حقيقة انصدمت وانا اقرأ هذا التقرير الذي كتبه الصحفي المعروف علي محمد طه في موقع المثقف الجديد ..
حيث انني اذكر ان مصر ايام الرئيس محمد مرسي كانت تستقبل بشكل مستمر الالاف من اللاجئيين السوريين الذين اختارو مصر بسبب إنخفاض تكلفة المعيشة فيها وكانت مؤتمرات الثورة السورية تُعقد في القاهرة ولكن فجأة اختفى كل ذلك !!
وعندما قرات هذا التقرير المُوثق إتضح لي كل شي وتفاجئت بأن الحكومة المصرية اصدرت قراراً في العام 2014 بمنع دخول السوريين الى مصر منعاً باتاً وان اللاجئين السوريين الموجودين الان في مصر كلهم دخلوا ايام الرئيس محمد مرسي !
رغم ان السوريين في مصر مسالمين جداً و مضرب المثل في كفاءة الإنتاج و عزة النفس فلم يمدوا يدهم لأحد ولم يسببوا اي مشاكل !
وهذا نص التقرير :
تقلصت أعداد اللاجئين السوريين المقيمين في مصر منذ عام 2012م من مائتي ألف شخص إلى أعداد لاتتجاوز الأربعين ألف شخص ، ومنذ مجيء النظام الجديد في مصر أصدر عدة قرارات تحاصر كل سوري يعارض نظام بشار الأسد , وكان من أبرزها القرار الذي يقضي بتسليم الملاحقين من دولهم من غير المصريين إلى حكومات بلادهم بناء على طلب تقدمه الدولة للحكومة المصرية، وينص القرار بأنه بموجب الطلب سيتم تسليم أي مطلوب لبلاده فوراً ، وقالت وسائل إعلام مصرية إن الهدف من القرار هو الحفاظ على الهيبة الدولية لمصر .
حول هذا الموضوع علق الصحفي السوري المعارض ( محمد أمين) والذي تم ترحيله من مصر عام 2014 م بات السوريون يشعرون بأن مصر(أم الدنيا) التي كانوا يدخلون إليها متى شاءوا بعدما اختاروها بلداً للجوء نظراً لانخفاض كلفة المعيشة فيها، باتت سجناً, حيث أصبحوا مهددين بالترحيل في أية لحظـــة، حيث إن سفارة نظام بشار الأسد في القاهرة تمتلك علاقات طيبة مع نظام عبدالفتاح السيسي, وقد كانت مصر الدولة العربية الوحيدة التي استقبلت وزراء تابعين لنظام بشار الأسد خلال العام الحالي, في خطوة هي بداية لعودة العلاقات الطبيعية بين البلدين .
الإعلامي (حسين الزعبي) الذي عمل محرراً في قناة (سوريا الغد) المعارضة التي اغلقتها السلطات المصرية يعلق على ترحيل النشطاء السوريين من مصر قائلاً:
عشرات الألاف من السوريين غادروا مصر بعد تسلم نظام السيسي مقاليد الحكم في مصر، وبات من المعروف أن عشرات الناشطين المناوئين للأسد اتخذوا من مصر مكاناً لهم هرباً من بطش قوات النظام، تزامن ذلك مع حملة شديدة على السوريين الذين حاول الإعلام المصري والقوات الأمنية المصرية زجّهم بالصراع السياسي في مصر، الكثيرون ضيق عليهم ، وأوقفت تجديد اقاماتهم ورحلوا من مصر, وكنت وزملائي الإعلاميين بعض من هؤلاء المرحلين ، الحقيقة الإعلام المصري يدعم بشكل كبير نظام بشار الأسد ويعتبر الثورة السورية ثورة برابرة وإرهابيين , بل وقام بالتحريض على السوريين اللذين تعرضوا للإيذاء من قبل مؤيدي النظام الجديد , حين قدم هذا الإعلام السوريين على أنهم شريحة من الإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم, ويشاركونهم مظاهراتهم ويساعدونهم في تخزين السلاح، بل وكان كل سوري يقبض مبلغ 500 جنيه للاعتصام في رابعة، بينما تبيع السوريات الجميلات أنفسهن (للمناكحة) للمعتصمين في رابعة, حسبما صورهم عدد من وسائل الإعلام المصري.
