انت العبارةُ الشهيرةُ (مِحورُ الشَرِّ) التى أطلقها الرئيس الأمريكي الأسبق ( جورج بوش ) في خطابه فى يناير 2002 ليصف به حكومات كل من العراق، وإيران، وكوريا الشمالية غير مُعَبِّرةً عن كل الحقيقة فهناك محور شر جديد يضم تركيا أردوغان العثمانية وإيران الفارسية ، فالدولتان لا تدخران جهداً فى التآمر والتربص بالمنطقة العربية فتركيا تحت قيادة (رجب طيب أردوغان) وحزبه (العدالة والتنمية!) المنتمي للإخوان المجرمين تسعى الى إحياء الخلافة العثمانية البائدة ، وبلاد فارس (إيران) تحت حكم (حسن روحانى) المسلوب الإرادة وزعامة الدَّجال (خامنئى) تسعى إلى تصدير الثورة الفارسية المشؤومة ، وإذا نظرنا الى المشكلات التى تعانيها الكثير من الدول العربية فلن يخفى على أحد أن الدولتين هما أحد الأسباب الرئيسية لتلك المشكلات وهما أيضا أكبر المستفيدين منها، فما يحدث فى العراق أو سورية أو اليمن أو لبنان أو حتى ليبيا كل على حدة له عدة دوافع لكن فى كل دولة سنجد أذرع الدولتين ممتدة للعبث في المنطقة العربية ، حتى مصر العظيمة كانت أنقرة وطهران تأملان أن يصيبها مصير جاراتها العربية لكن أملهما خاب وهناك هواجس مشتركة بين طهران وأنقرة إزاء المشروعات التي تطرح لتقسيم المنطقة .
أردوغان - السلطان العثماني - الذي لم تنج سورية والعراق من تدخلاته وتصريحاته المستفزة، كما لم تنج مصر منها، تبدو أطماعه في الشرق الأوسط والمنطقة العربية واضحة وضوح الشمس فهو يرغب فى إعادة التشكيل الجغرافي والسياسي داخل منطقة الشرق الأوسط لمصالحه وكانت تركيا - أردوغان العثمانية - تطمح إلى ولادة شرق أوسط جديد تكون هي قائدته ، بعد تبدد حلمها في الإنضمام الى الاتحاد الأوروبى لذا سعت الى إسقاط دول المنطقة من أجل تقوية موقعها الإقليمي والدولي ، والمطامع التركية فى المنطقة لها أكثر من هدف منها تأمين احتياجاتها النفطية من دول الخليج العربي باعتبارها تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها في مجال الطاقة بما قيمته حوالي 20 مليار دولار سنوياً، وجذب الإستثمارات ورؤوس الأموال الخليجية باعتبار أن حجم الأموال الخليجية المستثمرة في الخارج يتجاوز تريليون دولار. وفتح أسواق جديدة للصادرات التركية حيثُ أن الدول الخليجية سوق واعدة للمنتجات التركية .
أمَّا المطامع الفارسية الإيرانية والرغبة في مد النفوذ الفارسي المجوسي والهيمنة الإستعمارية على منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط فهي واضحة وجليَّة في التدخلات في الشؤون العربية الداخلية في سورية والعراق ولبنان والبحرين واليمن والمنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية ولا تزال لبلاد فارس (إيران) تطلعات وطموحات إستعمارية توسعيَّة إقليمية – لا سيما في دول الخليج العربي – ومنذ سنوات وهى تحاول تصدير الثورة الفارسية المشؤومة ، ولم تسلم أي من دول الجوار الفارسي الإيراني من التدخلات الايرانية في شؤونها الداخلية . ومما لاشك فيه أن النظام الفارسي الفاشي الإيراني أدرك مبكراً ما يمثله اليمن من أهميَّةٍ فقرر مد ذراعيه إليه وإيجاد موطئ قدم له فيه ، وقد عمل الفرس الإيرانيون قبل سنوات طويلة، من اندلاع الاضطرابات والاحتجاجات التي عصفت باليمن بالتزامن مع احتجاجات الربيع العربي في عام 2011، من أجل تأسيس قاعدة لهم في اليمن ضمن سياسة تصدير الثورة الفارسية المشؤومة التي أعلنها الدجال الخميني عام 1979.
وإذا كان النظام الفارسي الفاشي الإيراني قد تدخل في لبنان والعراق وسورية والبحرين، إلاَّ أنَّ اليمن قد شكَّلَ له إغراءاً خاصاً لأسباب كثيرة. فالإستيلاء عليه وإدارته من قبل الإرهابيين الإنقلابيين المتمردين (الحوثيين) الموالين للفرس المجوس يعني أولا نجاحه في زرع شوكة مذهبية في جنوب المملكة العربية السعودية، لا سيّما أن السعودية هي المتصدية العظمى والمُجابِهة الكُبرى للمخطَّطات الفارسية الإيرانية في المنطقة ويعني ثانياً استكمال الفرس الإيرانيين لهلالهم الشيعي ووضع البلاد العربية ذات الأغلبية السنية بين حجري الرحي ويعني ثالثاً سيطرة الحوثيين بالإنابة عن نظام طهران الفارسي المجوسي المتستر بالمذهب على الممرات البحرية والتجارية العالمية .
كما أن ذلك يخدم أيضا أهداف النظام الفارسي الفاشي وحليفه التنظيم الماسوني للإخوان المجرمين المتمثلة في خنق الاقتصاد المصري وتهديد الأمن القومي العربي، والانطلاق من اليمن بسهولة ويسر نحو مد نفوذه وأطماعه التوسعيَّة إلى دول عربية أخرى مثل الصومال وجيبوتي والسودان وبلاد المغرب العربي ويعني أيضاً امتلاك طهران ورقة ضغط جديدة هي الورقة اليمنية تضاف إلى أوراقها الأخرى، وتمنحها موقفا تفاوضياً قوياً في مواجهة من يسعى إلى تقليص نفوذها الإقليمي وكبح جماح أطماعها التوسعية وطموحاتها في امتلاك السلاح النووي وتكنولوجيا الصواريخ الباليستية بعيدة المدي .
وقد كانت بلاد فارس (إيران) لسنوات طويلة، ومازالت، تتدخل في الشأن الداخلي العربي اللبناني من خلال تمويل وتسليح ودعم (حزب اللات) الفارسي الإرهابي ، وتجاوزَ الفرس الإيرانيون كل الأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية بدخولهم غيرالمشروع إلى هذا البلد المستقل وذي السيادة والتحكم في قراراته السيادية ، أمَّا تركيا التي تقع شمال المنطقة العربية وتتقاسم حدوداً مشتركة مع العراق وسورية وبلاد فارس (إيران) والواقعة شرقي المنطقة العربية على حدود العراق، المطلة على دول الخليج العربي فإنَّها تحلم بإحياء وبعث الإمبراطورية العثمانية البائدة التي قوَّض أركانها ونقَضَ عُراها ودكَّ صروحها باني نهضة تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك رحمه الله وهكذا يتحالف محور الشر الجديد العثماني الفارسي لضرب وتهديدالأمن والاستقرار العربي.