عادت أدراجها متوجهة لسيارته ولم تنتبه لتلك السيارة التي تسابق الريح بسرعتها..رأتها تمشي
بكل برود في وسط الشارع وكأنها رأت مايسوؤها في الطرف الآخر غير منتبهةٍ لأبواق السيارات التي
تعالت تنبيهاً لها.."لـــين"قالت كلمتها الأخيرة وهي تدفعها من أمام تلك السيارة المسرعة..فتحت
فمها وعينيها والصدمة قد أسقطتها في منتصف الشارع..كيف لا وهي ترى تلك الصغيرة التي حلقت
في السماء أمتاراً من قوة الصدمة..وارتطمت على الأرض جثةً هامدة أمام أعين المئات المدهوشين
مما حدث.. أسقط مابيديه من أكياس أتبعها مفتاح سيارته وركض لابنته وهو يصرخ منادياً
باسمها:لــين..لــين..أبعد من تجمع حولها وجثا على ركبتيه أمام جثتها وهو مصدومٌ من منظرها
فالدماء تعتلي وجهها البريء وتغطي كامل جسدها.."لين..لين حبيبتي أنا بابا..لين..لين..فتحي
عيونك لين"كان يقولها وهو يهزها بعدم تصديق وهي تهتز بين يديه وكأنها لعبةٌ لا حياة فيها..وفي
ثوانٍ معدودة امتلأ الشارع بسيارات الشرطة وجاءت سيارة الإسعاف ونزلها منها المسعفون.."ابتعد
عنها ياسيدي..سنتولى الأمر"قالها أحد الممرضين وهو يبعد والدها عنها..صرخ فيه وهو يقول:بعد
عنها هذي بنتي..بعد.. لم يفهم الممرض مايقوله له وقال:سيدي أنا لا أتحدث العربية..((كنت بكتب
الحوارات بالياباني لكن بكيذا تنعفس الصفحة علي بالإضافة إلى إني عجزانة..لكن بحاول في
البارتات الجاية أكتب بالياباني وأحاول أرتب أموري والحين بباشر بالترجمة على طول))..وعندما رأى
أن هذا الوالد المحطم لن يبتعد عن ابنته إلا بالقوة..تحدث إلى رجال الشرطة حتى يبعدوه
عنها..وفعلاً جاءت الشرطة وأمسكته وهو يصرخ باكياً منادياً لها:لين..لين..لين لاتروحين وتخليني
يالين..اهئ اهئ ليـــن..وكان هذا آخر ماسمعه رجال الشرطة منه فقد سقط مغشياً عليه..أما هي
فمازات جالسةً في منتصف الشارع مصدومةً من المنظر الذي رأته وقد حالت الجموع المحتشدة
بينها وبين من أنقذت حياتها من تلك السيارة..ذهب راكضاً إليها وقد كان ممن شهد ذلك الحادث
المريع.."لين..انتي بخير؟!"قال ذلك وهو يحملها بين يديه ويبعدها عن الشارع ولكنها لم تجبه سوى
بدموعها التي فاجأته..وضعها على كراسي أمام أحد المحلات وقال:ليون جاوبيني وش فيك؟!..وكأنها
كانت تنتظر هذا السؤال حتى تبدأ نوبة بكائها المثيرة للشفقة وهي تصرخ:و..والله إني شفتها..
