قصص - روايات - حكاياتلطرح القصص والروايات الخيالية و الحقيقه و الكتابات الخاصة " ذات العبرة و الفائدة ",
القصص والروايات قصص واقعية و روايات - قصص واقعية، قصص عربية، قصص أطفال، قصص حب، قصص غراميه، قصة قصيره، قصة طويلة قصص روايات ادربيه طويله قصص واقعيه قصص روايات قصص حب قصص رومانسيه روايات رومنسيه قصص واقعيه قصص و روايات حب ,
بين ربوع ايطاليا...وفـ قرية ساحرة الجمال...ومميزة من نوعهاا...ولهاا مناخ اكثر من رائع في معظم ايام السنة...
على حدود ميلانو...تقع هالقرية..وهي معروفة بطبيعتهاا الخلابة...حتى انهاا تنتج مياه نقية بنفس اسم القرية...
يتكلمون اهلهاا اللغة الفرنسية لكسر تعصب الايطاليين للغتهم الأم...ويندر انك تلاقي احد يستخدم الايطالية في ذيك القرية...
تأكدت من لبسهاا للمرة الرابعه...اليوم عندها موعد مهم...مو اي موعد..نقدر نقول موعد العمر..
اخيرا..وافقت مدام " لولا" انهاا تشوف تصاميمهاا...وتشوف اذا تناسب زباينهاا او لاا ...واذا اعجبتهاا راح تعرضهاا بالبوتيك حقهاا..وهذي فرصه رائعه لأن مدام لولا مو بسهولة توافق على اي مصمم...خصوصا ان البوتيك حقهاا معروف بتميزه ومايدخله غير الناس الشباع البطرانين...
"مارية"
العمر27سنة
مست تنورتهاا المقلمة البيج بخطوط رفيعه سودا ومزينه بكلفه دانتيل من أخرهاا ...وسكرت ازارير الجاكيت الاسود المخملي بحذر...
طالعت بشعرهاا الاشقر...وترددت وش تسوي فيه؟؟..وبالأخير قررت انهاا تخليه سايح مثل ماهو...والحمدالله انهاا لفت اطرافه امس بالمكر...
زينت عيونهاا بشوية ماسكرا شفافه...وحطت روج وردي باهت...وشالت شنطتهاا الصغيرة واخذت ملفهاا..وابتسمت مشجعه لنفسهاا في المراية...
قعدت تمثل شوي على روحهاا وهي تبتسم لنفسها ابتسامة واسعه
: بونجور مدام.."
تنهدت وهي تغمض عيونهاا وتشوف نفسهاا مصممة كبيرة تمشي على خشبة العرض وتحيي الناس اللي متلهفه عشان تشتري لو قطعه صغيرة من تصاميمهاا...
وبعد ماخصلت احلام اليقظه...قررت تطلع من غرفتهاا الصغيرة.... بعد ماخذت قبعتها المخملية السوداء اللي فيها شريطة معقودة على شكل فيونكة...
...فتحت باب الغرفة بحذر...وقفلته بسرعه...
اليوم دورهاا تسوي الفطور...واهي صراحه ماتبي اي روائح تلزق فيهاا...والمصيبة ان صاحبة البيت شديدة بقوانينها...ومن قوانينها ان الشغل يتوزع على كل المستأجرين..و" مارية" وحده من المستأجرين...
مشت على اطراف اصابعها..وهي تمر من قدام غرف النوم...وقامت تدعي بحرارة ان ماحد يشوفهاا وهي تتسلل بهالشكل المهين...
وصلت اخيرا للدرج..فأخذت نفس عميق...بس سمعت صوت باب ينفتح من وراها ...جمدت عن الحركة..لدرجة انهاا وقفت تنفسهاا...بس بالأخير كرامتها خلتهاا تلتفت عشان تشوف الشخص اللي واقف وراها...واللي مانطق حرف..
