دانت شبكة حقوقية غير حكومية اعتقال فنان ساخر انتقد النظام المصري، ووصفت ذلك بأنه انتهاك صارخ لحرية الرأي والتعبير، ودعت للإفراج عنه والتوقف عن ملاحقة النشطاء. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إن اعتقال عز الدين خالد، أحد أعضاء فرقة "أطفال شوارع" (غير رسمية) لفنون المسرح والأغاني الساخرة، بسبب انتقادات الفرقة للنظام المصري الحالي عبر فيديو نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي؛ "يعد انتهاكا واضحا لاحترام الحريات والتعبير عن الرأي". و"أطفال شوارع" هي فرقة مكونة من ستة شباب يجتمعون في مكان عام، ثم يمسك أحدهم بهاتف محمول يصور "فيديو سيلفي" له مع الآخرين الستة، يغنون ويسخرون من واقع المجتمع، ومن ثم ينشرونه عبر صفحتهم على موقع "فيسبوك". ولاقت الفرقة تجاوبا كبيرا معها منذ أشهر عبر منصات التواصل الاجتماعي. وتقول الفرقة -عبر صحفتها الرسمية في "فيسبوك"- إنهم "شباب يعملون بالمسرح، قرروا تصوير فيديوهات في الشوارع بأفكار مجنونة مضحكة، كما أن الفرقة تحاول الوصول بالمسرح إلى الناس الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المسرح، وخاصة الأماكن الأكثر فقرًا". وأضافت الشبكة العربية التي يترأسها الحقوقي المصري جمال عيد، أن "من غير المعقول أن تطارد قوات الأمن فرقة مسرحية ساخرة لأنها نشرت فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ينتقد سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي". وبينت أن "مواد الدستور تكفل حرية الرأي والتعبير بشتى الأساليب المختلفة، كما أن الفرقة لم تحرض على استعمال العنف أو القوة، حتى تقتحم قوات الأمن منازل ثلاثة أعضاء من الفريق وتعتقل أحدهم". وطالبت الشبكة -في البيان ذاته- "السلطات المصرية بالإفراج عن عضو فرقة أطفال شوارع الساخرة، والكف عن اقتحام منازل أعضاء الفرقة وملاحقتهم أمنيا". ويجيء الاعتقال بعدما نشرت الفرقة السبت على فيسبوك فيديو بعنوان "السيسي رئيسي جابنا لورا" (للخلف)، وحاز الفيديو على نسبة مشاهدة عالية بلغت نصف مليونٍ تقريبا، وتضمن انتقادا لاذعا للسيسي. ووفق الفرقة، اعتبرت النيابة العامة أن الفيديو الأخير الذي نشرته "إهانة لرئيس الجمهورية تستوجب الحبس والمحاكمة، وقررت حبس عضو الفرقة أربعة أيام على ذمة التحقيق، بتهمة التحريض على التظاهر ونشر فيديوهات على شبكة الإنترنت فيها ألفاظ نابية مسيئة لمؤسسات الدولة".