شـ..شفتها طـ..طارت قـ..قدامي..طارت وطاحت ع الأرض انتشر..د..دمها بكل مكان..اهئ
اهئ..أسامة أنا السبب أنا السبب اهئ اهئ..أسامة ضمها إليه وهو يقول:خلاص لين..انتي مالك
شغل هذا يومـ..أبعدته بحقد عنها وقالت:لا..انت آخر واحد انتظره يخفف عني يالخاين..اشتعلت عينا
أسامة وقال بغضب:لين امسكي لسانك..مابي أسمع هالكلمة مرة ثانية فاهمة!!..لين:لا مو فاهمة
انت خاين خـايـ..لم تكمل جملتها إلا و..طاااااخ.. أمسكت خدها وانهمرت دموعها أكثر وأكثر وقالت
بعناد:انت خاين..ومب رجال بعد..صفعها صفعةً أقوى من الأولى وهو يقول:رجالٍ غصبٍ عنك وعن
اللي يقول إني مب رجال..لين بعناد أكبر:هه لو كنت رجال كان مامديت ايدك على بنت..ولو إنك مو
حاس بنقص وشك في إنك رجال كان مامديت ايدك..نهضت من الكرسي وهي تحاول أن تبدو قوية
وأن لا تسقط مغشياً عليها بين يديه أما هو فقد كان يستشيط غضباً منها..تناولت حقيبتها وركضت
تتبع سيارة الإسعاف.. فهي تريد أن ترى تلك التي أنقذتها..تريد أن تراها..تريد أن تلومها لأنها
أنقذتها..وتابعت ركضها وهي تدعو بأن تعيش تلك الفتاة وأن لا تكون سبب موتها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرجت من منزلها راكضة وهي تحمل ابريق ري الزهور..وتشير إلى صديقتيها اللاتي جئن
لزيارتها.."مرحبـاً يافتيات كيف حالكن؟!" قالت ذلك وهي تسلم على صديقتيها..نظرت إحدى
صديقتيها إلى ابريق الري وقالت:اووبسي يبدو أننا جئناك في وقت غير مناسب..المعذرة..وانحنتا
أمامها اعتذاراً..قالت بمرح:ههههه ماهذا الكلام.. البيت بيتكن..تأتين بأي وقت تردنه..أليس هذا
صحيحاً يا يومي وتينا؟!..يومي:ههههه بلا..لكن أين هي لين ياغيداء؟!..غيداء:اتصلت بها قبل ساعة
وكانت في المنزل..وقد دعوتها لتأتي إلى هنا..تينا:لماذا هل كنتِ تتوقعين زيارتنا؟!..غيداء:في
الحقيقة لا..لكني كنت سأتصل بكما لتحضرا..قطع عليهن حديثهن نغمة هاتف غيداء..أدخلت يدها
في جيب بنطالها وأخرجت هاتفها المحمول..غيداء:آلـو..المتصل:هلا غيداء وينك؟!.. غيداء:بالبيت
يعني وين؟!..المتصل:طيب ابيك تروحين للمستشفى اللي برسل لك اسمه الحين..غيداء:وليش ان
شا الله عسى ماشر؟!..المتصل:لا بس لين كان بيصير لها حادث وجت وحدة وساعدتها وصدمتها
السيارة بدل لين..غيداء بصدمة:ايش!!..وكيفها لين الحين يا أسامة؟!..أسامة(المتصل):بخير..بس
تهاوشت أنا وياها وراحت ورا سيارة الإسعاف ياليت تروحين وراها وتتطمنين عليه عمي وصاني
عليها وكاره أكون أقل من المسؤولية..غيداء:طيب يللا باي بروح لها الحين..أسامة:عجلي..يللا مع
السلامة..أقفلت الخط وقالت:يومي تينا هيا للمشفى..سأخبركن بكل شيءٍ في الطريق..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخذت تمشي بسرعة كبيرة بين ردهات المستشفى ضائعةً لا تعلم أين تذهب وعن من تبحث فهي
