هل سبق لك أن وقفت عند بوابة قدوم المسافرين في المطار تترقب قدوم حبيب طالت غيبته 00 او صديق ا قريب عزيز؟ وعسى ألا تكون الطائرة المنتظرة
قد تأخرت عن موعدها المحدد فطال بك الانتظار00 وازداد ألمه في أعماقك ؟!
وهل وقفت حائرا مضطربا وأنت تضرب كفا بأخرى هناك عند غرفة العمليات الجراحية في إحدى المستشفيات وأنت تنتظر خروج الطبيب الجراح ليخبرك عن
حال مريضك داخل تلك الغرفة؟! أرجو ألا يصيبك ذلك .
وهل جلست متلهفا وصول إبنك ليعلمك عن نتيجته في شهادته الثانوية أو غيرها؟
امل ألا يكون انتظارك قد طال 00 وعسى الله تعالى ، يحقق لك ما تنتظره وعلى أحسن حال وخير خاتمة .
أجل ..فالانتظار مهما قصرت مدته وقلت مسافته فإنه لحظات مؤلمة ألمها بالغ ومرارته صعبة..
لحظات يأمل المرء ألا تتكرر أبدا .. فكم من مريض ظل يتلوى على فراشه من الألم ويتقلب منتظرا بفارغ الصبر بزوغ فجر ذلك اليوم..
لحظات من مر بها أحس بها وكأنها ساعات بل أيام وشهور.. وفي الحياة اليومية أمثلة من ذلك لاتعد ولا تحصى
ولكن ماذا يفعل المرء تجاه ذلك كله حتى لايضيق صدره بمرارة الانتظار ولايثقل عليه ذلك الحمل؟
جرعة من وصفة هينة لينة لاتكلف صاحبها مالا 00 ولا تتطلب منه جهدا00 يأخذها المرء فتضفي عليه السكينة والطمأنينة بإذن الله تعالى .. هل حاولت ان
تجربها؟ إن فعلت ذلك فسترى النتيجة الفورية : إنه الاستغفار وشيء من الاذكار لخالق الاكوان مدبر الليل والنهار.. تملأ القلب هدوءا 00
وصفة يجدها
المسلم في كتاب الله العزيز
( الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله * ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .
ووصفة ثانية من السنة النبوية المطهرة: ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن ضيق مخرجا... )
اجل ..إن مواجهة المواقف الطارئة الصعبة برباطة جأش وثبات لا تسمح للقلق أن يقضي على صاحبه00 فالمؤمن على يقين بأن الامور بيد مصرف الأمور
ومدبرها سبحانه وتعالى
(إن كل شيء خلقناه بقدر وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )
فاقطع التشاؤم بسيف من التفاؤل واقضي على التردد بشيء
من الحزم والعزم00
ودع جانبا دعاة الإحباط والزم أهل العزائم المتفائلين.
فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس وليكن شعارك دائما
( ومن يتوكل على الله فهو حسبه* إن الله بالغ امره * قد جعل الله لكل شيء قدرا )
ولكن ذلك التوكل يكون صحيحا إذا اقترن بأخذ الاسباب المتاحة والعمل بها 00 ثم يتبعها بقول النبي الكريم:
( واستعن بالله ولا تعجز ولا تقل لو أني فعلت كذا
لكان كذا 00 فإن لو تفتح عمل الشيطان00 ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل )
وهكذا تفتح الثقة بالله تعالى وحسن الظن به افاقا واسعة لدى المسلم فتخفف عنه الام الانتظار وغيرها.
وتذكر قول الامام الشافعي --رحمه الله--:
سهرت عيون ونامت عيون
في شؤون قد تكون أو لاتكون
إن ربا كفاك بالأمس ما كان
سيكفيك في غد ما يكون
واكثر من تكرار عبارة عظيمة علمنا إياها الرسول الكريم:
( لاحول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة 00 او كنز من كنوز العرش )
فلا تقل فيما جرى كيف جرى
كل شيء بقضاء وقدر
وحسبي الله ونعم الوكيل وهو المستعان على كل حال ولا مخرج من الكروب أحد سواه00 سبحانه وتعالى