أما معناه فهذا شرحه في عون المعبود في شرح سنن ابي داود لمحمد شمس الحق العظيم آبادي:
( يوشك المسلمون أن يحاصروا ) : على بناء المجهول أي يحبسوا ويضطروا ويلتجئوا ( إلى المدينة ) أي مدينة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لمحاصرة العدو إياهم أو يفر المسلمون من الكفار ويجتمعون بين المدينة . ( وسلاح ) وهو موضع قريب من خيبر أو بعضهم دخلوا في حصن المدينة وبعضهم ثبتوا حواليها احتراسا عليها قاله القاري .
وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي : الظاهر أن هذا إخبار عن حال المسلمين زمن الدجال حين يأرز الإسلام إلى المدينة المطهرة أو يكون هذا في زمان آخر ( أبعد مسالحهم ) : بفتح الميم جمع مسلحة وأصله موضع السلاح ثم استعمل للثغر وهو المراد هاهنا أي أبعد ثغورهم هذا الموضع القريب من خيبر القريب من المدينة على عدة مراحل ، وقد يستعمل لقوم يحفظون الثغور من العدو .
قال ابن الأثير في النهاية : المسالح جمع المسلح والمسلحة القوم الذين يحفظون الثغور من العدو ، وسموا مسلحة لأنهم يكونون ذوي سلاح أو لأنهم يسكنون المسلحة وهي كالثغر والمرقب يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم على غفلة فإذا رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهبوا له انتهى . وفي المصباح المنير : الثغر من البلاد الموضع الذي يخاف منه هجوم العدو فهو كالثلمة في الحائط يخاف هجوم السارق منها ، والجمع ثغور مثل فلس وفلوس . ( سلاح ) : بفتح السين . قال في المرقاة : وقد ضبط برفعه مضموما على أنه اسم مؤخر والخبر قوله أبعد ، وفي نسخة برفعه منونا وفي أخرى بكسر الحاء . ففي القاموس : سلاح كسحاب وقطام موضع أسفل خيبر .
وقال ابن الملك سلاح هو منون في نسخة ومبني على الكسر في أخرى ، وقيل مبني على الكسر في الحجاز غير منصرف في بني تميم . والمعنى أبعد ثغورهم هذا الموضع القريب من خيبر وهذا يدل على كمال التضييق عليهم وإحاطة الكفار حواليهم قاله القاري . قال المزي : حديث جرير بن حازم الأزدي البصري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أخرجه أبو داود في الفتن عن ابن وهب عن جرير انتهى