قال الإمام ابن القيم عليه رحمة الله :
(إن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ، ولو كانت
من فاجر أو ظالم ، بل من كافر ، فإن الله تعالى يدفع بها عنه
أنواعاً من البلاء ، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم ،
وأهل الأرض كلهم مقرونبه لأنهم جربوه ) (الوابل الصيّب)
الصدقة هي العطاء للآخر بشتى طرقه، العطاء من المال،
والعطاء من الوقت، وحسن الاستماع، العطاء من التوجيه والتربية،
العطاء من الابتسام والحنان، العطاء من إماطة الأذى عن طريق الناس
أينما كان هذا الأذى؛ العطاء بمعناه الواسع الشامل وكل هذا العطاء صدقة.
والصدقة الخفية، لا يعلم بها إلا الله عز وجل، حتى
تكون الصدقة علاجا نفسيا لمن ينالها، لا تخدش كرامته، أو
تثير الشعور بالصغر والنقص لديه، ولكنها تصبح معينة له
على سد حاجة من حاجاته أعطيت له دون أن يدري بها أحد
إلا الله، وبذلك يحب الناس بعضهم ببعض ويرتبط المجتمع
برباط الحب والتعاطف، ويتبدل شعور الحسد والحقد إلى الحب والاحترام
الصدقة دليل على صدق الإيمان، لأن الإيمان حينما يتمكن
من النفس البشريّة يسمو بالنفس و يعلو بها،
وبهذا يكون المجتمع المسلم مجتمع التكافل والرحمة
والتلاحم والروابط الإنسانية يسود العدل والإحسان والتكامل
وتشد أفراده روابط الأخوة وتشابك المصالح.