الجزء الأول ((الفصل الثالث))
ملاحظة : العائلات التي تكلمنا عنهم قبل شوي .. كللهم عيال أعمام
***
((بيت أبو سلمان ))
غدير بزعل و هي تضرب الأرض برجلها : ماما بلييز و الله وراي امتحان انجليزيي
أم سلمان : لا ... أنا عارفة انك ما تحبين تروحين بيت عمك أبو طلال علشان اللي صار قبل سنتين ... صح؟
تغيرت ملامح غدير و كأن ذكريات الماضي مع طلال و بنت عمهم أمل مرت كلها في لحظة .. حست و كأنها انسانة ما عندها قلب ... كيف تبتسم؟؟ و طلال مو قادر يبتسم !!
مر عليها شكل أمل و الدم يغطيها و هيا مرمية على الأرض .. و مرت عليها نظرات طلال لها ..
غدير بسرعة : ماما لا تحاولي ما رح أروح ..
أم سلمان : يا ماما ... لمتى رح تظلو كذا؟ يعني رح يكرك طول العمر؟ ما يصير انتو أولاد عم .. يعني زي الأخوان .
غدير : ماما .... ممكن اني انسى لأني المذنبة ... بس هو كيف ينسى اني السبب في موت حبيبته و خطيبته؟ مستحيل ينسى و لو أنا نسيت ... ماما لو انا نسيت ... رح أكون أكثر انسانة أنانية و بدون ضمير ...
تركت أمها و ركبت فوق تركض و تبكي ... خلاص كفاية ... ضميرها يألمها ... كل ما تذكرت أمل بنت عمها و صديقتها و حبيبتها ... شلون تنسى؟؟ هذا مو أي شي .. اللي صار كبير ... و يألم ..
و هي تفكر بهذا التفكير ... فجأة رمت كل شي موجود على الطاولة و هي تقول : اللعه يلعن اللي كان السبب ... الله يلعنهم ... أكرررررررررررررررررررررررررههم !!!
***
((فــي بيت أبو طلال ))
الكل جالس يرتب و يشتغل ... فرح و منى و أم طلال نفسها و فهد يساعد طلال في الترتيب و الشغالات ... أكييد رح يتعبون أنفسهم ... اليوم يرجع ملك البيت { ابو طلال }
كانت الساعة تقريبا سبعة المغرب ... طلال كان كالعادة لابس ثوب و شماغ و متبخر .. و فهد كمان زي العادة لابس بلوزة بنفسجية عليها كتابات يابانية .. و بنطلون جنس سكيني .. و شعره سبايكي ... منى كانت لابسة بلوزة سودة و عليها بنوته ناعمة .. و بنطلون أسود سكيني و شعرها كان مفكوك ... طبعا كان طويل و لونه بني فاتح .. و فيه باف... أما فرح فكانت لابسة بيجامة .. ما كانت تحب تتكشخ و تلبس .. حياتها أكشن و مو تبع الدلع ... هذا اللي كانت تقوله ... أم طلال .. جلابية بنفسجية فخمة جدا .... فيها فصوص من الذهب الأبيض شعرها كان مكوي في الصالون و مكياج كامل .. و مونيكير و بوديكير ..
كانت العائلة كللها رح تتجمع بمناسبة عودة أبو طلال العم الكبير من فرنسا .. بيت أبو فيصل و بيت أبو سلمان ... كلهم في بيت ... او قصر أبو طلال ..
في المجلس
كان طلال يبخر المكان و فهد متسطح على الكنب بكسل
طلال : قووم سو شي .. مو متسنتر لي هنا .. كأنك مدري ايش...
فهد : طلال اخويي ... شوف شغلك
طلال : قوووم عسااااك .... عساااك
فهد بمسخرة : هههه عساني ايييش؟؟؟ تسبني؟
طلال بخجل : عسااك تعرس
فهد بغفلة غبية : لا .. انا ما رح اعرس بعدين ارمّل ...
انتبه فهد لكلامه في اللحظة الأخيرة .. يا الله ... كيف نسي؟؟؟ و شلونا ساسا يقول هالكلام؟؟! و لطلال؟؟؟
نزل طلال راسه بحزن و كآبة و كمل شغله
فهد بغبتة : طلال ما قصدي و الله اسف ..
طلال :لا عادي ... انا .. نسيت
طلع من الغرفة و راح الحوش و جلس على الكرسي قدام المسبح الكبير .. تجمعت الدموع في عينه و هو يتذكر أمل لما دخلت غرفته و لقت غدير في الغرفة
تذكر كلمة أمل ((الحين فهمت كل شي ))
كان صدى كلمتها يتكرر في ذهنه ... كل شي انتهى من هذيك اللحظة ... و السبب ... غدير.. عدوته اللدودة ... اللي كانت تدعي انها ما سوت شي...
***
في مكان ثاني ... مختلف من كل النواحي عن البيوت اللي شفناها ... بيت موجود ي زاوية من ممر صغير ... بين الخرابات و المجاري .. بيت يقارب في صغره الكوخ ...
كان رب البيت جالس على الأرض و ماسك بيده الراديو و يستمع لأم كلثوم ..و يردد مع الصوت
انت خليتني أعيش الحب .... و ياك ألف حب ..
كل نظرة الييك بحبك ... ااااه بحبك .. اااه ... بحبك من جدييد ..
وقفت قدامه بنته الكبيرة مها ... و هي مبتسمة لشكل أبوها اللي خلاص خرف و قضا ...
مسكت الراديو و هي تقول : يبا خلاص ... الحين وقت العشا يللا قوم ..
أبو نواف : أي و الله يا بنتي .. زمان ما أكلنا الخلاص ... جيبي لي من النخلة
مها : هههه يبا لا ... – بصراخ – أقول لك ... قووم تعشششى
أبو نواف و هي يمسك ظهره و يقوم بتعب ... تمسكه مها من يده و تساعده .. : مشكورة يا بنتي... بس وش تعشيني اليوم؟
مها بابتسامة رضا : عصيدة يبا ... عصيدة
أبو نواف وقف و صار يناظر بنته و ابتسم و قال : ويينك يا ام نواف تشوفين بنتنا الوحيدة كبرت و صارت تسوي العصيدة اللي ياما علمتيها و ما قدرتي... تعلمتها لحالها
مها بفرح تبوس راس ابوها : الله يخليك لي يا تاجي اللي على راسي
***
ريما : فيييييييييييييييييصل قوووم ... ااااااااف ... عمي رح يوصل و انت لسة ناايم؟؟؟؟ الساعة تسعة و نص .... قووووم
فيصل و يضربها بالمخدة اللي جنبه: وخررري ... موب رايح
ريما : هي هي ... ناوي على نفسسك؟ أمك بتخلييك؟
فيصل : ااااااااااااااف ... طييب قايم...
ريما : انا جهززت ... اذا قمت و لبست أنا بالصالة تحت ... توديني صح؟
فيصل : طييب اطلعي بررة ... رح اقوم
ريما و هي تطلع : قوم مو تلعب ...
***
غدير .. سلمت امرها لربها و تجهزت و رح تروح حسب أوامر الوالد .. لبست فستان قصير أسود بدون أكمام .. فيه زي الحزام الفوشي ... و فكت شعرها الطويل الأسود .. و لبست طوق ( تاج ) فيه فيونكة فوشية ... و كحلة سودة كبرت و وسعت عينها و جلوس و ردي فاتح لامع و نعال أسود كعب عالي مررررة ... طولها زيادة و لما لبست عباتها وقفت قدام الباب و بلعت ريقها وسمت باسم ربها و فتحت الباب ..
***