يعلل بعض المختصين في الشؤون الاجتماعية الانحسار السلبي للشباب في بعض القضايا الثانوية، بسبب المزاج العام في المجتمع بالإضافة الى الأوضاع السياسية والاجتماعية المؤثرة.حيث يعزو علي الخفاجي وهو احد الشباب الناشطين في المجال الاجتماعي والثقافي في كربلاء، "إن ضعف تمثيل الشباب وقلّة مساهمتهم في معطيات الواقع السياسي الجديد في البلد نابع من أسباب عديدة أولها إن هذا الجيل لم يتخلص بعد من عقدة الخوف من الخوض في السياسة، والتي جعلها النظام السابق خطاً أحمر لا يُسمح بتجاوزه". ويضيف الخفاجي، "هناك أسباب أخرى طفَت الى السطح بعد التغيير عام 2003 منها إن النظام السياسي، والقائم على المحاصصة من قِبل أحزاب عتيدة لم يستطع التغلغل في عقول وقلوب الشباب التي عادة ما تكون منفتحة وترفض الطائفية أو التحزّب و المحاصصة، لذلك ترى أغلبية الشباب تنظر بعين الريبة والاستياء للأداء السياسي الحالي". أما الشاب جعفر الحلي فيعتقد في ابتعاد الشباب عن بعض الشؤون السياسية والاجتماعية مردودات ايجابية حسب رأيه فيقول، "الأسلم للشباب أن يجتنبوا الولوج في تلك القضايا، خصوصا في هذه الفترة، كون المشهد السياسي يكتنفه الكثير من الغموض، وملتبس أيضا، فيما تعتريه الكثير من التوجهات المتشددة التي كانت ولا تزال تنتهج العنف في أجندتها وأفكارها". "للأسف لدي بعض الأصدقاء ممن سقطوا ضحايا العنف، بعد أن تأثروا بتلك الأفكار المتحجرة وغلبت عل على سلوكياتهم". ويتابع،" أرى أنه متى ما اتخذت العملية السياسية في العراق منحى بعيداً عن التحزّب والمحاصصة فإن الشباب سيكونون أول مَن يأخذ بزمام الأمور في قيادة البلد".