وابتسمت براحة وهي تشوف " كلاريسا" بنت صاحبة المنزل...."كلاريسا" طالعتهاا ببراءة الطفولة اللي شايلتها بقلبهاا اللي عمره ثلاث سنوات..وكانت ماسكه الباب وهي فاتحه فمهاا وبيدها الثانية شايله دبها البني...
راحت لهاا..."مارية" وشالتهاا وباستهاا بنعومة على خدهاا...ورجعت نزلت الدرج وهي ماسكتها وطبعا كانت تنزل بحذر عشان صوت كعبهاا العالي...
وصلت للدور الاول...وحمدت ربهاا انها ما شافت اي احد جالس...زين يمديها تطلع وترجع قبل ما يصحون بأذن الله...
جلست "كلاريسا" على كرسي مخصص لهاا...وسوت لهاا كورن فليكس بسرعه...وباستهاا على خدهاا ووعدتها تجيب لهاا حلاوة...
طلعت من البيت...وزادت من سرعة خطواتهاا وهي تطالع لــ شبابيك البيت...شافت زوج صاحبة البيت" ايمانيول"
وحست بخوف وهي تشوف نظراته القذرة لهاا...وهو يدخن ببطء...ويبتسم لهاا..واسنانه القذرة الصفراء..تقززهاا وتحسسها بغثيان...
صدت عنه...ودخلت مع اول لفة تشوفهاا عشان تختصر الطريق...
طالع بواجهة المحل..واعجبته الشغلات الصغيرة اللي يعرضونهاا...كانوا عارضين اشياء فنية شكلهاا مرة مميز وغريب...واكثر شيء عجبه تماثيل السيراميك الصغيرة اللي قدامه...راح تعجب اخته "نورس"كثير...خصوصا انها مهووسة بجمع هالاشياء...
" سعود"
العمر33سنة
رجع شعره الطويل شوي ورى بعيد عن وجهه...وقرر يدخل المحل...اول مادخل المحل...تعالى صوت الأجراس الصغيرة فوق الباب..
وطلعت له صاحبة المحل من بين المرايا بشكل مفاجىء...كانت صاحبة المحل حرمه عجوز...مليانه مرة... ونظراتها حنونة..
ابتسم لهاا سعود بأدب..وهو يمشي بين الأغراض الكثيرة اللي موضوعة بشكل عشوائي..
كانت اغراض مختلفه ومجمعه بأي شكل...يعني اشياء مالها علاقة ببعض..لكن اشكالهاا غريبة...وواضح ان صاحبة المحل تجمع اغراضها من بلدان مختلفة..
مسك تمثال على شكل عروسه كبير حجمهاا..يمكن توصل تقريبا بحجم الكف...يعني عادة هالعرايس تكون مرة صغنونة.. وقام يقلبه بين كفوفه...كان شكله مرة غريب...الشعر الأسود الغجري..طريقة رسمة العين...استغرب..دايم هالعرايس تكون شقر وعيونهاا ملونة...فقرر يسولف مع صاحبة المحل شوي ويسألهاا عنه...بس قبل لا يتكلم..تكلمت هي وقالت بصوتهاا المرتعش شوي وبالفرنسية
: هالقطعه فريدة مرة..ومن حسن حظك انك شفتهاا..لأني اليوم بس قررت ابيعهاا..مع اني لي فترة مشتريتهاا من الصين.."
سأل سعود بـ اهتمام
: وش سر اهميتها؟؟"
ردت وهي تقرب منه وتمسك القطعه بحذر
: يقولون تجلب الحظ الحسن...لذا ماكنت احب اني ابيعهاا..بعدين جمالهاا يخليني ارجع واعيد النظر فيهاا كثير...لذا كنت مخليتهاا زينة في بيتي...."
