كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، عن ارسال مصر بطلب إلى السلطات الإيطالية، رسميًا بتأجيل اجتماع الغد، لإعلان ملابسات مقتل الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني.
وبحسب الصحيفة، فإن مصر طالبت بتأجيل، زيارة الوفد الرسمي بضعة أيام لحين الانتهاء من جمع كافة الأدلة المتعلقة بالتحقيقات حول مقتل ريجيني.
ولعل هذا الطلب لايفسر إلا شيئا واحد إلا وهو تورط أجهزة الدولة المصرية في مقتل ريجيني ولايوجد لديها ما تقدمه خلال الاجتماع الذي كان من المقرر انعقاده غدا، وما يؤكد ذلك هو ماقات بنشره الإعلامية حنان البدري، مدير مكتب روزاليوسف بواشنطن، عبر حسابها على شبكة التواصل الاجتماعي والتي قالت في تدوينتها : “عاجل.. حان وقت الحقيقة.. أرجو أن يكون الوفد المصرى الذى يستعد للذهاب لإيطاليا بخصوص قضية رجينى مستعدًا لقول الحقيقة كاملة، وكذلك للمفاجأة التى تنتظرهم هناك.
وأضافت: “الإيطاليون تمكنوا من الحصول على أدلة بالصوت والصورة، ليس فقط لـ”شهود القهوة”، بل تسجيلات لمكالمات بين رجال الشرطة فى منطقة بعينها، عن طريق طرف ثالث- مضيفة “بلدنا بطنها مفتوحة”.
وتابعت: “وتوصلوا لاسم الجانى وتاريخه بما فى ذلك حكم على الفاعل الرئيسى بالسجن سنة مع وقف التنفيذ، فى قضايا تعذيب وقتل سابقة، الإيطاليون لديهم إثباتات أخرى بخصوص البطاقات التى قالت الداخلية إنها ضبطت مع القتلى الخمسة بحادثة الميكروباص، والإيطاليون وصلوا للشركة المصنعة لبطاقات الشرطة واكتشفوا أن البطاقات بحوزة قتلى ميكروباص القاهرة الجديدة غير مزورة، أعتقد أنه لا مناص من قول الحقيقة لأن الخيار الآن، أصبح بين التضحية بالجناة، أو قطع العلاقات مع إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبى، وهذه ليست قضية للتعامل معها بخفة.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد”.
مضمون تدوينة البدري يتفق مع ما ألمحت إليه في نفس السياق، الإعلامية لميس الحديدي، بقولها : “هناك تلميحات بسحب السفير الإيطالي من مصر وإنهاء العلاقات المصرية والإيطالية، ونحن نتكلم هنا عن دولة صديقة، وهم يدافعون عن حق مواطن لديهم.. هنا في مصر نعتبر مقتل مواطن عادي.. لكن في إيطاليا الأمور مختلفة”.
وألمحت “الحديدي” إلى أن مقتل ريجيني نتاج لصراع بين الأجهزة قائلة: “سأقول كلامي بشكل دقيق ومهذب قدر المستطاع حتى لا أتفوه بكلام ليس من المستحسن قوله، لكني أقول: الصراع بين الأجهزة وبين المؤسسات لا يجب أن يكون على جثة هذا البلد.. هذا البلد يجب أن يكون له هدف واحد وهو التنمية والحقيقة وحقوق الإنسان للمواطن المصري والأجنبي والقانون.. وهذا يجب أن يكون توجيهًا يأتي من أعلى، وأن تكون هذه رسالة بين كل “الأجهزة”.. ولو كان هناك مَن أخطأ فيجب أن يُحاسب.
المتهم الحقيقى
وبدورها أكدت صحيفة “أي جي أي” الإيطالية، تورط أجهزة الأمن المصرية في حادث مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي عثر على جثته في طريق سريع قرب القاهرة في فبراير 2016
. ووجهت الصحيفة الإيطالية، فى تقرير لها، اتهامات لضابط مصري يدعى خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وزعمت أنه هو المشتبه به الأول حتى الآن في قتل الطالب الإيطالي، لعدة أسباب على رأسها أنه سبقت إدانته في قضية تعذيب، وكونه أول من أعلن أن سبب وفاة الشاب الإيطالي حادث سير، نافياً الشبهة الجنائية عن الواقعة، والذي تبين فيما بعد أن كلامه غير صحيح.
