ول شيء فعلة جمال عبد الناصر هو الانقلاب علي محمد نجيب والاخوان لكي يكون هو الحاكم المطلق لمصر
ففي مارس 1954 عندما خرج المصريون يهتفون " الدستور .. يحيا الدستور " فخرجت مظاهرة ـ بتدبير جمال عبد الناصر ـ بقيادة نقيب عمال النقل آنذاك بعد أن تقاضى مبلغ 5 آلاف جنيه ( وهو رقم ضخم بمقياس تلك الفترة ) من عبد الناصر يهتف : " يسقط القانون .. يسقط الدستور " . كما قامت عصابات عبد الناصر بعمل عدة تفجيرات في عدة أماكن متفرقة في القاهرة .. لزعزعة الحكم والإساءة إلى محمد نجيب . كما نادت هذه العصابات بسقوط محمد نجيب .. وقامت باقتحام مجلس الدولة واعتدت على رئيسه الفقيه الدستوري الكبير د. عبد الرازق السنهوري بالضرب بالأحذية !!! ثم أصدر مجلس قيادة الثورة بعد ذلك عدة أوامر خاصة بأغلاق الأحزاب والنقابات والصحف ..!!!
*- بضربة واحدة تخلص جمال عبد الناصر من محمد نجيب ومن الإخوان المسلمين وتحول عبد الناصر إلى بطل شعبي ..!!! فقام بتدبير مسرحية " حادثة المنشية حيث كان يدور سيناريو هذه المسرحية حول قيام أحد رجال الإخوان المسلمين ( محمود عبد اللطيف ) بالتظاهر بمحاولة اغتيال عبد الناصر عند إلقائه خطاب في حي المنشية بمدينة الأسكندرية في يوم 26 أكتوبر سنة 1954 م. احتفالا بتوقيعه ـ أي بتوقيع جمال عبد الناصر ـ لاتفاقية جلاء القوات البريطانية في 19 من أكتوبر 1954م عن منطقة السويس ، على الرغم من وجود محمد نجيب في السلطة كرئيس للجمهورية في هذا التاريخ ..!!! وهي الاتفاقية التي وقفت ضدها كل القوى السياسية في مصر كما وقفت هذه القوى ضد جمال عبد الناصر لتساهله في بنودها إرضاءا للمخابرات الأمريكية وذلك كثمن لتخلصه من محمد نجيب والإخوان المسلمين فيما بعد ..!!!
وقد شهد على " سيناريو تمثيلية حادثة المنشية لاغتيال عبد الناصر " ، محمود جامع العضو السابق في الإخوان المسلمين ( قناة الجزيرة برنامج : ممنوعون بتاريخ 20/5/2004 ) والذي أكد فيه أن حسن التهامي ( رجل المخابرات المصري وصديق عبد الناصر المقرب ، وأحد الذين يعتمد عليهم في اتصالاته السرية ) قد أعترف بهذا السيناريو . كما اعترف ـ أيضا ـ بهذا السيناريو " حسن صبري الخولي " الضابط والممثل الشخصي لعبد الناصر الذي حضر بعض تدريبات " محمود عبد اللطيف " على تنفيذ عملية المنشية ، أي أن رجل الإخوان " محمود عبد اللطيف " كان تحت إشراف المخابرات الناصرية قبل الحادث وجرى تدريبه عليها بمعرفتهم ..!!!
*- ويقول محمد نجيب في مذكراته : [ .. واعتقل جمال عبد الناصر الإخوان المسلمين ، بعد هذا الحادث ، وشكل لهم في أول نوفمبر 1954م محكمة الشعب برئاسة الصاغ ( الرائد ) جمال سالم وعضوية كل من : أنور السادات وحسين الشافعي ( نائبي عبد الناصر فيما بعد ) لمحاكمتهم صوريا وبلغ عدد الذين حوكموا أمامها 867 ( هذا عدا المعتقلين بدون محاكمات ) ، وتم الحكم بالإعدام على رموز وكبار قادة الإخوان المسلمين .. أما أنا ـ محمد نجيب ـ فقد تم إقالتي في 14 نوفمبر 1954 ] ..!!!
