صرخة رايان ايقظت ماكس من نومه العميق بسط يده نحوه بعتمة الخيمة وسمع صوت تيسا يسأله :"ماكس هل رايان بخير؟" "ابي المكان مظلم ولا اجدك." صرخ رايان بخوف.
جذب ماكس ابنه بين ذراعيه وفتح سحاب الخيمة لتدخل تيسا اسرعت بالدخول وجلست بقرب ابن الثامنة المرتجف.
"ما هنالك يا فطيرتي؟"
مد رايان يده اليها:"لم اتسطع رؤية والدي بالظلام."
تمسك بكتفيها ومن دون تردد ضمته الى صدرها . فتش ماكس عن الضوء واضاءه:" هل هذا احسن؟"
هز رايان رأسه وهو يغمر تيسا بشدة.
"هل تريد ان تحمل الضوء بيدك؟" هز برأسه مرة اخرى واخذ الضوء من ماكس. رؤيته لرايان بين يدي تيسا لمست قلب ماكس فابنه بحاجة ماسة للمسة انثوية في حياته. فهو اقرب غريزيا من تيسا بهدف الحصول على الراحة وتغلغل بين يديها لم يستطع ماكس ان يخرج من رأسه صورة تيسا تخلط البطاطا المهروسة في حين كان هو يقلي السمك وتأخذ جزرة من صحن رايان وتصفق بحماس عندما اطفأ رايان كل الشموع المضاءة على قالب الحلوى. لقد ابتاعت له السلاح الخارق وكتاب يتكلم عن الديناصورات وهو الموضوع الذى بدا انه يكثرت له.
والان تبدو وكأنها تعرف كيف ترضيه في الظلمة هذا الامر جعل ماكس يشعر بنقص في طريقة تربيته لابنه لكنه سرعان ما تدارك الامر ولاحظ انه لا يستطيع ان يمثل كل شئ بالنسبة لابنه.
لم يتأخر رايان كثيرا قبل ان يغفو مجددا ووقع المصباح من يده فأخذته تيسا ووضعته بجانبها من دون ان تطفأه.
تمتم ماكس :"لم اكن لافكر ان اعطيه المصباح ليمسكه."
بدا صوتها حزينا:" اعرف ما هو الشعور حين تخاف من الظلمة فعليك ان تعالج الامر باسرع ما يمكن."
"متى كنت تخافين؟" سأل ماكس من دون ان ينتظر جوابا من تيسا.
وضعت خدها على رأس رايان:" عندما ذهبت الى اول منزل للرعاية قبل ان انام في غرفة مع عشر فتيات لم يكن المكان مظلماابدا او ساكتا مع العائلة عشت في غرفة في..... القبو كان المكان شبيها بالحبر الاسود بعد إطفاء النور."
اقترب منها متأثرا:"ألم يتركوا اي ضوء مضاء؟"
تثاقل صوتها وبدا اكثر من همسة :"لقد طلبت منهم ذلك لكنهم قالوا انها سترفع قيمة فاتورة الكهرباء."
ساد الصمت والسكون حولهما:"ماذا تقصدين؟"
"كان هناك ولدان اخران وعندما احضروني احضروا معي المال وحضروا على خادمة مجانية."
"انت تمزحين كم كان عمر الولدان؟"
"ثلاثة وخمسة اعوام.كنت احب ان اعتني بهما ولكنني كنت اكره العمل المنزلي. ولا اظن احد يحبه."
"لهذا احضر السيدة كلارك لتنظف المنزل مرة في الاسبوع." سألها ماكس وهو متأثر :"لما تركت تلك العائلة؟"
لاحظ ارتفاع كتفها البسيط :"انتقلوا خارج الولاية ليحصل الزوج على عمل افضل كانت هذه العائلة من افضل خبراتي."
"كم تجربة كان هناك؟"
"ثلاثة بعد الاولى اذيت ظهري ولم يرد احد الحصول على فتاة طليقة اللسان في عمر الرابعة عشر لا الومهم."