لم تدقق في ملامح تلك الفتاة ولم تعلم أن كانت صغيرة أو كبيرة..فكل شيءٍ حدث بسرعة..وبينما
هي تمشي..طراااااخ.."آآآآي خشمي"قالتها وهي تسقط على الأرض من قوة الاصطدام..رفعت
رأسها وصدمت بمن تراه أمامها..مد يده إليها فأمسكت بها بلا تفكير ونهضت وهي تقول مصدومةً من
وجهه وشكله:وش جابك هينا ياعمي عسى ماشر؟!..أجابها بكل أسىً وحزن:لين
الصغيرة..يالين..لين.. لين بصدمة:وش فيها لين وش فيها عسى ماصار لها شي
شين؟!..أجابها بعينين تلمعان تقاومان انهمار الدموع:صـ..صار لها حادث قـ..قبل نص ساعة ودخلوها
غرفة العمليات..أحست بأن كل ماحولها مظلم ولم تعد ترى شيئاً من الصدمة هل يعقل أن لين
الصغيرة..ملاكـي الصغير..هو من أنقذني من الموت!!..هل هي تلك التي حلقت في السماء وارتطم
جسدها بالأرض..هل هي..لـين..لا مستحيل..لين ودموعها بدأت بالإنهمار:عـ..عم الحادث صار
بشارع نيكون!!..رد أبولين عليها بحزن شديد:ايوه.. بس وش دراك؟!..لين سقطت على الأرض
مغشياً عليها فلم تعد تتحمل مزيداً من الصدمات..وآخر ماسمعته هو صوته الذي صرخ باسمها..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شهقت شهقةً عالية عندما سقط الصحن الزجاجي الخاص بابنتها من بين يديها ليتحطم على
الأرض مئات القطع..دخل وقال يطمئنها:ماعليك حبيبتي شر وانكسر..التفتت إلى زوجها وقالت:بسم
الله الرجمن الرحيم حسيت قلبي انقبض فجأة يا بولؤي.. أبولؤي:بسم الله عليك سمي بالرحمن..أم
لؤي:حبيبي وينها لين ماتحس إنهها تأخرت؟!.. أبولؤي:لا ماعليك..ماتأخرت ولاشي تلقينها تتمشى
مع أسامة..أم لؤي:ههههه حبيب القلب..ههههه..ولكن قطع عليهما هذا
الحوار..تررررن..ترررررن..أبولؤي:أنا برد..وخرج من المطبخ ليجيب على الهاتف:آلـو..مرحباً من
معي؟!..مالأمر؟!..ماذا!!..مالذي تقوله..لاحول ولا قوة إلا بالله..حسناً..شكراً لكم شكراً جزيلاً لكم..مع
السلامة..أقفل الخط وصعد إلى غرفته وتبعته زوجته وهي ترى علامات الخوف على وجهه..أم
لؤي:محمد وش فيك صار شي؟!..أبولؤي يخفي خوفه:هااه..لا..لا ولاشي بس واحد من خوياي صار
له حادث وبروح له الحين بالمستشفى..أم لؤي بتأثر:يوووه..الله يقومه بالسلامة يارب..أبولؤي من
كل قلبه:آمـين ادعي له ياقلبي ادعي له..وخرج منها وهي غير مرتاحةٍ لتغير ملامح وجهه..صعد إلى
سيارته الكبيرة من نوع "تاهو" وتوجه بسرعة إلى المشفى وقلبه مقبوض من ذلك الاتصال الذي
تلقاه في المنزل..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلست على الكرسي الذي يقابلها وقالت لها بحب:الحمدلله ع سلامتك خوفتينا عليك..ابتسمت
بتعب وقالت:الله يسلمك ياغيداء؟!..اقتربت صديقتها الهادئة وقبلت خدها وهي تقول:الحمدلله على
سلامتك ياعزيزتي لقد خفنا عليك كثيراً..ردت وهي تستوي في جلستها على السرير