سعود وهو يبتسم باستخفاف
: اهاا..بكم بتبيعينهاا علي؟؟"
ورجع اخذ منهاا العروسة وهو عارف انها راح ترفع السعر مرة
قالت العجوز بلا مبالاة مبلغ كبير مرة بالنسبة لسعر هالقطع...وصدت عنه...
ما خالفهاا سعود..لأنه متعود يدفع في بلده بدون مايكاسر...ومع انه عارف انهاا قاعده تضحك عليه من جواتهاا..اعطاهاا المبلغ..وشال العروسة...بس قبل لا تعطيهاا اياه...اخذتهاا ولفتهاا باهتمام وبحذر...كنهاا انسانة حقيقة وحطتها داخل علبة انيقة واعطتها له...اخذها وجواته ضحكة على خبالة هالعجوز وعلى نفسه بعد...
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
صرخت وهي تشوف كلب كبير يركض جهتهاا..نست كل مظاهر الركاده والثقل اللي تمشي فيهاا من اليوم....حتى نست ان كشختهاا راح تخترب لو تجرأت وركضت...ومع هذا سلامتهاا كان الشي الوحيد اللي فكرت فيه بذيك اللحظة...ركضت بدون توقف وهي تناظر وراهاا...والكلب الكبير الضخم يلاحقهااا وشكله مبسوط ويحسبهاا لعبة!!!كان شكله مقزز ولسانه طالع بره وسعابيله!!..وععععععع..هذا اللي فكرت فيه مارية وهي تدور النجاه منه بأي طريقة...
تعدت الناس وهي حاطه يدهاا على قبعتهاا..وماسكه ملفهاا بقوة...وطبعا كانت تصقع فيهم...ويطالعون فيهاا بنظرات قاسية...بس تعتذر على طول بصوتهاا الفحمان!!
:I'm sorry...sorry mam...sorry sir..."
هذا اللي كانت تردده...ومن فجعتهاا نست انهاا بايطاليا..ونست ان هالقرية يتكلمون فرنسي...يعني هم اللحين يعتبرونهاا قمة الوقاحه!!
بس ماكان عندهاا وقت تترجم لهم كلامهاا...واكيد طبعا الطليان يفهمون كلمة sorry!!
شافت رجال طويل وعريض قاعد ينزل درجات محل...ويوقف بالشارع يطالع بالسماا برواقة...التفتت وراها وهي خلاص بتموت من كثر ماهي فحمانه..حلقهاا جاف..وفمهاا مفتوح...ودقات قلبهاا تتصاعد بسرعه جنونية...لدرجه انه شوي ويوقف...
ماقدرت تمسك نفسهاا او توقف خطواتهاا وصرخت بأعلى صوتهاا
:آآآآآآآآآآآآآآآآآآه...."
عشان يبعد...بس الرجال اكتفى انه لف ببرود عشان يشوف مصدر الصوت...وفتح عيونه مفجوع وهو يشوف البنت اللي مدرعمه جهته....قبل لا يفكر وش يسوي؟؟..بلحظات بس...بثواني بس..برمشة عين..مثل مايقولون..كان التصادم...
طاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااخ
تحرك سعود بشوية الم...وهو يطالع التمثال اللي شراه....واللي دفع فيه مبلغ كبير...كان قطع على الأرض...الراس لوحده...والجسم لوحده...واليدين لوحدهاا...
طالع بسرعه بالغبية اللي صدمته..وصرخ فيهاا بعصبية
:توا.."
توا= انتي
وهو يأشر بصباعه على وجهها مقهوور..ويرتجف...البنت ماردت عليه...كانت ماسكه رجلهاا بقوة...وشكلهاا تألمهاا..وصرخت بشكل هستيري لمن شافت كلب كبير جاي جهتهم...وغطت وجهها...
وقف سعود وهو منقهر من هالغبية هي وكلبهاا المجنون...وقام ينفض الغبار اللي علق بالجاكيت حقه ...وانحنى يجمع القطع حقت التمثال اللي شراه...بس جاته ضحكة ممزوجة بشوية قهر وهو ماسك التمثال...
