة.
وفي شهر ديسمبر الماضي، أعلن نتن أنَّه سيرسل مبعوثه الخاص يتسحاق مولخو للقاهرة؛ لبحث قضية الغاز، وقال موقع "كالكاليست" العبري إنَّ "مولخو" من المقرر أن يصل القاهرة للوصول إلى تسوية في مسألة التعويضات لصالح إسرائيل، التي تقدر وفقًا لحكم القضاء الدولي بـ1.76 مليار دولار، نظير وقف تصدير الغاز إلى تل أبيب عقب ثورة يناير، لافتًا إلى أنَّ نتن يمكنه التنازل عن أي ديون مستحقة لشركة الكهرباء الإسرائيلية إذا اقتضت الضرورة.
وأجرى نتن عدة زيارات للقاهرة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، ففي عام 2009 زار مصر مرتين الأولى كانت في شهر "مايو" بعد دعوة من الأخير وعقد لقاء ثنائي معه في منتجع شرم الشيخ، وسبق هذه الزيارة بيان لرئاسة الحكومة في تل أبيب أكَّد أنَّ نتن شدد - في اتصال تليفوني - مع مبارك على أهمية السلام القائم بين مصر وإسرائيل وعلى القواسم المشتركة التي تجمعهما للعمل من أجل حماية هذا السلام.
وكانت الزيارة الثانية في نهاية نفس العام، وأعلن قبلها نتن أنَّه سيزور القاهرة للتشاور مع المسؤولين المصريين حول دفع عملية التسوية، وأنَّه أبلغ مدير المخابرات المصرية عمر سليمان -حينئذ- برغبته في الاجتماع بمبارك، وكانت القاهرة تتوسط وقتها إلى جانب ألمانيا للتوصل لاتفاق حول تبادل الأسرى بين الاحتلال الاسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وفي أوائل يناير 2011، زار نتن مصر للمرة الأخيرة، والتقى مبارك، معلنًا قبلها أنَّه سوف يتوجه للقاهرة من أجل هدف واحد هو تعزيز الأمن والمضي قدمًا في عملية السلام.