الأبيض:سلمك الله يا يومي..أما الثالثة سقطت في حضنها وهي تبكي بمرارة وتقول:لقد خفت
عليكِ..لقد أصبحت أحاول أن أتخيل حياتي من دونك فلم أستطع..اهئ اهئ..لا أستطيع أن أتخيل
حياتي من دونك يالين اهئ اهئ..لين وهي تضحك على ردود فعل صديقاتها:هههههه والله لو إن
صار لي حادث..ترى كلها طحت وأغمى علي بس..غيداء:حياتي ترجمي كلامك لأنهم مافهموا
ههههه..لين:اسمعنني جيداً..أنا قطة بسبعة أرواح..ولازال الوقت مبكراً لتتخلصن مني..تينا وهي
تمسح دموعها:لاتقولي هذا يا لين..فمن هذا الأحمق الذي يريد أن يتخلص منك..يومي:آآه
صحيح..لين لقد كان السيد ياسر هنا قبل قليل وخرج كي يطمئن على ابنته..لين تذكرت
ماحدث:اووه يا إلهي كيف حالها الآن؟!..غيداء بحزن:باقي بغرفة العمليات ويقولون باقي بدري
عليها..لين وهي تبكي:ياحسرة قلبي عليك يالين..اهئ اهئ ..غيداء:استغفري ربك وش هالكلام
ياليانوه..ادعي لها لأن دموعك مابتفيدها بشي أبد ..لين:الله يقومها بالسلامة ان شا
الله..وفجأة دخل عليهم والخوف بادٍ على وجهه:هااه بنتي لين وش فيها وش صار لها عسى ماشر
..لين وهي تمسح دموعها:بابا!!..هههه وش جابك هينا؟!..أبولؤي:وش جابني يعني؟!..انتي طبعاً..
لين:ههههه حسستوني إني شي مهم ..أبولؤي:غيداء وش فيها لين؟!..غيداء:ولا شي
عمي بس الدكتور يقول أنها طاحت لأنها تلقت صدمة قوية عليها وساعد في طيحتها قلة طاقتها
لأنها ماكلت شي من الصبح..أبولؤي:آآه الحمدلله..بس وش هالصدمة اللي طيحتك وانا
أبوك؟!..أخبرته لين وبلا تردد..أبولؤي بصدمة:اووف.. لاحول ولاقوة إلا بالله..وينه الحين؟!..غيداء:توه
قبل مدة كان هينا يتطمن على لين وراح ينتظر بنته وهي بغرفة العمليات..أبولؤي:الله يقومها
بالسلامة ان شا الله..يللا أنا استأذن بروح له.. وبعدما خرج من الغرفة..يومي:ههههه المعذرة لكن
شكل عمي مضحكاً.. تينا:يومي..ماهذا الكلام..لين:دعيها فقد تعودنا عليها..الجرأة وعدم
الخجل..يومي:ماذا تقصدين؟!..لين:لاشيء أبداً..وأكملن حديثهن وخرجن من الغرفة بعد أن تناولت
لين إفطارها وذهبن لوالد لين الصغيرة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظرت لساعتها البيضاء في معصمها الأيسر وقالت باستغراب وهي تقف أمام باب مكتب
المديرة:ياترى وشو تبي مني؟!..طرقت الباب بهدوء واستأذنت الدخول وأذن لها..دخلت المكتب
الكبير ورأتها تجلس على كرسيها تنظر من خلال نافذتها..ابتسمت مجاملة وقالت:مساء الخير يا
أستاذتي هل طلبتني؟!..أدارت الكرسي وقابلتها بوجهها وقالت:مساء الخير..عقدت حواجبها وقالت
باستغراب:عذراً يا آنسة..لكن أين هي المديرة؟!..نهضت من الكرسي وقالت بابتسامة
مخيفة:المديرة أعطتني مكانها لمدةٍ قصيرة يا..هلا أخبرتني ما اسمك؟!..ابتسمت بخوف وقالت:أ..أنا