:ههههههههههه.."
رماه بقوة ووطا عليه لين ماكسره اكثر...وش يآخذ منه ووش يخلي؟؟؟..الظاهر ان حظ "نورس" منحوس!!
قبل لا يوصل لهم الكلب على طول...جاا رجال شكله امريكي ومسكه بقوة...وقام يهديه ويقوله كلمات تدليل بسيطه...
كان واضح انه صاحبه ...تكلم معه سعود بمجموعة كلمات...وعرف منه ان البنت هاذي هي اللي شوشته لأنه متعود يلحق اللي يركضون بعيد عنه...
هز سعود راسه بتفهم...ورجع يطالع في البنت اللي كانت جالسه على الأرض وتصيح وهي حاطه يدينها على وجهها...كان واضح انهاا خجلانه ومستحية ومتألمه...حز بخاطره انه صرخ فيهاا....
حط ايده على كتفهاا بيعتذر لهاا...بس صرخت بوجهه بسرعه اول مالمسهاا...ما قال شيء رغم انه استغرب من رد فعلهاا...شاف اوراق قليلة تطايرت من ملفهاا الانيق...
ابتسم وهو يمسك الورقة...كان مرسوم فيهاا فستان عروس..والفستان هذا غريب وعصري..والجليتر اللي فيه مخلي الرسمه شيء ثاني...
سحبت منه الورقة بسرعه..وقالت باعتذار
:sorry..."
ونست من جديد انهاا بايطاليا مو بأي مكان ثاني...^_*
طالع سعود بوجهها الاحمر وشعرهاا الاشقر اللي التصق فيهاا شوي...وقفت بصعوبة ...وساعدهاا رغم اعتراضهاا...
حك شعره بتوتر غصبن عليه قدام نظرات هالبنت الحلوة.... واعطاها الاوراق بعد ماحطهاا له بالملف...ووقف يطالعهاا...لين البنت بدت تتكلم بصوت ناعم مبحوح
:thanks"
= شكرا
ورسمت ابتسامة حلوة على فمهاا الوردي...هز سعود راسه لهاا وكأنه يقول لهاا حصل خير...
وقفوا مكانهم يطالعون لبعض...كل واحد فيهم مستغرب سبب وقوفه وينتظر الثاني يتحرك من قدامه لأن الطريق ضيق...وهم مسووين زحمه لأنفسهم وللناس...
حاولت تتحرك شوي لمن عرفت ان شكلهاا غلط قدامه....
وبعد عشان تبعد عن طريق الناس بس آلمتهاا رجلهاا مرة...ومسكت فيه بقوة لا شعوريا لأنها كانت راح تطيح...
انتبهت انهاا قريبة حيل منه...تسارعت دقات قلبهاا وهي تطالع برقبته وترفع عيونهاا بتردد لوجهه..
"سعود" في ذيك اللحظة...كان مسحور بـ "مارية"....مو بسبب جمالها لااا...جمالهاا عادي..فيهاا سحر غريب...سحر مميز من نوع ثاني..يمكن نعومتهاا؟؟!! ..رقتهاا؟؟!!..حساسيتها؟؟!! صوتها المبحوح الغريب المضحك!! غمازاتها الحلوين؟؟...ما يدري...بس عرف انه يبي يتعرف على هالبنت...
قال وهو يساعدها: you have 2 go to hospital.."
قالت "مارية" وهي تحاول تصحى من السحر اللي صابهاا
:may be..."
may be= يمكن...
ورجعت فتحت عيونهاا وغمضتهاا بقوة..وش قاعده تقول اهي؟؟..
لاحظ "سعود" سرحانهاا وقال بنعومة وهو عارف تأثير صوته زين على البنات
:the hospital؟؟
قالت وهي تغمض عيونها وبتوتر
: no...no...nono...OOO"
وفتحت عيونهاا وخبطت جبينهاا وهي تفكر بموعد مدام "لولا"...
