أوراقٌ شارده ..::.. الورقة الأولى : حياة الكترونيه (.. تتجمد الحياة داخل الحقل الإلكتروني !!..) تبثَّهُ من صور .. وحروف .. وأصوات ..! إغراء قوي لم تستطع أصابعنا البشرية أن تسيطر عليه .. لدرجة إدمان اللعب على أزرار الكيبورد عالمٌ نمعنُ في حكاياه وقصصهِ .. نتألم لبعض الصور الصادرة منه ونذرف الدمعات تلو الدمعات على محطّات الحزن لـ شخصيةٍ قابعةٍ خلف ذلك الجهاز الألكتروني .. لكن .. ماذا عن حكاياتنا .. عن صورنـــا الحقيقية .. عن علاقاتنا الفاترة في محيطنا الخارجي ؟ لمَ لمْ نذرف عليها دمعة حزن واحدة ؟! نسينا طعم الأجواء العائلية .. وأفتقدنا معنى الصداقة المحسوسة .. لمْ نعد نتنفس رائحة الحياة الحقيقية ؟!! ألهذه الدرجة حياتنا صارت الكترونية ...!! فحبـنا الكتروني .. نتقاذفهُ عبر حروف وهمية على ورقة ضوئية لا يصل مداها إلى الواقع إلا ماندر ..! صداقاتنا الكترونية .. وللأسف أغلبها مصالح تتصالح فترة .. وتختلف فترات وسرعان ما تندثر في تلك الحياة الضبابية الواهمة (.. سرابٌ يجعله الطيف ماءاً زلالاً ..) حتى أحاديثنا باتت الكترونية لم يعد يشغلنا شيء سوى التفكير في ذلك العالم الضوئي أقول لها : ما خطبكِ هذا اليوم لمَ أراكِ واجمة ..!! قالت لي : للأسف أشتراكنا فُصِلَ هذا المساء ولمْ أستطع دخول الشبكة ..! قلت لها : أخبريني صديقتي ماذا .. عملت بألأمس .. قالت : كلمت فلانه وفلان .. على الماسنجر .. لمْ يعجبني رد فلان .. ودلع فلانه .. بـ المنتدى !! تابعت هي كلماتها .. بـ تأفف وتثاقل .. قائلة طفشت .. متى يرجع لنا النت ؟؟ ياه .. (حيرة وأسف) ..!! ملامح تعيسة لأنها حرمت من وهمها الزائف ليوم واحد ..!! حيرة وأسف .. أكثر من حيرتها على واقعها ووقتها المهدور والعمر المقبور خلف ضوء الشاشة وعلى نغم ازرار الكيبورد الممسوحة الحروف والأرقام ..! حياة الكترونية .. نمارس عليها جميع علاقاتنا .. ونمارس الحلم من خلالها ... فلان يتمنى أني يحصل على فلانه حبيبة له وفلانة تود أن تسقط فلان في شرك حبها الزائف وآخرون يمارسون لعبة الصياد الماهر والفريسة .. علاقات وهمية متعددة وحروف مذاب معها : الكذب / والغش / والخداع في كأس واحد ليشربهُ ضعيف البصيرة .. قليل الخبرة .. وبعد أن يبدأ التخدير نقول له بكل بساطة ( .. بالهناء والعافية ..) وبلغة أخرى لدى البعض (.. السنارة غمزت .. ) .. والمغفلون ولله الحمد كثر ..! مع وهج الشاشة .. ننسى أدميتنا .. وربما أسماءنا الحقيقية فـ أسماءنا المستعارة طغت على حقائقنا .. لدرجة أننا نسينا ملامح وجوهنا الأصلية.. ولا نتذكر .. تلك الملامح إلا عندما تتراءى أماننا ( صورة نت ) لها البعض من ملامحنا نشيح بنظرنا إلى المرآه .. إطلالة سريعة على ذلك الوجه المنهك ..! نستنكر .. ربما لأن المرايا نفسها نسيت أشكالنا ..!فصورنا ايضاً باتت صور وهمية .. الكترونية ..!! الورقة الثانية : رفوف الكترونيه ..ضجت الرفوف بمئات الأقراص الإلكترونية ..منها مايعملك .. تهكير موقع وإبادة جهاز لـ قريب كان أم غريب .. من باب التسلية .. واللصوصية .. والفضول ومنها مايعلمك .. فن زخرفة النصوص .. وفن التصميم .. وكيفية الرسم على خطوط الضوء بأدوات سحرية تجعل من القبيح جميلاً وتحول الجميل مسخاً ..!أقراص .. وأقراص ... وأقراص .. تعلمك البرمجة .. والنظم الأساسية للجهاز .. ...... الخ .... الخ .... الخ لكن تعلمك تلك الأقراص .. فن التعامل .. فن الأمانة .. فن الإنسانية لمْ تعلمك كيفية تهكير القلوب الطيبة بصدق النوايا والأفعال ..سادت حياتنا معادلة رياضية غريبة ..إنه كلما زاد التقدم في ( س ) زاد التخلف في ( ص ) هل التمدد الحضاري له جلّ الأثر على النفوس ؟ افكارٌ لا تبحث عن حل .. وإنما تبحث عن الأسباب وهل يمكننا الوقوف عليها وعلاجها ؟ جواب صمت يحتاج للتفكير في ( نفوسنا الضالة الورقة الأخيرة : ورقة راجعة ( .. من الشاردة الأولى والشاردة الثانية .. ) هي على نقيض الورقتين الشاردتين أعلاهـ هناك نوع آخر وهو المعتدل الوسطي .. الذي أعتدل في التعامل في كل شيء ومع هذا النوع من التكنولوجيا .. ( فـ بضدها تتميز الأشياء ) فمثل ما تواجدت شريحة أدمنت هذا العالم النتي ليكون هو كامل حياتها هناك من جعل من هذا العالم جزء من حياته وله نسبة الإعتدال ..والإعتدل لا يعني أن هذا الإنسان ***** يعرف من هذا العالم الشيء القليل بالقدر الذي يحتاجه هو من أجل البحث أو الدراسة أو لأي شي آخر ومثل ماوجدت الرفوف الألكترونية الخالية من الكثير من الأخلاق يوجد هناك مايغايرها من ضوئي وغير ضوئي .. ((كآنت حروووف وأورآق أعجبتني لأعتبر أنـــــآ وتعتبرون مثلي ...))