اسمي لانا..وقفت أمامها وقالت:اسمي يوكو..سررت بلقائك يالانا..سكتت لانا وهي تنتظر أن تكمل
كلامها.. أكملت يوكو كلامها قائلة:إن المعلمين هنا وكذلك المعلمات..يطرون عليك ويمتدحونك
ويمتدحون أمانتك..لانا:هذا لطفٌ منهم..لكن إلى ماذا تريدين أن تصلي بالضبط؟!..يوكو وهي تحمل
حقيبةً سوداء من تحت المكتب:أريد أن أطلب منك خدمةً صغيرة..لانا:تـ..تفضلي..يوكو:أريدك أن
تأخذي هذه الحقيبة إلى هذا العنوان..وأريد منك أن تتكتمي وأن لا تخبري به أحداً
أبداً..لانا:ا..المعذرة ياسيدتي لكني لن أحمل حقيبةً لا أعرف ماذا بها..يوكو:اووووه كم أنا غبية..إن
هذه الحقيبة لاتحوي غير الملابس..ويمكنك أن تتأكدي بنفسك..لانا وبلا تأخر فتحت
الحقيبة..ووجدتها لاتحمل غير الملابس..ابتسمت ليوكو وقالت:أنا آسفة لكن لابد أن أفعل
هذا..يوكو:لابأس هذا من حقك..والآن هل أستطيع أن أعتمد عليك؟!..لانا:بالتأكيد..لكن سأتصل
بأمي وأخبرها بأني سأتأخر..أجرت لانا مكالمتها بوالدتها وفي هذه الأثناء قامت يوكو بتبديل الحقيبة
بسرعة..وعندما انهت لانا المكالمة..تناولت الحقيبة وقالت:إلى اللقاء ياسيدتي.. يوكو:أشكرك
حقاً..لانا على اللقاء..وعندما خرجت لانا من الغرفة:اووف وش هالبلشة..مشكلتي مقدر أقول لا لأي
أحد..والله حالة الحين لازم أوصل هالزفت لهالعنوان اوووف..وخرجت لانا من المدرسة متجهةً للعنوان
وهي لاتعلم بأن الحقيبة قد بدلت وهي لاتعلم بماينتظرها من مصائب..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذهبن إلى قسم العمليات تحديداً الغرفة التي يجرون فيها العملية للطفلة الصغيرة..ورأوهما جالسين
على كراسي الإنتظار مقابل غرفة العمليات..اقتربت من والدها والذي معه وقالت:باقي ماطلعت
لين؟!..نظر إليها وقال:الحمدلله ع سلامتك يا لين..لين بخجل:الله يسلمك..عم ياسر كيفها لين
الحين؟!..أبولين(ياسر):آآه الله كريم..هي باقي بغرفة العمليات..وكلها كم ساعة وتطلع..لين:أ..أنا
آسفة عمي..لو إني انتبـ.. أبولين:لاتقولين كيذا..هي كانت أمنيتها تشوي لك خدمة كبيرة
ماتنسينها لها أبداً..وبإبتسامة:وهذي هي حققت هالأمنية..وان شا الله تقوم بالسلامة وتمنها
عليك.. لين:عمي والله لو صار لها شي مابسامح نفسي..أبولين بغضب:وش هالكلام يا لين!!.. والله
لوعدتيه إن تزعلين..أبولؤي:ياجماعة الخير فهمونا وش السالفة..والله كأني أطرش
بالزفة..>>السالفة ومافيها كانت بنتك المصون قاطعة الشارع ومانتبهت للسيارة اللي ماغطة
الطبلون..وبتصدمها..انتبهت لها لين الصغيرة وأبعدتها عن السيارة وصدمتها بدال بنتك
لين<<..أبولؤي بصدمة:وشو!!..وش قاعد تقول يا أسامة!!.. أسامة:اللي سمعته
ياعمي..أبولؤي:وانتي وش عميا ماتنتبهين للسيارات!!..أبولين:ماصار إلا كل خير ياجماعة..لين
