لقدوصلت مستوى المجازفه والمخاطرة ان تجاوزت حدود المعقول في الحياه
فهناك صور من المجازفات والمخاطرات المدمره لحياة الناس الماديه والمعنويه
فانه من العجب حقا ان تلقى هذه المجازفات والمخاطرات رعايه اعلاميه ودعايات تحظى باهتمام واسع بولوج موسوعات جنيس القياسيه
او الحصول على إعجاب الجماهير وانتشار الصيت
وكم هم ضحايا تلك التطلعات الذين لقوا حتفهم في سبيل الوصول اليها وحيل بينهم وبين ما يشتهون بعد ان ضربوا صور من الطيش اللامسؤول لمركباتهم بسرعة قاتله او التلاعب والتفنن بطرق تؤدي الى التهلكه
ناهيكم عن المغامره باموال المسلمين وحقوقهم
فكم من مغامر أخذ أموال الناس متهورٍ في استثمارها فيما ليس من تخصصه او قدرته
أغرى من خلاله من وثقوا به بمكاسب تسيل لها جيوب الباحثين عن الثراء السريع
فطاشت اموالهم بطيش عقله وتهور ذمته
فان المجازفه بالشيء عن جهل
هو كالعلم به
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
مَنْ أخذَ أموالَ الناسِ يُريدُ أداءَها ، أدَّى اللهُ عنْهُ ، و مَنْ أخذها يريدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللهُ
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر:صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5980
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ان من أسوأ المجتمعات ان تكون الاسره اسيرة التعلق بالمظاهر والتلبس بغير لبوسها فتغامر بتصنع بعض العاداة السيئه التي تعود عليها بالتكلفه الماليه العاليه والأعباء الحقوقيه لأجل ان يقال عنهم كذا وكذا
فكم هي مجازفات الولائم والبذخ وكم هم الذين يقعون ضحايا لتلكم التصرفات التي ضرت ولم تنفع فركبت غير مركبها واتكأت على غير متكئها
فكان من عواقبها الديون والطلاق والخلافات الاسريه فضلا عن اثم الاسراف
والتبذير والبطر
قال تعالى :
{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء
وان من أقبح صور المجازفات ما كان منها متعلق بكرامة الآخرين وحقوقهم من خلال الاسترسال بسوء الظن اتجاههم او الدخول في النيات التي لايعلمها الا خالقها فيلقون التهم تجاههم جزافا
دون بينة ولا إقامة حجه
وان هذا الاسترسال كفيل بصاحبه بالزج به في الغلو ليقع في فخ التطرف والتكفير بمجازفة تعميه عن الوصول للحقيقه
في حين لو سألة احدهم عن عدة المطلقه او زكاة سبعين من الإبل او عشر من البقر لم يعطيك جوابا
بل وأعجب من ذلكم ان يجازف بالتكفير من لا يعرف شروط الدخول في الاسلام
فكيف يعرض المجازف نفسه لتكذيب نفسه لانه ان لم يقع التكفير موقعه عاد على صاحبه
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
أيُّما رجُلٍ قالَ لأخيهِ : يا كافرُ ، فقد باءَ بِها أحدُهُما
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر:صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6104
خلاصة حكم المحدث: [صحيح
ان الرفق ماكان في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه واسالوا الثبات والعفو والعافيه
اعلموا ان الاسلام حين منع التهور والمجازفه حتى لا ينهار المجتمع
فانه عندما منع المجازفه سمح بالعزم
فإذا ذم العجله في امور كثيره فانه حض عليها في بعض الأمور فالعاقل هو الذي يسطيع التقرير
فإن الحزم والعزم يعنيان الشده والقسوه والحقيقه انها تعني إعطاء كل ذي حق حقه
اللهم اهدنا الى اصلح الاعمال والاقوال لا يهدي اليها الا انت
وجنبنا اسوء الاعمال والاقوال لا يجنبنا إياها الا انت