و في نفس السياق،قالت صحيفة “ديلي نيوز إيجبت” المصرية الناطقة باللغة الإنجليزية، إن الاشتباه في الضابط المصري، كان سبباً في تأجيل مصر لأجل غير مسمى زيارة كان سيقوم بها فريقٌ من المحققين إلى روما لمناقشة التحقيقات حول مقتل ريجيني.
وكانت مصادر قضائية وأمنية قالت، مساء الاثنين ، إن مصر أرجأت إلى أجل غير مسمّى زيارةً كان سيقوم بها فريق من المحققين المصريين إلى روما لمناقشة التحقيقات وكان مقرراً وصول الوفد المصري لروما اليوم 5 أبريل لكن الزيارة أُرجئت لأجل غير مسمى. ولم تذكر المصادر القضائية والأمنية سبب تأجيل الزيارة، بحسب وكالة رويترز.
و نقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن رافاييل ماركيتي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لويس الإيطالية، قوله: “إن تأجيل القاهرة اجتماع روما جراء اختلافات وصراعات المؤسسة المصرية، مرجحا أن السيناريو الأقرب احتمالا، أن مصر ستورط ضابطا ذات رتبة متوسطة فى مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى”.
وكشفت الصحيفة البريطانية أسبابًا أخرى وراء تأجيل مصر اجتماعا في روما يفترض أن يتخلله تسليم أدلة تتعلق بواقعة تعذيب وقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.
وأوضحت الصحيفة أن الاجتماع شديد الترقب كان مقررًا له اليوم الثلاثاء لكنه أجل إلى وقت لاحق هذا الأسبوع، ويمكن أن يفسر ذلك بالتصدعات، لكنها قد تكون علامة جيدة، ورغم أننا لم نتوصل بعد إلى حل للقضية لكن على الأقل الأمور تتحرك. وأكد ماركينى أنه ليس من المرجح أن تقطع إيطاليا علاقاتها الدبلوماسية مع مصر بسبب القضية، ليس فقط بسبب المصالح التجارية والاقتصادية المشتركة، لا سيما التي تتعلق بشركة أيني النفطية العملاقة، ولكن لأن مصر حليف مهم فيما يخص مصالح روما في ليبيا.
وواصل قائلاً: “تحتاج إيطاليا أن تحدد مصر جانيا حقيقيا في القضية، ويمثل أمام المحكمة”.
وأردف: “إذا كان الأمر يرتبط بمؤسسات مصرية لا يتوقع بالطبع أن تتهم الحكومة الإيطالية مسؤولين بارزين قريبين من السيسي، إذ أن ذلك من شأنه إضعاف حليف هام”.
ومضى يقول: “بالطبع لن ترسل وفدا إذا لم يكن هنالك إجماع في وطنك”. وكان الوفد المصري، بحسب الصحيفة، يستهدف تقديم أدلة معينة طلبها محققون إيطاليون قبل أسابيع، تتضمن سجلات هاتفه الخلوي والتي قد تساعد على تحديد مكان ريجيني عند اختفائه، وإلى أين تم اقتياده. ورأى ماركيتي أن قتل ريجيني قد يتم تقديمه على أنه “حادث فردي منعزل” ارتكبه ضابط لديه أجندة مختلفة أو صاحب سلوكيات خاطئة. في إيطاليا، والكلام للصحيفة، هنالك حالة من الإدارك المتزايد أن شروخا مع مصر بدأت في الظهور تتعلق بكيفية تعامل حكومة الرئيس السيسي مع التحقيقات المرتبطة بجريمة القتل.
وأشارت الصحيفة إلى إن وزير خارجية إيطاليا باولو جينتيلوني سوف يحدد موقف حكومته في بيان يلقيه أمام البرلمان اليوم الثلاثاء.