قالت وهي شوي وتصيح
: مدام "لولا"..."
سعود بعدم فهم
: so؟؟"
قالت وهي تحط يدينهاا على عيونهاا بتوتر لدرجه انهاا تكلمت عربي ولا انتبهت
: راح...آآآآه...راااح...آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..راح علييي...."
وقامت تصيح من جديد...والدموع تسيح على وجهها الاسمراني...حاول "سعود" انه يفهم سبب بكائهاا بس ماقدر...كانت تاشر باتجاهات مختلفه وتصيح...وعيونهاا حمرت..ووجهها حمر
...وصارت مزعجه بالنسبة ل"سعود"..اللي كان مستغرب من انهاا عربية وه اللي توقع انها ايطالية..بس ما تهمه سواء كانت عربية او غيرهاا..هذي وحده قلق..خلني ابعد عنهاا واروح...
قال "سعود" وهو يطالع بساعته بعجالة
: معليش....I've 2 go..bye"
راقبته "مارية" وهو يروح من قدامهاا بسرعه وكأنهاا حشرة مزعجه قابلته...وزاد صياااحهاا اكثر وعلااا...وحست بقههر من ايش ما تدري؟؟
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..."
مر رجال من جنبهاا...ووقف يطالعهاا وهي تصيح...فنااولهاا منديل وراح بطريقه
..طالعت فيه مشكورة...ومسحت دموعهاا وشالت ملفهااا وقامت تجر رجلهاا اللي تألمهاا عشان توصل لبيت "لولا"...
في الصحراء
وبين التلال الذهبية...
والجبال الشامخه اللي شوي و تلامس السحاب
...بين الذياب والسباع الشرسة...
...في صفاء الجو...
...وبعده عن التلوث...
...في البساطة بكل اشكالهاا.
..بالبعد عن مظاهر الحظارة كلهاا....
لمن الشمس تتعانق بنعومة مع الجبال وتشكل اجمل لوحة برية...
لمن نشم روائح الاعشاب العطرية بعد رشة مطر خفيفة من فترااات لفتراااات...
ابتسمت بطيب لاخوانهاا اللي كانوا يلعبون قريب منهاا.... كانت منهمكة بالعجن...عشان تسد جوع هالنااس..اللي اهي تعتبر نفسهاا مسؤولة عنهم...اساسا كل فرد في عايلتهاا يعتبر نفسه مسؤول عن الباقيين...حتى الأطفال الرضع مافيهم اي انانية.. طبعا باستثناء مرت ابوهاا..
"مضاوي"
العمر 17سنة
مسحت جبينهاا بتعب...وهي ترجع تركز بالعجين اللي بيدهاا... ياما تساءلت جواتهاا اذا مكتوب لهاا تعيش حياة مختلفه عن امهاا ومرت ابوهاا...
تعيش مثل ماتسمع بالقصص من مرت ابوهاا اللي كانت عايشه بالمدينه( اي مدينه...) ..كانت تعلمهم عن اشياء لا يمكن يتصورونهاا حتى لو بالخيال...
اشياء يعتقدون ان مرت ابوهم تبالغ لمن تقولهم عنهـــا....
ياما حاولت في رجلهااا انهم ينقلون لكن جوابه دايم وابد...الرفض...
بالنسبة لــ "مضاوي" تموت بعيشة الصحراء...ولااا تبي تروح لمكان ثاني...مثل مرت ابوهاا...بس عندهاا شوية فضول...ودهاا تشوف ذاك المكان...اللي يسمونه مدينه...ودهاا تشوف الناس كيف هم فيه؟؟..يشبهونهم او لاا؟؟؟..تفكيرهم مثلهم او لاااء؟؟؟...لبسهم مثلهم او لاا؟؟...
