موقف عمر بن الخطاب من جبلة بن الأيهم حينما ضرب أعرابي جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن أبي شمر
واسمه المنذر بن الحارث
وهو آخر ملوك الغساسنة في الشام.
حكم ما بين عامي 11 هـ - 17هـ
الموافق 632 و 638 ميلادية
وكان بذلك الملك السادس والثلاثين في سلالة الغساسنة
الذين كانوا متحالفين مع الروم قبل الإسلام
وهم من النصارى العرب.
ولما خاف على حكمه من الزوال
لما كان عليه من حروب مع البيزنطة
أسلم ثم كتب إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستأذنه في القدوم عليه
ثم قدم إلى المدينة و لما دخل على عمر رضي الله عنه رحب به وادنى مجلسه
وهو مَلِك من ملوك العرب جاء مسلماً
سيدنا عمر رضي الله عنه رحّب به كثيرا
ولماذا رحّب به؟
لأن النبي عليه الصلاة والسلام
قال: " أنزلوا الناس منازلهم " ( ورد في الأثر)
ومن الأدب أن تعطي كل ذي حقٍ حقه
ولكل إنسانٍ مكانته ومقامه
رحّب به أشد الترحيب
ثم خرج في موسم الحج في تلك الفترة
مع عمر رضي الله عنه فبينما هو يطوف بالبيت
إذ وطىء على ازاره رجل فقير من بني فزارة
دون أن يقصد ذلك
فالتفت اليه جبلة مغضبا فلطمه فهشم انفه
فغضب الفزاري
وفزارة ليس له إلا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتوجه إليه شاكياً
فبعث عمر رضي الله عنه الى جبلة فقال:
ما دعاك يا جبلة إلى ان لطمت اخاك
في الطواف فهشمت انفه!
فقال:انه وطىء وزاري
و لولا حرمة البيت لضربت عنقه
قال نعم، لست ممن ينكر شيئاً أنا أدّبتُ الفتى
أدركت حقـي بيدي أنا ملك
فقال له عمر:
اما الان فقد اقررت
فاما ان ترضيه والا اقتص منك بلطمك على وجهك
قال له: أرضِ الفتى، لا بدَّ من إرضائه
ما زال ظفرك عالقاً بدمائه، أو يهشِّمنَّ الآن أنفك
وتنال ما فعلته كفك، فصعق جبلة
وقال: كيف ذاك يا أمير المؤمنين؟
هو سوقةٌ، وأنا عرشٌ وتاج
هذا من عامة الناس، وأنا عرشٌ وتاج
كيف ترضى أن يخِرَّ النجم أرضًا؟ قال له سيدنا عمر:
هذه نزوات الجاهلية، ورياح العنجهية قد دفناها
أقمنا فوقها صرحاً جديداً
وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيدًا
قال جبلة:
كان وهماً ما جرى في خلدي
أنني عندك أقوى وأعز
اذ أنا مرتدٌ إذا أكرهتني
فقال له سيدنا عمر:
عنق المرتد بالسيف تحزُّ
عالمٌ نبنيه، كلُّ صدعٍ فيه بشبا السيف يداوى
وأعز الناس بالعبد الصعلوك تساوى