أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبالخيل، أن كلية الشريعة في جامعة الإمام خدمت وعمِلت وجدّت واجتهدت طوال ما يزيد على 66 عاماً؛ لتنطلق في أصلها من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ واعداً طلابه بما يسرّهم من الجوائز والحوافز والدعم والتأييد والمؤازرة، في سبيل التصدي لأعداء الدين والشريعة الغراء.
وأضاف: "الله الله أن يؤتى ديننا من قِبَلكم وأن تُأتى ديارنا ودياركم من قِبَلكم، أو أن تصرفكم الصوارف وتجرفكم الحوارف من انحراف فكري أو سلوكي، أو أن تغتروا بأولئك الدعاة الواقفين على أبواب جهنم؛ فلو كان فيهم نفع أو خير لأفادوا أنفسهم ولسبقوا إلى ما يدعون إليه، ولقدّموا أبناءهم على مَن يوقعونهم في الشر والمزالق والمهالك في تلك الأمور التي ينادون بها ويدعون إليها".
وفي أول لقاء له، اختار "أبا الخيل" كلية الشريعة ليوصل صوته لمنسوبيها، ومنها إلى مختلف كليات الجامعة؛ مؤكداً أن الكلية لا يزيدها التقادم وطول السنين إلا ثباتاً وتميزاً وإبرازاً لكل محاسن هذا الدين العظيم، وقياماً بواجب هذا الوطن الكريم.
وتابع: "هذا ما نراه واقعاً ملموساً على الأرض؛ من خلال البرامج والفعاليات والندوات والمحاضرات، ومن خلال كل الجهود المختلفة، وأهمها وأعظمها أثراً وتأثيراً؛ العملية التعليمية التربوية التي تقوم عليها هذه الكلية وغيرها من الكليات؛ مما جعلها تمخر عباب البحر، وتسير في الفيافي والقفار مُحققة الأهداف، وموصلة للنتائج التي تجعل أبناءها والمنتسبين إليها وخريجيها يضربون أجمل الأمثلة وأنصع الحجج والبيانات في خدمة عقيدتهم ودينهم ووطنهم وولاة أمرهم".
ودعا "أبا الخيل" طلاب الجامعة بأن يكونوا على قدر كبير من الوعي والإدراك، وأن يكونوا أوفياء لهذا الدين ولهذه الدولة وولاة أمرها، وأن يسخّروا كل أوقاتهم للعلم والتعلم والاستفادة والاستزادة؛ مطالباً إياهم بعدم الانشغال بالقيل والقال وكثرة السؤال، وعدم النظر إلى من شَذّ عن طريقه؛ بل إلى من جد واجتهد فزرع وحصد.
وأكد مدير الجامعة على أننا اليوم في أمسّ الحاجة إلى تشمير سواعد الجد، ونفض غبار الكسل، ونبعث الهمم حتى نرى من أنفسنا خيراً وفضلاً وعدلاً وبراً ورحمة وتعاوناً على البر والتقوى، وأخلاقاً إسلامية عالية وتعاملاً راقياً يحتاجه الناس جميعاً، صغاراً وكباراً، ذكوراً وإناثاً، مسلمين أو غير مسلمين، في زمن للفتن فيه صولة، ولدعاتها وأربابها جولة؛ فيحسّنون القبيح ويقبّحون الحسن، ويقلبون المفاهيم بعيداً عن مصادر هذا الدين ومنابعه الصافية الأصيلة، التي لو أخذنا بها وطبّقناها وعملنا بما جاءت به وفق ما درسناه وتعلمناه وبناء على ما نعلمه وندرّسه لأبنائنا وبناتنا؛ لسَلِم المتأثرون من العوادي والمؤثرات.
وقال: "ليعلم كل منحرف في فكره وسلوكه أنه لا مُقام له بيننا، ولا يستطيع أن ينال من ثوابتنا ومبادئنا وديننا ووطننا وأمننا واستقرارنا ولحمتنا حول ولاة أمرنا وعلمائنا".
وأضاف: "إن المسؤولية عظيمة والأمانة لتنوء بها الجبال في مثل هذه المهام والأعمال العلمية، التي هي الأعمال العلمية السيادية والريادية؛ لأنها علوم الشريعة المطهرة والغراء التي جاء بها رسولنا صلى الله عليه وسلم وحملها من بعده صحابته رضوان الله عليهم، وسار عليها من بعدهم التابعون ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وإلى يومنا هذا، وهي غضة طرية كما أمرنا ربنا ورسوله"؛ مؤكداً أن هذه نِعَم جليلة لا تُعد ولا تحصى ولا يمكن أن تُستقصى أو أن تبقى إلا بالمحافظة عليها وشكر المنعم بها وهو ربنا عز وجل، فنشكره على ما أنعم علينا من عقيدة صحيحة، وتوحيد خالص نعبده به، بعيداً عن كل البدع والشركيات؛ الأمر الذي تَحَقّق لنا معه أمن كبير وطمأنينية واستقرار عميق لا نظير له في العالم.
واستشهد "أبا الخيل" بالشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، بقوله: "إن هذه الدولة بأدوارها الثلاثة -وخصوصاً الثالث- هي أقرب ما تكون إلى الخلافة الراشدة"؛ ليتساءل، ماذا نبتغي بعد ذلك، وما هو المطلوب منا؟ مبيناً أن المطلوب عظيم؛ مما يجعلنا نطرح حظوظ النفس في مقابلة القيام بالمصالح العامة، والابتعاد عن كل مفسدة؛ جلباً لما يخدم هذا الدين وهذه المقدسات والمكتسبات والمقومات، بعيداً عن الشبهات والشهوات والتأويلات والتحريفات والمزايدات؛ فدين الله واضح أبلج، والباطل واضج لجلج، وهذا -ولله الحمد- هو الذي تؤدونه وتقومون به وتحققونه في هذه الكليات ووحدات الجامعة؛ لتربوا أبناءكم وبناتكم عليها؛ حتى يكونوا أعضاء صالحين في مجتمعهم".