قامت تحط العجين على الصاج بعد مافردته باصابعهاا ...وتقلبه بسرعه...وتحطه على جنب..بصحن كبير...كانت تشتغل بمهارة وبسرعه فضيعه..متعودة على هالشيء من كان عمرها عشر سنين...يعني لها سبع سنين وهي تسوي كذا...
جات يمهاا مرت ابوهاا وقالت بصوت عالي مثلهم كلهم..وطبعا كل العيلة اصواتهاا مرتفعه
: خلااص..كاافي اللي سويتيه...دسي باقي العجين..كود نحتاجه باكر..."
قالت مضاوي وهي تحس بقرصة جوع اليمة
: ان شاء الله خالتي...بسس..."
ردت مرت ابوهاا بشراسة وهي تشيل الصحن يمهاا هي وعيالهاا
: وشووو؟؟؟.."
مضاوي وهي تطالع بامهاا المريضة والمتمدده داخل بيت الشعر
: امي....ابي لهاا شوي.."
مرت ابوهاا ببرود وهي تقطع قطعه صغيرة مرررة من الفطير
: خووذي...يله..تحركي من قبالي... ماابي اشوف وجهك هنيا..."
قامت مضاوي وهي تدعي على مرت ابوهاا الظالمه
...وطفت النار اللي كانت شابتهاا...وخلت الصاج مكانه...
ماهي قادره ترفع صوتهاا عليهاا
...لأن ابوهاا مرة يوم درى انهاا تهاوشت مع مرته
...ضرربهاا بقوة...وخلاهاا تنام بحوض الددسن...وهي تجربه ماتبي تعيدها...
راحت لأمهاا اللي كان واضح انهاا تعباانه خصوصا انهاا توهاا مولده وجايبه بنت زي القمر..
: يممه...قومي كلي لك لقيمه تسد جوعك..."
امهاا فتحت عيونهاا الواسعه ببطء
: ماابي...انا عطشاانه يا بنيتي....عطشاانه.."
راحت "مضاوي" لقربة الموية اللي كانت داستهاا عن مرت ابوهاا الشرانية
...وودتهاا لمهاا..
شربت امهاا بلهفة وكان واضح انهاا فعلا عطشانه..
قالت "مضاوي" وهي تحك ذقنهاا من تحت البرقع
: بسوي لك شوية تميرة مع مضير..."
مضير= اللبن المجفف...
هزت امهاا راسهاا وهي ترجع تمدد جنب بنتهاا الصغيرة اللي مالها ثلاث ايام
...قامت "مضاوي" وراحت للأغراض اللي حاطينهاا ورى بيت الشعر وبالليل يدخلونهاا..
.كانوا بس يجيبون من المدينه الطحين والتمر والقهوة والرز...
طلعت التمر وهي تفكر بحظ امهاا المقرود
...وتطالع بمرت ابوهاا واخوانهاا الصغار اللي تجمعوا حول امهم...
صح انهاا ماتكره اخوانهاا وتموت عليهم
...بس مرت ابوها..هي اللي تبي تكرههم في عيالهاا عشان تبين لرجلهاا انهاا هي الصح...وانهاا مظلومه ومسيكينة..
مسكينة يا ميمتي..فكرت "مضاوي" بحسرة من جديد بحظ امهاا
...ربي كتب على امهاا انهاا ماتجيب الا البنات...
والولد الوحيد اللي جابته مريض
..والعيال الباقيين اللي جابتهم ماتوا كلهم من ثاني يوم بولداتهم...وبعضهم اسقطتهم بالثامن والسابع..
تبللت عيون مضاوي بالدموع...
وهي تطالع بأخوهاا المتخلف عقليا...
....ماكانوا فاهمين وش علته...
..اهي تحبه وتموت فيه..
بس ابوهااا يكرهه وامهاا تكرهه رغم طيبتهاا..
