سألت تيسا نفسها هذا السؤال كل عمرها وتمنت ان يكون صحيحاً.
"إذن لماذا تقومين انت بهذا الامر؟" "اقوم بماذا؟"
"القفز من مكان لاخرز فأنت تريدين البقاء في لندن بنقطة الانطلاق ولكنك لا تبقين الا لعدة اسابيع او اقل في كل مرة.فأنت تنتقلين كثيراً في حياتك فلماذا لا تثبتين قدميك في مكان ما؟."
يمكنها ان تقول له بأنها لا تعرف الى اين تنتمي وبامكانها ان تقول له انها خائفة من البقاء بمكان واحد لانها خذلت من قبل كثيرين في حياتها حتى ليسلي ولكنها لم تفعل لانها قررت من وقت طويل ان لا تسمح لنفسها الشعور بالشفقة على حالها فهي سيدة نفسها وبامكانها صنع حياتها بالطريقة التي تريد. الدلوعة توتو
"عندما كنت طفلة يا ماكس لم يكن لدي حق الاختيار . فأمي اختارت لي وكذلك قسم الخدمات الانسانية كل مرة عندما لم يعرفوا ماذا يفعلون بي وعندما تخرجت قررت ان اذهب الى المكان الذي اختاره انا واكون بالمكان الذي اختاره انا."
قال بفظاظة:"لقد اوضحت هذا الامر لي عندما تخليت عني بعد ان قضينا الصيف معا."
لم يناقشا الامر من قبل.تعرف ماكس على ليسلي واحبها بعمق وكانت تيسا متأكدة من ذلك مع ماكس وجدت ليسلي موهبتها وعملها كزوجةوام وتيسا....
كانت تيسا تعرف نفسها جيدا فهي بحاجة الى حرية الاختيار وحرية المكان والحرية لتكبر وكل ذلك بشروطها هي لانها كانت سجينة النظام لوقت طويل ولم تستاء من زواج ليسلي وماكس.
ولكن وجودها هنا الان مع ماكس وفي بيته حركت مشاعر اعتقدت انها اختفت.بطريقة ما بحياتها لا تختلف عما كانت عليه منذ تسع سنوات .فهي لا تزال بحاجة لعملها فهو قوتها بالحياة.
رفعت الخاتم واخفته داخل قميصها كان ماكس يراقب حركتها,حين نظرت اليه عرفت ان عاطفتها نحوه لم تتغير واحست انه يشعر بذلك ايضا. عملت تيسا بالمطبخ نهارالاثنينبعد الظهر وهي تغني مع الراديو.لم تكن تكره الطهو ولكنها ليست معتادة على ذلك .فعادة تأكل اشياء سريعة التحضير مثل السلطة او تحضر معها الاكل الجاهز ولكنها كانت تعرف كيفية تحضير وجبات صحية ولا داعي ان يقلق ماكس.حتى كان يقترب منها او يضحكان معا كما فعلا بالامس عندما كانا بحلقة التزلج قد جعلها تحسب بانها قليلة الخبرة غير لبقة ويفقدها شجاعتها .هذا ليس بمهم فهي سترحل بعد اسبوع.
وضعت تيسا قطعة اللحم بالفرن ولفت البطاطا بورق الالمينيوم وكانت تقطع السلطة عندما رن جرس الهاتف.
"الو" سمعت صوت امرأة عجوز:"هذه ايما ووفري جارتكم وماكس دائما يقول لي اذا احتجت لشئ ان اتصل...."
كانت تيسا تعرف جارة ماكس فقد كانت تكلمها عندما تزور ليسلي ورأت ايما تمشي مع كلبها سكروفي البارحة وتكلمت معها.
"بالطبع ايما هل يمكنني مساعدتك؟"
"لقد وقعت وتأذيت واعتقد انني كسرت يدي لم اتمكن من الوصول الى ابنتي اذا كان بامكانك توصيلي الى الطوارئ...."
"سأكون عندك."قالت تيسا بسرعة وهي تنظر الى ساعتها فبامكانها الوصول الى المستشفى والعودة وان تكون على الوقت للاجتماع في المدرسة مع ماكس.انها اكيدة من ذلك.
نهاية الفصل الاول