علق المصور الإعلامي (مهند الكبرا ) على ترحيله من مصر قائلاً : أنا فلسطيني كنت أقيم في مخيم اليرموك , رحلت إلى مصر بحثاً حياة آمنة لعائلتي ، بداية قمت بافتتاح محل في مدينة الإسكندرية , وكانت الأمور جيدة جداً، عوملنا بشكل جيد ولم يكن هناك فرق بيننا وبين المواطن المصري في المعاملة ، ثم تغيرت الأمور ضيق علينا كثيراً , وتم إغلاق محلي التجاري ,فقررت الرحيل ,وفعلاً غادرت مصر التي أحببتها بحراً تجاه إيطاليا ، كانت مجازفة كبيرة لي ولعائلتي , وتعرضنا للموت ,ولكن الحمد لله وصلت إلى إيطاليا, ومنها توجهت إلى ألمانيا , حيث أعيش اليوم ,وقد حصلت هناك على الإقامة الالمانية ، باختصار خروجي من مصر كان من باب( مكرهاً اخاك لا بطل), بتنا مجرمين فارين من عدالة بشار الأسد في نظر الكثير من المصريين المغرر بهم من قبل الإعلام المصري.
الناشط السياسي ( فرحان مطر ) يقول في عام 2014 م تم إصدار قرار بمنع دخول السوري إلى مصر بأي شكل كان، وكانت هذه المرة الأولى التي يمنع فيها السوري من دخول مصر، وبدأت مآسي العائلات تمتد، فذاك الذي ترك أطفاله في سوريا , ولم يعد يستطع إحضارهم, وتلك التي تنتـــظر زوجها ليأتي إليها.. الخ
وبعد تطور الأحداث في منطقة سيناء , وازدياد الأوضاع توتراً فيها وحدوث التفجيرات بشكل متكرر، صارت أصابع الاتهام توجه للسوريين وللفلسطينيين في مصر, وزداد التحريض الإعلامي ضدهم ، إضافة للصق التهم الأخرى بهم ووصفهم بأتباع «داعش" .
الحقيقة مصر باتت تُحْكِم حبال خنقها على السوريين ، ولم يعودوا يتمكنون من تجديد إقامتهم، وصار الطالب السوري يعامل معاملة الطالب الأجنبي من حيث دفعه للأقساط الدراسية بالجنيه الإسترليني ،متسائلا هل من تفسير لذلك سوى أن يكون النظامان «السوري والمصري» متعاونين مع بعضهما؟
*معارضة سورية صنعت في مصر .
سعت القيادة المصرية منذ عام 2014م إلى تأسيس معارضة سورية تتفق مع رؤية القيادة المصرية للمستقبل السوري الذي يقوده بشار الأسد, وتشارك فيه هذه المعارضة بوزارات عدة ولذلك سعى الإعلام المصري الموجه من قبل وزارة الداخلية والإعلام المصري لتشكيك في كل معارضة سورية لاتتوافق مع رؤية نظامي مصر وروسيا لمستقبل الحل السوري الذي يحتم تواجد بشار الأسد في أي حل مستقبلي للأزمة السورية, وفي هذا السياق سعت وسائل الإعلام المصرية للتشكيل في الوفد المعارض السوري المشكل في السعودية , وفي كل جهات المعارضة المقيمة خارج سوريا وخاصة تلك التي تقيم في تركيا, حيث وصفتها بأنها معارضة إخوانية أو متعاطفة مع تيار الإخوان السوري في إشارة إلى تمثيل الإخوان المسلمون في تشكيلات كل من المجلس الوطني السوري و الائتلاف السوري المعارض . وفي هذا السياق سعت القيادة المصرية لتقريب كل الأحزاب القومية والية السورية المقيمة في دمشق والتي يطلق عليها نظام الأسد المعارضة الوطنية (تحت سقف الوطن) ومن ضمنها ما يسمى بتيار قمح وهيئة التنسيق الوطنية السورية, وبعض الشخصيات غير المعروفة لتقدم منها معارضة سورية توافق على لقاء بشار الأسد والدخول في شراكة وطنية معه ضمن إطار حكومة وحدة وطنية كما يقولون !!!
* إعلام حزب الله حكومة مصر تعمل على بقاء بشار الأسد.
من جهتها قالت قناة المنار وصحيفة “الأخبار” اللبنانية التابعة لحزب الله ،إن “القاهرة تواصل التنسيق مع موسكو من أجل إيجاد آلية ترضي المعارضة السورية، وفي الوقت نفسه تضمن بقاء بشار الأسد في منصبه، بحيث تكون المعارضة شريكة في الحكم”، وقالت أن “القاهرة تحاول الضغط لاستغلال نفوذها لدى مختلف الجهات لتقديم تنازلات، من أجل إيجاد حلّ واقعي للأزمة، يكون بعيداً عن أي تدخلات عسكرية خارجية، إضافة إلى المحافظة على وحدة الأراضي السورية".