*- وبعد أن أصبحت السلطة المطلقة في يد ـ هذا الطاغوت ـ جمال عبد الناصر .. نجح في تحويل الصراع بين الأمة والمستعمر ، إلى صراع بين الأمة ونفسها .. لتتشرذم الأمة وتتفكك وهذه هي الخيانة العظمى ..!!! لقد أذل ـ جمال عبد الناصر ـ الشعب المصري .. وزرع الخوف في قلوب المصريين .. وقذف بالديموقراطية إلى الجحيم .. وورّث الدكتاتورية لمن بعده ..!!! وإذا قيل أنه بنى المصانع .. فإنه يجب أن يقال ـ في المقابل ـ بأنه هدم الإنسان المصري .. الذي يدير المصانع .. ليفشل كل شيء .. وليقضي عبد الناصر على كل شيء ..!!!
*- ففي كتاب " لعبة الأمم " يقول مؤلفه " مايلز كوبلاند " ( عميل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، والذي أشرف على تنفيذ كثير من الانقلابات في العالم العربي ، والذي قال بعمالة هيكل للمخابرات الأمريكية .. الـ cia ) : " لقد بذلت المخابرات الأمريكية كل جهودها في استبعاد الإسلام عن أي سلطة ، كما قرروا أن يرفع جمال عبد الناصر في مصر شعار " القومية العربية " على الرغم من أن الشعار الإسلامي سيعطيه مساحة جماهيرية أكبر .." ولكنهم خافوا من انتشار الإسلام .. كما أرادوا أن تكون القومية العربية أداة لكبح جماح التيار الإسلامي المتنامي ، فحصل المراد وتم ضرب ذلك التيار في مصر وكثير من الدول العربية ضربة كبيرة .
*- تسبب عبد الناصر في هزيمة مصر حرب 1967 و 1956 ففي كلا الحربين ؛ كان عبد الناصر يأمر الجيش المصري بالانسحاب من سيناء فور بدء القتال كل فرد على مسئوليته ..!!! لكي يصبح جيش مصر فلولا هاربة من الجرذان المذعورة ( بعد أن فقدت الانتماء الديني .. وضاع فكر الاستشهاد ) . فلول تفر بلا وعي وبلا قيادة من أمام القوات الإسرائيلية لتأسر منهم إسرائيل ما تشاء ..!!!
ففي تقرير لوزارة الخارجية المصرية يقول بأن عدد قتلى الأسرى المصريين في حربي 1956 و 1967 فقط ، وصل إلى ( 65 ) ألف أسير ..!!! وأن هذا الرقم قد تم الوصول إليه من خلال ( 1000 ) وثيقة و ( 400 ) شهادة حية لقادة إسرائيليين وأمريكيين وأوروبيين .
والسؤال الآن : ألم يكن من الأجدى والأشرف لو ترك عبد الناصر الـ ( 65 ) ألف أسير ـ من القوات المصرية ـ يقاتلون بشرف حتى يقتلوا وينالوا الشهادة .. وينزلوا بالإسرائيليين الخسائر ، بدلا من أن يأمرهم بالانسحاب ليؤسروا ويذبحوا ذبح الشاة على يد الجنود الإسرائيليين ..؟!!! ولكن لا ..!!! فقد كان فكر الدين والشهادة ( أي العقيدة القتالية بلغة الجيوش ) مغيبة تماما لدى هؤلاء الخونة لله وللوطن ..!!!
ففي الواقع ؛ كانت أوامر عبد الناصر لانسحاب الجيش المصري من سيناء في حربي 1956 ، 1967 م .. لا تعني سوى تسليم سيناء إلى إسرائيل بدون قيد أو شرط وبلا مقابل .. وتجنيب جيش إسرائيل أية خسائر في القوات أو المعدات لاحتلالها ..!!! وقد كان تصرف الإسرائيليين ـ في هزيمة 1967 ـ عن وعي بأن هناك من يأمر القوات المصرية بالانسحاب ومن يأمر الجيش المصري بالانهزام .. إلى الحد الذي قال فيه موشيه ديان ( وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك ) لقائد القوات الإسرائيلية " سمحوني " عندما أعلن رغبته في احتلال أحد أهداف سيناء : " لماذا تدفع خسائر بالعشرات من رجالك لتحقيق هدف سوف تحصل عليه بدون قطرة دم واحدة بعد بضع ساعات .. فور وصول التعليمات من القاهرة بالانسحاب ..!!! "
*- ولابد أن ينسب التاريخ ـ أيضا ـ إلى " جمال عبد الناصر " تهمة القضاء على الأمن العربي " .. نتيجة الخلل الفادح ـ الذي تسبب فيه ـ في التوازن الاستراتيجي في التسليح بين مصر وإسرائيل ..!!! فقد خدع جمال عبد الناصر العالم العربي مرتين : المرة الأولى : عنما أكد في إحدى خطبه ـ بعد تنامي الإشاعات الخاصة بامتلاك إسرائل للقنبلة الذرية ـ بأن مصر سوف تمتلك القنبلة الذرية في حالة امتلاك إسرائيل لها .. ولم يحدث ذلك ..!!! والمرة الثانية : عندما أكد على أن مصر تمتلك الصواريخ ( المتوسطة وطويلة المدى التي تستطيع الوصول إلى العمق الإسرائيلي ) والمسماه : بالقاهر ، والظافر ، والرائد .. وذلك بإصراره على ظهورها في الاستعراضات العسكرية في 23 يوليو من كل سنة .. وهي لم تكن سوى مجرد نماذج هيكلية فارغة .. لا قيمة لها ..!!! وكما هو معروف أن عبد الناصر يتحمل مسئولية هزيمة يونيو 1967 كاملة .. وبالتالي فعبد الناصر كان ضرورة لتأسيس " الإمبراطورية الإسرائيلية " في المنطقة ..!!!
