الموت واحد من أكثر الأسرار الطبيعية غموضًا، إن الإنسان الذي يتنفس على سطح الكرة الأرضية يقال عليه الشخص الحي، أما الإنسان الذي توقف قلبه عن ال وأصبح جثة هامدة ومن ثم يدفن فهذا يطلق عليه الشخص الميت، والموت له أسرار وألغاز لا يمكن حلها أو التكهن بحلولها، ويعد الموت من أغرب الحوادث التي تقابل الإنسان حين يتحول الشيء الذي أمامك إلى لا شيء، وحين يموت الإنسان ترى الناس وهو في جنازته كل ما يخصهم الميراث والمال ونصيب كل فرد، وقليل منا من يفكر في هذا الشخص الذي فارق الحياة لتوه ويدرك محاسن هذا الشخص وفضله عليه ومساعدته له قبل موته، وإن كل هذه الأمور تعد لغزاً حقيقياً يستحق الدراسة والتمحيص وسر يصعب علينا اكتشاف خباياه حتى الآن.
الموت : سر من أغمض الأسرار على وجه الأرض
لغز الموت لا يوجد في حياة أي إنسان أغرب من نهاية حياته، فكثير منا يؤرقه أسئلة عديدة عن الموت، وهل حقاً ستكون هناك حياة أخرى بعد الموت أم لا؟، وهل الإنسان سيحاسب على أفعاله من لحظة موته أم يوم البعث أم أنه لا يحاسب بعد موته وجزائه يأخذه في الدنيا؟، الكثير من المعتقدات والديانات تفصل في هذه الأسئلة منا من يؤمن بها لإيمانه بديانته، وهناك من تراوده الشكوك في صحتها رغم أنه يؤمن بديانته التي تؤكد محور ما، إلا أنه ما زال غير مقتنع بكيفية وضع الشخص بعد موته.
: الموت : ذلك السر الغامض الذي حير الكثيرين
كما أن هناك العديد من القيم العظيمة الموجودة بداخل كل إنسان فينا تتوقف لحظة موته، فالإنسان حينما يموت يفقد إحساسه وشعوره بعواطفه وشهواته وتنتهي آماله حيث يكون غير مؤهل لفعل شيء آخر في الحياة، كما أنه يفقد خاصية التأمل والتدبر، لذا يسعى الكثير منا في إطالة مدة حياته أو عمره على هذه الأرض ويستمر في مواجهة خطر الموت ويقاومه بكل ما أوتي من قوة رغبة في ردعه عنه لأبعد وقت ممكن، فيبدأ الإنسان بالحرص على سلامته ووضعها في الأوليات القصوى ويحافظ على صحته كلما أمكن ولا يعرض نفسه للخطر. ولكن في النهاية نرى أن الإنسان لا يستطيع أن يهرب من الموت حيث أنه شيء حتمي لكل إنسان يجب أن يمر به، وبالنسبة للحديث عن المسلمين فهم مؤمنون أن الموت قدر يوقعه الله على الإنسان وقتما شاء ويقتنعون بذلك تمام الاقتناع، ويؤكد لهم ذلك موت الكثير والكثير بدون أسباب فبرغم التطور العلمي الهائل في جميع مجالات الحياة وخاصة الطب إلا أن هناك حالات وفاة لا يستطيع هذا العلم الهائل أن يجد لها تفسير بل كل ما يفعله هو أن يقف عاجز أمام قدرة الله وعظمته، وبالرغم من إيمانهم أن الموت قدر والمصير مكتوب بيد الله ولا أحد يفر من موته ولا من مصيره إلا أن الله وجههم إلى أن يأخذوا بالأسباب، فلا نرى مسلماً يتوقف عن العمل ويقول إن أمري بيد الله فهو من يرزقني وينتظر رزقه وهو في مكانه لا يعمل أو أن مسلماً يوجه نفسه تجاه المخاطر ويقول أن عمري بيد الله فهو الذي يحييني وهو الذي يميتني، ولكن يرى أن الله أمره بالحياة واستخدام عقله للعيش فيها إلى أن تأتي اللحظة التي كتب الله عليه الموت فيها ومن ثم ينتقل إلى الآخرة ليحاسب على ما فعله في دنياه من كل صغيرة وكبيرة.
