قررت المملكة العربية السعودية حظر أجوائها ومطاراتها على شركة ماهان للطيران المدني، التابعة للحرس الثوري الإيراني، حسب قرار اتخذته الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية، اليوم الاثنين، ويقضي بإيقاف التصاريح الممنوحة لشركة طيران ماهان إير الإيرانية بشكل نهائي، ومنع طائراتها من الهبوط في مطارات المملكة أو عبور أجوائها. وذكرت هيئة الطيران المدني في بيانها أنه "من خلال متابعة أداء شركات النقل الجوي الأجنبية العاملة في المملكة تم رصد عدد من التجاوزات النظامية المخالفة للأنظمة والقوانين الوطنية ذات الصلة ببرنامج السلامة للطائرات الدولية المشغلة للمملكة على شركة ماهان إير الإيرانية، مما استدعى إيقاف التصاريح الممنوحة للشركة". وذكرت الهيئة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني أن هذا القرار يأتي في إطار حرص الهيئة على سلامة المسافرين والحفاظ على أرواحهم، واستناداً إلى المادة 163 من نظام الطيران المدني بالمملكة العربية السعودية المتعلقة بالجزاءات ضد الشركات المخالفة، والتي تنص على تعليق التصاريح أو التراخيص الصادرة منها لمدة محدودة أو سحبها. وبالإضافة إلى ما جاء في البيان يذكر أن "ماهان إير" تأسست في عام 1992 في محافظة كرمان جنوب إيران كشركة خاصة، إلا أن معظم أسهمها تعود لـ"مؤسسة خيرية" تابعة للحرس الثوري الإيراني تدعى "مولى الموحدين". وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت في أكتوبر 2011 أن "ماهان إير" تتعاون مع فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، كما أكد مسؤولون أميركيون أن خطوط ماهان نقلت ميليشيات إيرانية وأسلحة لفائدة فيلق القدس إلى كل من العراق وسوريا.
طائرة من ماهان في مطار صنعاء
نقل العتاد والعدة لبشار والحوثيين
وتفيد الولايات المتحدة أن ماهان إير تحذف عادة السيرة الذاتية لطواقم طائراتها، الذين يأتون من الحرس الثوري الإيراني، بغية الحفاظ على مهمات موكلة إلى الشركة من قبل الحرس الثوري الإيراني، لاسيما أن كافة العتاد والعدة الإيرانية المقدمة إلى نظام بشار الأسد تتنقل بواسطة "ماهان إير". وبعد انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء أبرموا اتفاقا مع خطوط "ماهان إير" والخطوط الجوية اليمنية، وهو ما منح الحرس الثوري الإيراني جسرا جويا بين طهران وصنعاء. واتهم معارضو الحوثي "الحرس الثوري بتزويد الانقلابيين بما كانوا بحاجة إليه تحت ذريعة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن."
مقاتلات التحالف قصف مدرج مطار صنعاء لمنع هبوط طائرة من ماهان
وبعيد انطلاق "عاصفة الحزم" لدعم الشرعية في اليمن حاول "ماهان إير" التوجه إلى العاصمة اليمنية إلا أن طيران الائتلاف بقيادة السعودية أرغمها على العودة. كما قصف الطيران السعودي لاحقا مدرج مطار صنعاء للحيلولة دون هبوط طائرة تابعة لماهان إير أعلنت إيران أنها تحمل مساعدات إنسانية. وكانت الولايات المتحدة الأميركية فرضت الحظر هي الأخرى على خطوط ماهان إير، بسبب ارتباطها بالحرس الثوري الإيراني، وبالرغم من إبرام الاتفاق النووي مع الغرب وإلغاء معظم العقوبات على طهران فإن الحظر المفروض على شركة ماهان للطيران لا يزال المفعول.
مقاتلة من التحالف تحذر طائرة إيرانية من الهبوط في صنعاء