انتابت أوروبا حالة من القلق والتخوف قبيل استفتاء بريطانيا على عضويتها بالاتحاد، وسبق وحذر رئيس المجلس الأوروبي "دونالد تاسك" من أن خروج المملكة المتحدة يهدد بشكل خطير الحياة السياسية الغربية.
وبحسب "واشنطن بوست" التي اعتمدت على العديد من التصريحات بصحف ووكالات ودراسات عدة فقد تعاظمت هذه المخاوف بعدما صوت الناخبين البريطانيين بالفعل لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
وقد تكون توقعات تفكك الاتحاد الأوروبي بعيدة عن الواقع قليلاً، لكن بالتأكيد هناك دول أخرى ربما تطالب بعمل استفتاء مشابه للذي أجرته المملكة المتحدة.
1- السويد
البلد الاسكندنافي الذي يرى نفسه مناظرا لبريطانيا، ورفض استخدام العملة الموحدة "اليورو"، حيث تتقف كل من السويد وبريطانيا في نحو 90% من التوجهات السياسية داخل الاتحاد.
وبالتالي سيثير خروج بريطانيا المخاوف في السويد الذي استقبل مئات الآلاف من اللاجئين العام الماضي.
ولا يزال معظم السويديين لديهم انطباعا إيجابيا عن الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك يحتمل أن يتغير هذا بعد استفتاء المملكة المتحدة.
2- الدنمارك
عقدت الدنمارك استفتاءً في ديسمبر/ كانون الأول الماضي قرر الدنماركيون خلاله رفض اعطاء مزيد من الصلاحيات للاتحاد الأوروبي.
ووفق ‘حدى الدراسات فإن معظم سكان الاتحاد الأوروبي يرون أن بروكسل لا ينبغي أن تصبح أكثر قوة عما هي عليه بالفعل في الوقت الراهن.
يضاف لذلك أن العديد من الدنماركيين يخشون المزيد من الهجرة وتدفق اللاجئين إلى بلادهم، كما أن الدنمارك اعتادت الاعتماد على بريطانيا كحليف لها في المفاوضات داخل الاتحاد.
3- اليونان
توارت أزمة الديون اليونانية عن دائرة الضوء في النقاشات والعناوين الرئيسية لكنها ستعود عاجلا وليس آجلاً.
وبالطبع قد تتخوف اليونان إزاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واضعاف موقفها ضمن العملة الموحدة، والتي تتطلب مزيدا من الأدوات ومستوى أعلى من التكامل.
لكن ما تخشاه اليونان حقاً هو دفعها خارج الاتحاد الأوروبي من أجل الحفاظ على التماسك بين باقي الأعضاء، بعد تراجع إمكانية الاعتماد على تقاسم الأعباء بخروج بريطانيا من الاتحاد.
4- هولندا
وجهت صحفية "الخمين داخبلد" الهولندية رسالة واضحة للبريطانيين قبل استفتاء الخميس وتغطية موسعة تحت عنوان "لا تتركني بهذه الطريقة"، لكنها ربما لا تعكس ما يعقد فيه الهولنديون تجاه الاتحاد الأوروبي.
ودعم رئيس الحزب الشعبي اليميني "جريت فيلدرز" خروج بريطانيا متمنياً إجراء استفتاء مماثل في هولندا.
وقال "فيلدرز" لـ"بي بي سي": إن كنا نرغب في البقاء كأمة يجب إيقاف الهجرة ...ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك داخل الاتحاد الأوروبي.
5- المجر
يعرف رئيس الوزراء المجري "فيكتور أوربان" بأنه ليس صديقاً للاتحاد الأوروبي، وتهكم عليه رئيس المفوضية الأوروبية "جان كلود يونكر" في مايو/ أيار حينما حياه قائلاً "مرحباً أيها الديكتاتور" أمام الكاميرات.
ويخطط "أوربان" لعقد استفتاء في المجرد قد يضر بترابط الاتحاد الأوروبي، حيث سيطلب من المجريين تقرير ما إذا كان على الاتحاد الأوروبي السماح بإعادة توطين اللاجئيين.
6- فرنسا
يعد الفرنسيون أكثر من يتشكك في الاتحاد الأوروبي ونحو 61% منهم لديه نظرة سلبية تجاه الاتحاد.
وتعد فرنسا أحد القوى الكبرى التي تدفع الاتحاد قدما مع ألمانيا لكنها توجه مشاكل عديدة منها ضعف الاقتصاد والتهديدات الإرهابية الكبيرة، والتي ألقي باللوم في معظمها على الاتحاد الأوروبي.
وبعكس ألمانيا لم تتمكن فرنسا بعد من الهروب من مشاكل البطالة العالية وعثرات الاقتصاد، وكلها عوامل تصب في صالح اليمين الوطني وزعيمته "مارين لوبان" التي دعمت خروج بريطانيا.
7- اسكتلندا (حالة استثنائية)
صوتت اسكتلندا في عام 2014 لصالح البقاء كجزء من المملكة المتحدة، لكن البلد بشكل كامل تقريبا تؤيد البقاء في الاتحاد الأوروبي، فيما يبدو سيدفع لإجراء استفتاء جديد بالمملكة المتحدة بعد التطورات الأخيرة.
وأجابت "نيكولا ستورجون" الوزيرة الأولى في اسكتلندا "رئيسة الوزراء" حول ما إذا كانت بلدها ستستعد لإجراء استفتاء أخر حول انفصالها عن المملكة المتحدة، قائلة: إن المسألة بكل تأكيد مطروحة على الطاولة.
وحول اعتبارات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أشارت إلى أن اسكتلندا سوف تزن خياراتها أولاً.