هناك تخطيط بعيد المدى - من الغرب أمريكا على وجه الخصوص - لإفراغ المنطقة من قوة العرب من السنة وإحلال توابع المعمم مكانهم والهدف في الحقيقة ليس محاربة الإرهاب كما يزعمون بل الهدف أعظم من ذلك وأشد شرا على المنطقة برمتها والمحصلة النهائية أو الهدف بعيد المدى هو خلق دول هشة تبكي وتلطم طوال العام على مقتل الحسين ويدير هذه المجاميع الباكية والهشة معمم واحد - يمكن شراء ذمته - وهو وكيل المهدي المعصوم وهذا الوكيل المعصوم بدوره ليس إلا عميلا للغرب ومهمته هي توجيه الدواب التي تقدسه لأي جهة يريدها السيد الذي يقبع في أرض فلسطين المحتلة
في هذه الحالة فقط فإن اسرائيل ستعيش بسلام لتكون السيدة المطاعة التي تأمر وتنهى وما بقية الشعوب العربية سوى كائنات مستهلكة لمنتجات الغرب لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا تأكل وتتناكح ويديرها معمم نجس يأتمر - سريا - بأوامر السيدة المطاعة اسرائيل
هذه الصورة هي في الحقيقة ما يخطط له ويحاك في أروقة مباني ومعاهد الاستخبارات والتخطيط الاستراتيجي في عواصم الغرب
ماذا علينا فعله الآن ؟
ليس هناك من قوة تستطيع الوقوف في وجه هذا المخطط الشيطاني
وفي الحقيقة فقد أبدع صناع المؤامرات في الغرب في تحويل جذوة الحماس الجهادي فغسلوا أدمغة كبار الدواعش - في السجون السرية - واستطاعوا إقناعهم بأن عليكم تطويع الشباب الجهادي للإنضواء تحت راية دولة الخلافة الداعشية ثم الاستفراد بقادة داعش ورسم الأهداف الخفية ثم تسخير قادة داعش لتوجيه الأتباع لتحقيق هذه الأهداف فيما يصب في النهاية لتحقيق هذه الرؤى
نلاحظ هنا أن الجهادي البسيط ينفذ أوامر سيده - أمير المؤمينن أو من ينيبه - فيفجر نفسه في الأماكن التي تخدم هذا المشروع الشيطاني
والأمثلة أكثر من أن تحصى فثوار سوريا حينما اقتربوا من تحقيق هدفهم فإذا بالدواعش يطعنونهم من الخلف فيتم احتلال الأراضي المحررة من قبل الجيش الحر ثم الانسحاب منها وتسليمها لجيش بشار الطائفي كذلك حينما بدأ العلويون يتململون من كثرة القتلى وبدأوا يرفضون الانظمام لجيش الجحش بشار قام الدواعش بتفجيرات هائلة في معاقل العلويين ليستفزوهم وليستنهضوا الهمم وكل ذلك بتواطئ من نظام بشار
كذلك في العراق نلاحظ أن الدواعش يحتلون المناطق والبلدات السنية لخلق المبرر الذي يجيز للحشود الشعبية اقتحام هذه المدن وإبادة أهلها بدم بارد بحجة أنهم دواعش إرهابيين ، ثم نجد هنا من يطبل لهذه الحشود المغيبة وأنهم يدافعون عن الشعب العراقي ثم إلصاق تهمة الدعشنة بكل من يحارب المشروع الإيراني في المنطقة وشيئا فشيئا سنجد بنادقهم مصوبة نحو رؤوسنا شئنا ذلك أم أبيناه كل هذا بحجة أنكم دواعش وأنكم الحاضنة لهذا الفكر الضال .
ما ذكرته آنفا ليس ضربا من الجنون أو وحيا من الخيال بل هو خطوات مدروسة يتم تنفيذها بحرفية عالية من قبل إما مخدوع داعشي أو دابة شيعي مركوب من معمم يعلم مآلات الأمور لكن ليس لديه أي مشكلة في قبول دوره فهو في النهاية ينكح ويتمتع ويأخذ الخمس - ولا عليه في أطلق لحية - وفي الحقيقة فإن المسؤولية العظمي تقع على عاتق الدولة وذلك بتقوية الجبهة الداخلية بأي طريقة كانت ولو بالحصول على سلاح رادع وقبل ذلك التنبيه على كل الناس بالخطر المحدق الذي يتهدد وجودنا وحقيقة فإن الخطر الداهم ليس فقط إشغالنا بحروب لا نهاية لها بل هو استئصالنا وجوديا فنحن من وجهة نظرهم لسنا إلا كائنات تقف كحجر عثرة في سلم التطور البشري ويرون أنه من الأجدى القضاء على كل ما يقف في وجه تقدم البشرية الذي هو من منظورهم التمكين لإسرائيل الكبرى التي ستحتل العالم بأسره فالبشر من منظور اليهود ليسوا إلا خدما لليهود يجوز استعبادهم وجعلهم كعمال سخرة وإن رفضوا ذلك فلا مانع من إبادتهم وهو ما يتم الإعداد له عبر الخطوات المتسلسلة التي أوضحتها في هذا المقال
أهم ما يتوجب على المسؤولين - من وجهة نظر خاصة - هو الالتفات لمشاكل الداخل وإيجاد كافة الحلول لكل المشاكل التي تواجه الناس جنبا إلى جنب بتقوية قوتنا العسكرية بأي طريقة كانت - فما دون الحلق إلا اليدين - وليعلم كافة الناس من رأس الهرم إلى أسفل القاعدة أنا قوتنا في وحدتنا وأنه لانجاة من هذه الكوارث إلا حينما يدرك الجميع كبيرهم وصغيرهم أن الخطر يتهددهم على نحو متساوي .
وحينما يشعر الجميع بالخطر الشامل الماحق فإن ذلك سيكون مدعاة للتكاتف على كافة الأصعدة بين القيادة وبقية أبناء الوطن وفي هذه الحالة فقط فإن قوة التكاتف ستخلق قوة مضادة لن تستطيع أي قوة مهما كانت أن تضعفها أو تقترب منها