شاهدتُ يوماً زهرتي
ذاتِ الفتونِ
وحالَها
مُتغيرا
وسط الحديقةِ
أصبحت
ذبلانة
وتقهقرت نحو
الورا
بحنانها ترنو إلى قلبي
ولكن
لا ترى
قد هدّها الحزنُ القبيحُ
بشدّة
وأحالها غصناً عقيماً
أشقرا
فسألتُ نفسي
حائراً
متفكّراً
ماذا دهى
تلك الجميلةَ
يا تُرى؟
***
وسألتها:
يا زهرتي
ماذا جرى؟
ماذا أشاهدُ يا حياتي
وما أرى؟
ماذا دعا هذا الجمالَ
إلى التقهقرِ
للورا؟
أو لم تكوني زهرةً
بالأمس
فاتنةَ الثرى؟
أو لم يكُ
ذاكَ الجمالَ
بحسنهِ
مستأثرا؟
قد كنتِ قبل اليوم
عهداً
مُزهرا
وأريجُك الفوَّاحُ
يُذكي
في الحديقةِ
عنبرا
ماذا دعاكِ إلى التراجعِ
للورا؟
***
قالت: نعم يا فاتني
قد مسَّني
همٌّ غريبٌ
واعترى
واحتلّني خوفٌ
شديدٌ
من حديثٍ
وانبرى
قالوا: بأنّك
قد جعلتَ
فؤادكَ
لعيون غيري
مَعبرا
وجعلتَ ودّاً
دامَ أعواماً
يُباعُ
ويُشترى
من حينها
ودّعت أحلامي
وما ذِقتُ
الكرى
وغدت حياتي
مثل ليلٍ مُظلمٍ
وغدت رياحاً
صرصرا
***
فأجبتها:
يا زهرتي
ما زال قلبي
في رِحابِكِ
أخضرا
إنّي على العهدِ
القديمِ
وما انتكستُ إلى
الورا
والحبُّ في قلبي
عهودٌ
لا تُباعُ
وتشترى
ولسوفَ نحيى
في اليقينِ
بحُبِّنا
والعمرُ يُضحي
ضاحكاً
مُستبشرا
ونذوقُ شهداً
من حلاهُ
وسُكَّرا
فلتطمئني يا حياتي
لم أكُ
في أيِّ يومٍ
مُنكرا
وتأكّدي
أنّ الذي قد جاءكِ
ما كان إلاّ
بعضُ إفكٍ
مُفترى