تواصل أسعار النفط التذبذبات التي بدأتها هذا العام، حيث ارتفعت في الآونة الأخيرة وسط ترقب لجهود خفض وفرة الإمدادات العالمية، ولكن سرعان ما تراجعت مجدداً أدنى 40 دولارا للبرميل.
– تترقب الأسواق هذا الشهر الاجتماع الهام في العاصمة القطرية “الدوحة” بين منتجين رئيسين لدى “أوبك” وأعضاء من خارج المنظمة لبحث مقترح تجميد الإنتاج.
– قال ولي ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” إن السعودية لن توافق على تجميد الإنتاج إلا بمشاركة إيرانية، وهو أمر رفضته طهران معلنةً مواصلة الإنتاج للعودة إلى مستويات ما قبل العقوبات الدولية.
– يرى خبراء أن عدم خروج نتائج إيجابية من هذا الاجتماع سوف يكون أسوأ على أسعار النفط من عدم عقده منذ البداية، إلا أن هناك جهودا للتوصل إلى حل وسط حتى دون مشاركة إيران.
– رغم أن ثمة اتفاق محتمل من اجتماع الدوحة من شأنه أن يدعم أسعار النفط، فإن التعافي المستدام لا يزال في حاجة لخفض الإنتاج لتقليص تخمة المعروض بالتزامن مع زيادة الطلب لتحقيق التوازن في السوق.
2- المعروض الأمريكي
– نسب بعض المسؤولية عن تخمة المعروض إلى النفط الصخري الأمريكي مما أسفر عن هبوط الأسعار منذ منتصف 2014، ولكن الإنتاج المحلي بدأ في التراجع مؤخراً حتى مع انتعاش الإنتاج في خليج المكسيك.
– بين 2008 وأبريل/نيسان 2015، تضاعف إنتاج الخام في أمريكا تقريباً من 5 ملايين برميل يومياً إلى 9.7 مليون برميل، وفي الاثني عشر شهراً الأخيرة، تراجع 5% على الأقل حتى بلغ 9.2 مليون برميل في يناير/كانون الثاني.
– يتوقع الـ25 منتجاً رئيساً للنفط والغاز في أمريكا مزيداً من التراجع في الإنتاج بنسبة 4% هذا العام، وبحلول 2017 سيبلغ متوسط المعروض 8.2 مليون برميل يومياً، وبالتالي تتلاشى تخمة المعروض.
– رغم التوقعات بتراجع الإنتاج الأمريكي نصف مليون برميل يومياً هذا العام، هناك تكهنات أخرى بمزيد من الانخفاض في المعروض خلال النصف الثاني من 2016.
3- صناديق التحوط
– تتبعت صناديق التحوط تحركات أسعار النفط منذ بداية 2016 حتى الآن بعد مضارباتها ضد الأسعار بداية يناير/كانون الثاني عندما تراجعت أدنى 30 دولارا للمرة الأولى في 13 عاماً.
– مع تزايد الحديث عن تجميد الإنتاج، بدأت الصناديق تتوقع ارتفاع الأسعار وتواصل التعافي، وبنهاية مارس/آذار، أصبحت المضاربة على الشراء.
– بعد ارتفاع الأسعار أعلى 40 دولارا، ربما تعود المضاربة مع الأسعار مجدداً نحو الارتفاع، ومع ذلك لا تعد صناديق التحوط هي المحرك الرئيسي لأسعار النفط.
4- الإنتاج
– ربما يتسبب انخفاض الأسعار في زيادة المخاطر على الإنتاج وانقطاع الإمدادات كما حدث في العراق ونيجيريا، كما وقعت انفجارات في منشآت نفطية مما دفع المسؤولين عنها لإعلان القوة القاهرة.
– قبيل اجتماع الدوحة، يبدو أن العديد من الدول تحاول زيادة الإنتاج، وبلغ إنتاج روسيا 10.9 مليون برميل يومياً الشهر الماضي كما تزيد عدة دول عربية ضخ إمداداتها.
5- الطلب العالمي
– يمثل الطلب على الخام هذا العام الورقة الرابحة في تحركات الأسعار رغم تباين التكهنات بشأنه، وتسببت المخاوف بشأن تباطؤ النمو في الصين في ضعف التوقعات إزاء الطلب من ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
– تسبب دفء الطقس في الشتاء الماضي في ضعف الطلب على وقود التدفئة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، لتتزايد التكهنات بشأن انخفاض الطلب هذا العام.
– لا تزال وكالة الطاقة الدولية ترى نمواً في الطلب بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً في 2016 أعلى من متوسط الخمس سنوات الماضية، ولكن محللين يتوقعون توازناً في الأسواق بنهاية العام الجاري أو في 2017.