.كلهم يكرهونك يا "عبدالله" الا اناا...ايه..هي تحبه حيل
...حتى انهاا هي اللي سمته يوم كلهم تركوه وراحوا بعد ماشافوه
..بعد ولادة امهاا على طول ...
تنهدت للمرة المليون وهي ترجع تركز بشغلهاا والشمس متسلطة عليهاا وتحرقهاا بقوة...والحر بمثل هالوقت ماله مثيل...خصوصا ان الشمس تنتصف السماء..وتبث اشعتهاا الخطرة...بس سبحان الله ربي حاميهم..
في عاصمة المملكة
في أحلى مدينة بالوجود
في الرياض
في قصر فسيح....لناس اغنياء جدا...
قصر خرافي...كله خدم وحشم وعالم...
..تعيش عايلة سعود...
ركزت بالخاطرة اللي كاتبتهاا..وحاولت تصححها..شالت كلمات وحطت كلمات ثانية ..ورجعت صححت اخطائها الأملائيه والنحوية....
وبعد ما تأكدت انهاا خلاص خلت من الأخطاء اللي كل مرة تغلطهاا ويحذرهاا محرر المجلة منهاا..
ارسلتهاا بالفاكس...
"نورس"
العمر 18 سنة
قرتهاا من جديد بفخر وبصوت عالي وهي تتأمل الكلمات اللي تتراقص قدام عيونهاا....
واللي انكتبت من قلب عطوف محب..يختلف عن معظم القلوب اللي تعيش بيناا هالايام..ومن قلب يتمنى يحب وينحب بكل صدق...
قضيت العمر عن روحي ابحث حثيث الخطى ليس لي مضجع
تائها في صـحارى الــــــهم اظمأ فمن ســــراب الى سراب اخدع
ليـــــل الخطوب قد بــــدات دائما وظـــــلام المحن للفجر يمــــــنع
وأمسى الربـــيع خجلا بلا زهـــر فقــــد طـــال شتاء الهـــــم ويقبع
ميتـــا اعيش وما حان الأجـــــــل صريع الفؤاد وعن حـــــبي امنـع
وحـــيدا والناس حولــــي كثــــــر ودنياي ضـــــاقت والدنيا اوســـع
آه من حـــــزن لا يمل صحـــبتي فقد مل الصـــــبر ومني يــــهرع
دقت على صديقتهاا وبنت خالتهاا الحبيبة لقلبهاا مرة " ديمه"...وهي مبسوطة بنفسهاا..يا كثر رسايل المعجبين والمعجبات اللي توصلهاا عن طريق المجله...كل يوم تثبت انهاا مميزة بمجال الخواطر..وهالشيء يطربهاا ويحسسهاا بتميز ماله مثيل...ويذكرهاا بأحب الناس لقلبهاا" سعود" اخوهاا بعد عمرهاا...اللي اهو فنان بعد...يعني بس ثنين في العايله حساسين ورقيقن وفنانين هم "نورس" و"سعود"...
: الوووو..."
"نورس" بفرح وبرقة: الو.."
"ديمه" بهدوء: هلابك "نورس" حبيبتي..وش اخبارك يالقاطعه؟؟"
"نورس" بلهجة اعتذار حارة: اعذرريني يا كل الغلاا...بسس..كنت مشغولة هالأيام...يوووووه يا "ديمه"...لو تقرين الرسايل اللي توصلني..واااااااااو..كلهاا روعه واحاسيس.وش اقرا لك وش اخلي لك؟؟..."