التغلب على الموت يوجد الكثير منا من شغله أشياء كثيرة غامضة حول الموت ولماذا نموت؟، ولم لا نحيا مجدداً؟، وهل هناك طريقة لإعادة الإحياء مرة أخرى؟، كل هذه الأسئلة جعلت الكثير يفكر في شيء لإعادة إحياء الإنسان بعد موته ويطلق عليهم طائفة المتمسكين بالحياة، حيث أن كل واحد منهم يأبى فكرة أن يموت ويترك كل ما خلفه وراءه في الدنيا ويرحل عنها، فاتجه هؤلاء الأشخاص إلى العلماء وغالباً ما كانوا الأثرياء ووضعوا في أيدي العلماء ملايين الدولارات لإيجاد طريقة تعيدهم لحياتهم مرة أخرى، وظهرت الفكرة سابقاً على أنها قطعة من الخيال، ولكن مع التقدم العلمي الهائل والاكتشافات الحديثة أخذ البعض يظن أن المستحيل من الممكن أن يكون واقع ملموس بالتجارب العلمية المستمرة، وتعلقت عليها آمال الكثيرين وأتت المعاهد لإجراء هذه التجارب.
محاولات العلماء للتغلب على الموت وإعادة الحياة للميت والكثير يرى أن هذه الفكرة من إبداع الخيال أو ما يطلق عليه الخيال العلمي، ولكن حقيقة أن هذه الفكرة مستندة على أبحاث نجحت بالفعل على الحيوانات وترجع هذه الفكرة وظهورها إلى الحيوان حين وجد فأر متجمد في الثلوج وعاد هذا الفأر إلى حياة مجدداً بعد توفير بعض الأجواء العلمية الضرورية من جو يمتاز بالدفء وعند درجة حرارة معينة، وهذا ما جعل العلماء يجربون التجارب والأبحاث في هذا المجال واتفقوا في نهاية الأمر أن الإنسان يمكن حفظه في درجة حرارة مئوية تصل إلى درجة 200 درجة مئوية تحت الصفر، ويكون في حالة تجمد تام، وبهذه الطريقة يمكن الحفاظ على جسم الإنسان وخلاياه لمدة تصل إلى 280 سنة، بعد أن تنتهي حياته ومن ثم يستطيع العلماء أن يعيدوا سريان الدم مرة أخرى في هذه الفترة المذكورة، وحينها تعود وظائف الجسم للسريان مرة أخرى وتبدأ جميع وظائفه وذكرياته تعود مرة أخرى، وكثير من الأشخاص الذين وضعوا أسمائهم في قائمة ليتم خضوعهم تحت هذه التجارب، ويرى حينها هؤلاء الأشخاص أن هذا الأمر غير ضار فهو عندما ينتهي عمره يصبح في تعداد الموتى، ويروا أن هذه ما هي إلا تجربة إن نجحت تحقق مبتغاهم وحصلوا على الحياة من جديد، وإن فشلت فهم لم يخسروا شيء، ولكن الله سبحانه وتعالى يرى في هذا شرك به حيث أنه هو من يملك مفاتيح الحياة وحده ولا يمكن لأحد أن يعلم أسرارها فهو يحيي ويميت سبحانه وتعالى.
العودة للحياة ما بين الأمل والواقع إن الإنسان حينما تنتهي حياته وينتقل إلى الحياة الأخرى يترك ورائه آثاراً تختلف باختلاف شخصية هذا الشخص والكيفية التي كان يتمتع بالعيش بها، لذا فإن كل ما يتبقى من الإنسان بعد الموت هو سيرته فقط ولا شيء غيرها، ونرى في ذلك أن الإنسان عاش حياته من أجل حياته ودنياه ولم يعش حياته مفكراً في الموت طوال الوقت، وتركوا هذه التساؤلات وراء ظهورهم وأبعدوا التساؤلات عن هذا السر الغامض عن أذهانهم، ولكن هناك من يفكر في ذلك ويحاول بجهده الكامل من أجل الحفاظ على حياته من خلال عدة تجارب وأبحاث يظن في مخيلته أنها حقيقة وله وجهة نظر تدعم رأيه في هذا الموضوع، وهو فكرة إحياء الفأر المتجمد، ولكن حقيقة وبعد هذه الاكتشافات والأبحاث إلا أنه إلى الآن لم يستطع أي شخص أن يعيد شخص آخر إلى حياته بعد موته حتى ولو مع قصور في بعض وظائفه الحيوية، في الحقيقة لن تجد هذا الشخص إلى الآن وهذا ما يجعل الآخرون يؤمنون أن هذه ما هي إلا مجرد خرافات ليس لها أي أساس من الصحة، وحقيقة الأمر أن هؤلاء لديهم كل الحق في ذلك حيث أنهم لمجرد أن يحاولوا التفكير في ذلك لا يجدون أي دليل على هذا القول، فمثل هذه الأشياء لا تصدق إلا حينما تتحقق.