وما أنا من المتكلفين النبي عليه الصلاة والسلام مخاطب قومه قريش ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ
وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِين﴾[
اعظم الخلق على الاطلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
خاتم الانبياء والرسل وسيد الخلق اجمعين
لكن كان ابسط الخلق
في كلامه وفي ملبسه وفي حياته وفي مجلسه
يجلس معه الكافر والمسلم والجاهل والفقير والغني
والمسكين وامراء القوم وسادات القوم
والضعفاء والاحرار والعبيد
كان يربط بطنه من الجوع
ولا توقد النار في بيته بالاشهر
ومع ذلك
لا يعبس في وجه أحد أبداً و يمشي في قضاء حوائج الناس
ويَخدم أهلَه ويخصِف نَعلَه ويرقع ثوبَه
وكانت زوجاته يضاحكْنَه وربما غارت إحداهن
فلم يعنّفها
بل تعامل مع ذلك بكل حكمة ورحابة صدْر
فلماذا نحن متكلفون
نتكلف في اكرام الضيف وفي الزواجات
وجميع المناسبات
نتكلف في طريقة الكلام وفي المجالس واللباس
نتكلف مع الاصدقاء والاقرباء قبل الغرباء
لقد خسرنا في حياتنا الاجتماعية كثيراً من العلاقات
وخسرنا اموالا طائلة بسبب هذا التكلف الزائف
ومع ذلك ربما يجرنا هذا التكلف الزائف
الى عواقب وخيمة
من الكبر والخيلا والغرور والغطرسة
والاسراف والتبذير والعداوة والبغضاء