"ديمه" بسعاده صادقه: من جد؟؟..اخيرا بدت الرسايل توصل لك...تذكرين من متى تنتظرينهاا ؟؟"
"نورس" وهي تتذكر ايام الاحباطات لمن كانت تنرمي الرسايل بوجهها وترجع لهاا من جديد...وترفض المجله تعرض لهاا اي خاطرة....وبعدين تذكرت لمن دقوا عليهاا فجأة ورحبوا بهالشيء...فكان احلى حدث في حيااتهاا...تذكرت بعد يوم كانت تتنظر كلمة اطراء وحيده...بس ماكان فيه احد يفكر يرسلهاا او يعجب بافكارهاا...حتى لمن نشرت في النت...كانت نفس النتيجه...بس هااالحين...لاااء...كل شيء اختلف....صارت اشهر من نار على علم
"ديمه": ياهووووووووووه..وينك؟؟"
ردت "نورس" وهي ترجع من افكارهاا: هلااا عيوني...اناا هناا.."
"ديمه" بنعومة تقلد صوت نورس: اناا هناا.."
ضحكت "نورس" بخجل: دييييمه...ههههههه..يله انا لازم اقفل...بس حبيت اقووولك...اني نشرت خاطرة جديدة بعنوان صحراء السراب...اقرريها يا قلبي.."
"ديمه" بتأكيد: ولوو..اكيد اول ماتنزل المجله بروح اقراها...يله حبيبتي...باي"
"نورس": باي.."
تنهدت براحه..وهي تضغط تم الأرسال...عرفت انهاا راح تصيب الهدف كالعاده...الشيء هذا صار عندهاا مرة سهل...صارت تجيده مثل اي هواية الانسان يجيدهاا...فيه ناس تحب ترسم.... فيه ناس تحب تطبخ...فيه ناس تحب تحش...فيه ناس تحب تكتب...بس هي لااا...اهي تحب انهاا تستدرج الرجال للفخ اللي اهي تحطه بارادتهاا...الفخ اللي مايطلعون منه ابد..
"هيفاء"
العمر20 سنة
رمت جوالهاا بلا مبالاة على السرير..وهي تقوم تروح لمرايتهاا....وقفت عند المراية وتمت تطالع بوجهها....
مررت اصابعهاا النحيفه على ذقنهاا...وازعجتها الحبة الصغيرة اللي طالعه هناك...راحت خذت كريم للحساسية من فوق التسريحة...وحطت منه شوي عليهاا...وقامت تدلكه بنعومة...وبعد ماخصلت من هالمهمة الصعبة...^_^
مسكت المشط وقامت تمشط شعرهاا الكيرلي...المتشابك بصعوبة...كان كثير وبني غامق...وملفوف لفات عريضة وكثيرة...
ماكانت تشتكي منه ابدا..كان يعجبهاا مثل ماهو..تحبه بهالشكل....ولا تتخيل شكلهاا بالشعر الناعم...اهي من الحريم اللي راضيات بكل مافيهن...راضية بجسمهاا الخيالي...راضية بوجهها الجميل...راضية بشعرهاا الصعب التعامل...
قدرت تفك عقده بصعوبة...ورفعته كله ذيل حصان....وفتحت الدولاب تشوف لهاا لبس انيق...وراهاا طلعة للنادي عشان تقابل صديقاتهاا...
طبعا هيفاء عندهاا الطلعات كل يوم وبدون حسيب او رقيب...ولا احد يمنعهاا من خرجاتهاا...واهي لو امهاا حبت تقهرهاا بس تمنعهاا من الطلعه...البنت ينجن يجنونها وتقعد تدور في القصر وتزن عليهم لين يرضون ويوافقون على خرجتها...
انتهى الفصـ1ـل
سعود ومارية تقابلوا....
لكن هل راح تحصل بينهم صدف ثانية؟؟؟...
مضاوي وحياتهاا مع مرت ابوهاا والجحيم الصحراوي
هل راح تكتب لهاا النجاه منه؟؟...
نورس وخواطرهاا الرقيقة
هل راح تشتهر اكثر من كذا؟؟..وهل راح تستمر الأمور بالسهولة ذي؟؟..
هيفاء وخططها اللي مالهاا نهاية
هل راح يجي يوم وتطيح بشر اعمالهاا؟؟