الكبيرة بخير والحمدلله..والصغيرة قال لي الدكتور ان شا الله بس تطلع من غرفة العمليات ترجع مثل
قبل وأحسن بعد..أبولؤي:والله مدري وين أودي وجهي منك يابولين..أبولين:وش هالكلام..احنا أخوان
ومابينا هالخرابيط..أبولؤي:حسابك بالبيت يالرفلا..أبولين:ههههه وش ذا الكلام..يا محمد!!..والله لو
أدري إنكم زعلتوا ليونتي بكلمة..أوريكم شغلكم..لين:يبه أنا بقعد هينا عند لين لين ماتطلع من
غرفة العمليات.. غيداء:وأنا بعد بقعد..أبولين:أقول..والله ماتقعد منكم ولا وحدة..البنت ان شا الله
مافيها إلا العافية..وانتوا وراكم مدارس روحوا..ومن بكرة الصباح تعالوا..أبولؤي:وهو صادق ياسر..الحين
نرجع البيت وبكرة نجي..لين:بس يبه..أبولؤي:بلا بسبسة بلا هم يللا قدامي..لين بانصياع ان شا
الله..مع السلامة عمي ياسر..وخرجوا من المستشفى.. يومي:لين غيداء..سوف نتقابل غداً في
المدرسة..فقد تأخرنا على والدي..غيداء:لا بأس..إلى اللقاء..يومي وتينا:إلى اللقاء..وعادوا جميعاً
إلى منازلهم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقفلت الخط من إحدى زميلاتها التي أخبرتها بطريقٍ مختصرةٍ لحي الزهور..بدل تلك الطريق
الطويلة..لقد كانت الطريق المختصرة..عبارة عن زقاق ضيق..خالٍ من الناس فلا أحد يمر منه..نظرت
إلى ورقة العنوان الذي سوف توصل له الحقيبة فوجدت انه قريب..لكنها حالما رأت الزقاق الطويــل
عادت لها ذكرياتها المخيفة والمؤلمة..التي غيرت مجرى حياتها رأساً على عقب..وقلبتها من نعيمٍ
إلى جحيم.. أغمضت عينيها بقوة وخوف.. وابتلعت ريقها بصعوبة وهي تعبر ذلك الزقاق الضيق وتقول
في نفسها:"والله ورطة.. آخر مرة أوصل شي لأي أحد..يارب ارحمني..يارب لاتكرر علي اللي صار
لي قبل يومين ياااارب..وفجأةً سمعت صوتاً غاضباً مكتوماً يكلمها:لماذا تأخرتي أيتها المخادعة
هاااه..التفتت إليه وهي تحس بإن الدم لم يعد يجري في شرايينها وتحس بإن قلبها لم يعد ينبض
بل توقف من الخوف..فقد كان شابًّا يرتدي ملابس سوداء..ويرتدي "لثمة" وقفازاتٍ سوداء وهذا
ماجعل صوته مكتوماً وبعيداً..ولايظهر منه أي شيءٍ غير عينيه الواسعتين السوداوين
الحادتين..وبأهداب طويلة وكثيفة..كان ينظر إليها نظرةً حادة ومستغربة ثم قال وهو يتقدم
إليها:يوكو؟!..ارتجفت كل عظمةٍ في جسدها عندما تكلم وقالت وهي تحاول أن تخفي خوفها:لا مو
يوكو..والحين تقدر تبعد من طريقي..ابتعد عنها فوراً..ولم تكمل عدة خطوات مبتعدة عنه..حتى
أمسك بذراعها..وهو لايزال يتكلم بهاتفه..وهنا لم ترتجف عظامها وحسب بل رقصت من شدة الخوف
وقلبها يخفق بقوةٍ حتى أنا أحست أنه سيخرج من بين أضلاعها..بدأت تتنفس بصعوبة..وبدأت يداها
تتعرقان..التفتت إليه لترى ملامح وجهه..فرأته يفقل الخط ويسحبها ليجعلها تقف أمامه..
..انتـــــــــهى البـــارت الثـالــث..
ردودكــــم