وضعت السعودية الأحد إيران في مأزق اقتصادي بعد أيام قليلة من حصارها خلال قمة التعاون الإسلامي التي عُقدت في إسطنبول، بعدما اشترطت من الدوحة انضمام طهران إلى اتفاق تجميد إنتاج النفط حتى يتم إقراره.
ووضعت السعودية بهذه السياسة منتجي النفط أمام حتمية الضغط على إيران من أجل الانضمام إلى اتفاق تثبيت الإنتاج عند مستويات شهر يناير الماضي، أو التسليم بمعاودة متوسط الأسعار، التي استقرت الأحد عند حاجز 43 دولارا للبرميل، الهبوط مرة أخرى، وهو ما سيمثل ضغطا هائلا على ميزانيات عدة دول أعضاء في منظمة أوبك وخارجها.
وفي وقت سابق أصرت الرياض على استبعاد إيران لأن طهران رفضت تثبيت الإنتاج سعيا إلى استعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها في يناير.
وفي ظل العقبات التي تعترض الاتفاق التقى وزراء النفط مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي لعب دورا محوريا في الترويج لتثبيت الإنتاج في الأشهر الأخيرة.
لكن مسودة الاتفاق التي اطلعت عليها وكالة أنباء رويترز بعد ذلك لم تتضمن أيا من النقاط الملزمة التي وردت في مسودة سابقة.
وجاء في المسودة الجديدة أنه ينبغي على المنتجين من داخل وخارج أوبك الاتفاق على تجميد الإنتاج عند “مستوى متفق عليه” طالما أن جميع الدول الأعضاء في أوبك وكبار المصدرين شاركوا في الاتفاق.
وتشعر السعودية، على عكس إيران والكثير من الدول المجتمعة في الدوحة، بقدرتها على المناورة، إذ تتمتع بقدرات تمكنها من أرجحة الأسعار في الوقت الحالي، وفرض واقع جديد للإنتاج في المستقبل.
وقال ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوكالة بلومبيرغ “لا أعتقد أننا يجب أن نزيد الإنتاج، لكننا نستطيع فعل ذلك”.
المشكلة هي التوصل إلى اتفاق يستثني إيران ويرضي السعودية ولا يزعج روسيا وعدم التوصل إلى اتفاق عالمي لتثبيت الإنتاج هو رسالة موجهة إلى إيران وروسيا ومنتجي النفط الصخري في أميركا الشمالية مضمونها أنه بإمكان السعودية إغراق السوق بشكل لا مثيل له.
وقال الأمير محمد “نستطيع أن ننتج 20 مليون برميل من النفط يوميا لو قمنا بالاستثمار في قدراتنا الإنتاجية، لكننا لا نستطيع إنتاج أكثر من ذلك”.
وأكد قبيل عقد الاجتماع أن السعودية ستوافق على وقف الإنتاج عند حاجز إنتاج شهر يناير “لو انضمت دول أخرى، من بينها إيران”.
وقال نائب وزير النفط الإيراني السبت إن بلاده، التي تسعى إلى العودة إلى مستويات الإنتاج قبل فرض عقوبات اقتصادية عليها بسبب برنامجها النووي، “لم تر أي حاجة” لحضور محادثات الدوحة.
وقال مصدر كبير في صناعة النفط “المشكلة الآن هي التوصل إلى اتفاق يستثني إيران ويرضي السعودية ولا يزعج روسيا”.
وقال مسؤول في إحدى الدول الخليجية الأعضاء في منظمة أوبك “رغم تصريحات ولي ولي العهد السعودي، بأن السعوديين لو كانوا لا ينوون الاتفاق على شيء، فلماذا أتوا إلى الدوحة اليوم؟ لماذا نجتمع كلنا هنا؟”.
وأضاف “إعادة التوازن تحدث بالفعل. ما تحتاجه السوق الآن هو أن يصافح المنتجون بعضهم البعض ويقولون إنهم يتعاونون معا، وإنهم توصلوا إلى خطة لتجميد الإنتاج”.