بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك .. ردد .. معــي .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ
من السُّنَّة استعمال الطِّيب وما يدلّ على سنِّيَّة التطيّب:
حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حُبِّبَ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ و الطِّيب وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ". وعن أنسٍ رضي الله عنه أيضاً قال: "مَا مَسِسْتُ حَرِيرًا وَلَا دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَا شَمِمْتُ رِيحًا قَطُّ، أَوْ عَرْفًا قَطُّ، أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ، أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم . والديباج: نوع من أنواع الحرير، والعَرف: هو الريح الطيب. وعن نافـع، قال: "كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنه إِذَا اسْتَجْمَرَ، اسْتَجْمَرَ بِألُوَّةٍ، غَيْرَ مُطَرَّاةٍ، وَبِكَافُورٍ، يَطْرَحُهُ مَعَ الأَلُوَّةِ، ثُمَّ قَالَ: هَـكَذَا كَانَ يَسْتَجْمِرُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ".
قال النَّووي رحمه الله: "الاستجمار هنا: استعمال الطِّيب، والتبخّر به، مأخوذ من: المجمر، وهو: البخور، وأمَّا الألُوَّة، فقال الأصمعي، وأبو عبيد، وسائر أهل اللغة: والغريب هي: العود يتبخر به...، وقوله: (غير مطراة) أي: غير مخلوطة بغيرها من الطيب، وكان يَكرَه صلى الله عليه وسلم أن توجد منه ريح كريهة: فقد جاء عند البخاري في حديث طويل عن عائشة رضي الله عنها قالت: "وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَنْ يُوجَدَ مِنْهُ الرِّيحُ". أي: الريح غير الطيبة.
• أطيب الطيب: المسك.
لما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخُدْرِيِ رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسـرائِيلَ، حَشَتْ خَاتَمَهَا مِسْكاً، وَالْمِسْكُ أَطْيَبُ الطِّيبِ". ورواه أبو داود بلفظ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أطْيَبُ طِيبُكُم المِسْكُ". فالأفضل للمسلم أن يتطيَّب بأفضل ما يجد، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتطيب عند إحرامه بأطيب ما يجد فعَن عائشة رضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ، يَتَطَيَّبُ بِأَطْيَبِ مَا يَجِدُ".
• يُكْرَه ردُّ الطيب ويدلّ عليه:
. حديث أَنسٍ رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ". وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ رَيْحَانٌ، فَلاَ يَرُدُّهُ، فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمِلِ طَيِّب الرِّيحِ"، والريحان: هو كل نبتة لها رائحة طيبة، ويحتمل أن يراد بالريحان في الحديث: جميع أنواع الطيب، ويكون مشتقاً من الرائحة، كما قال المنذري. قال ابن العربي: إنما كان لا يرد الطيب لمحبته فيه، ولحاجته إليه أكثر من غيره؛
لأنه يناجي من لا نناجي".
ولذلك جاز التطيب بكل طيب دون تحديد نوع معين ؛ لأن المقصود حصول الرائحة الطيبة ، فمتى حصلت بأي طيب كان : حصلت السنةوالله أعلم .