*- قام عبد الناصر بالقضاء علي الوحدة بين مصر والسودان فقد كانت هذه الوحدة قائمة بالفعل في عهد الملك السابق على الثورة .. حتى كان ملك مصر يلقب باسم : ملك مصر والسودان . ومنذ بداية الثورة كان المعروف جيدا أن استمرار هذه الوحدة مرتبط أساسا وبشكل شعبي بل وروحي أيضا .. بوجود محمد نجيب في الحكم ( لاحظ أن محمد نجيب كان من أب مصري وأم سودانية ) . ولكن ـ وبكل أسف ـ قام عبد الناصر في سبيل تحقيق مجده الشخصي الزائف بالتضحية بهذه الوحدة وإقالة محمد نجيب من الحكم ..!!! ومن سخريات القدر أن يسعى عبد الناصر ورفاقه إلى الوحدة مع سوريا ، ويضحي بالوحدة مع السودان .. رغم أن الوحدة مع السودان كانت الامتداد الطبيعي لمصر والعمق الاستراتيجي والاقتصادي لها ، بينما الوحدة مع سوريا هي وحدة بين قطرين متباعدين جغرافيا وربما نفسيا ..!!! فالسودان لا يعتبر التكامل الطبيعي مع مصر فحسب .. بل هو الشريان الحيوي لنهر النيل مصدر حياة مصر .. ولذلك يسعى الغرب ـ بالفتن في الوقت الحالي ـ لفصل جنوب السودان عن شماله .. للسيطرة على مصادر النهر والتحكم في حياة مصر ومصيرها ..!!!
*- فالواقع ؛ أن جمال عبد الناصر هو السبب في كل ما حل على مصر وعلى شعبها من خراب ودمار ، وما انتهينا إليه من هوان بين الأمم في الوقت الحالي ..!!! فهو الذي دمر الديموقراطية .. كما دمر المنطقة العربية بالكامل .. من أجل الوصول إلى السلطة ـ لتحقيق مجده الشخصي ـ وتحقيق بطولة زائفة لم تجر عليه وعلى مصر سوى الهزيمة والعار ..!!! وهو ذلك الأفاك الذي حاول تزييف كتب التاريخ عقب توليه أمور مصر ، فقام بوضع اسمه في الكتب المدرسية كأول رئيس لجمهورية مصر منكرا بذلك رئاسة محمد نجيب لها بتأييد شعبي جارف .. ولم يعبأ بمواجهة شعب مصر بالكامل .. وهو يعلم أنه يكذب ..!!!
*- فيا لعار مصر بقائدها جمال عبد الناصر ..!!! ومع ذلك توجد فئات كثيرة ، ليس في مصر وحدها ، بل وفي الوطن العربي أيضا .. تؤمن بهذا الديكتاتور الأفاك وتعتبره زعيم المنطقة العربية بل ويتباكون عليه ..!!! ولهذا يجب أن تكون أول خطوة لعلاج هذا التدهور الفكري والثقافي الذي أصيبت به شعوب هذه الأمة هو تشكيل لجنة لتقصي الحقائق .. لبحث التكوين العقلي لهذه الفئات لمحاولة إصلاحها أولا ..!!! ومن السخريات ، أنه لم يعد لدى الشعوب العربية سوى المفاضلة بين الخونة .. كما وأن عليها أن تختار من بين اللصوص ..!!!