شعر ماكس فجأة بالحاجة ان يضم تيسا الى صدره كما كانت تضم رايان لكنه فكر انها ستبتعد عندما يقترب فاعترافات الليل مختلفة عن تلك في ضوء النهار.
جلسا لفترة طويلة يستمعان الى صوت تنفس رايان المنتظم فماكس كان ينظر الى تيسا التي تنظر الى رايان رايان لكن يبدو ان ماكس غط في نوم عميق وعندما استيقظ كان يرى الضوء عبر فتحة الخيمة.
كانت تيسا مستلقية بجانب رايان يتلحفان في الغطاء نفسه بدت رائعة بخديها الزهراوين وشعرها المتموج كان شعرها طويلا وكثيفا قرب خديها. همس لها:"تيسا." "نعم؟"
"هل تريدين ان تنامي بكيس النوم خاصتي؟" احست بالدهشة وهي تنظر اليه.
"انا ذاهب لاشعل النار احضر ابريق القهوة ولكن اذا احببت ان تنامي لمدة اطول..."قال لها وهو يأخذ رايان من يديها.
"لا لا انا صاحية وسأكون عندك بعد دقيقة."هزت رأسها ومررت اصابعها بخصلات شعرها .نظر اليها وحارب الشعور بأن يمرر اصابعه بشعرها ثم وضع ماكس ابنه في فراشه وغطاه. الدلوعة توتو
نظرت اليهما خلسة وهي تمرر اصابعها بشعررها مرة اخرى.فالولد لم يتحرك من مكانه والخيمة تتسع لاثنين ولكنها وماكس قريبين من بعضهما مع ان رايان يتوسطهما فجو الخيمة يعطي احساس بالالفة ما الذي يجعل قلبها يخفق بسرعة وهل يشعر بذلك هو ايضاً؟ لقد اجابت على اسئلته بكل وضوح الليلة الماضية ولم تعرف ان تبقى على حياد لوقت طويل.
"خذي وقتك لتستيقظي الشمس لم تشرق بعد والقهوة ستحتاج القليل من الوقت لتغلي."ثم خرج من الخيمة.
اخذت تيسا نفسا عميقا فهي لا تريد وقتا للاستيقاظ فمازال صدى صوته يرن بأذنيها وحرارة نفسه لازالت تلسع رقبتها مما جعلها تستيقظ توقفت امام خيمتها لتأخذ صابونتها منشفتها فرشاة اسنانها ولباس ومن ثم توجهت نحو الحمام.
تطلب شعورها بأنها امرأة اخرى نحو عشرون دقيقة ليتحقق واصبحت جاهزة لتواجه ماكس ومشاعرها المعقدة نحوه على الاقل ظنت انها جاهزة حتى راته جالسا امام نار الصباح يحدق بألسنة النار. منتديات ليلاس
شاهدها ترمي بمنشفتها وفرشاتها في الخيمة قبل ان تقترب منه.
"لم اشأ ان اترك المخيم ورايان نائماً." حك ذقنه وقال:"علي ان اربي لحية في فصل الشتاء فهذا يوفر بعض الوقت بدل من استعد في الصباح واحلقها."
وقبل ان تضبط نفسها :"انت لاتريد ان تخفي هذا الذقن." "لا اريد؟"
حاولت ان توضح كلامها:"كلا ومتى سأستطيع اذا ان اعرف انك معقد."
"وهل يخبرك ذقني بهذا؟"
"طبعاً." وأشارت الى الجهة الشمالية :"لديك عضلة هناك تبدو وكأنها تقفز."
ابتسم وردت له الضحكة معتبرة انها طريقة جيدة لتبدأ النهار فرائحة الاوراق الندية ورائحة الصنوبر وهي تبتسم وتضحك لشخص هي..... وتوقفت تيسا عن هذه الفكرة.
اشار ماكس الى النار الخفيفة:"القهوة شبه جاهزة حركت كتفها وادات رأسها من جهة الى اخرى:"حسنا."
"هل يؤلمك عنقك."