كلامي لا يشمل جميع اللبنانيين بطبيعة الحال! وربما كتبت هذه المقالة وأنا أشعر بالخجل من نديم قطيش وأمثاله.فاعذرني يا نديم..ويا بعض الأنساب والأحباب.
من حقنا أن نتساءل ماذا قدم لنا اللبنانيون وماذا قدمنا لهم وما إسهامات اللبنانيين في بناء دولنا وما إسهاماتنا في بناء دولتهم؟!
في البداية لا بد من الاعتراف بــ(شطارة) اللبناني في امتصاص (الدراهم) إلى جيبه بطريقة احترافية..إنه يصنع الأزمة ويضع الحل..وما بين الأزمة والحل تكمن فائدته..ولهذا فإنني مقتنع تماماً بأن اللبناني وسيط ذكي..لكنه لا يتقن أكثر من ذلك.
إذاً..لو غادر جميع اللبنانيين دول الخليج فماذا سنخسر وماذا سنكسب؟!
باختصار سيخسر مجموعة من الكسالى (الفاغرين) المبالغ الزهيدة التي يتلقونها من اللبنانيين آخر الشهر مقابل تسجيل الشركة أو المؤسسة بأسمائهم.
وستتخلص السوق من شركات الوساطة المالية التي تتكاثر كالبراغيث وتمتص دم الأرباح..ومن خبراء (أبو ريالين) في النفط والمال والأسهم والبطيخ والخيار (والكبة نية).
وستغلق بعض المطابع التي تلاحق (بوس الواوا) وأخواتها لتجعل منهن نجوماْ وقدوات وفتيات غلاف على صفحات مجلاتنا المحلية..وستغلق بعض وكالات الدعاية والإعلان التي ألبست (طوني) الغترة والعقال وجعلته يتحدث من الخيمة وبجانبه (الددسن) عن أفضل أنواع القهوة العربية.
وسنخسر بعض عروض الغناء والرقص الشرقي في كباريهات وبارات الفنادق الخمسة نجوم في بعض دول الخليج.
كما سنخسر بعض المحررين ومعدي ومذيعي ومذيعات البرامج الذين (بهذلونا) بملاحقة أخبار لبنان وأحزاب لبنان وشيوخ لبنان وقطط لبنان وكلاب لبنان وزواج نانسي وطلاق هيفاء في صحفنا وقنواتنا الخليجية..بينما أخبار حكامنا ووزارات خارجيتنا وحروبنا واقتصادنا تأتي في الصفخات الداخلية وعناوين ثانوية في نشرات الأخبار..بل ومجدَّوا مجرميهم ممن تلطخت أيديهم بالدماء وممن ناصبونا العداء عياناً بياناً عبر صحفنا وإذاعاتنا ونحن نتفرج.
سيخسر بعض أصحاب العمائر والفلل الأجارات الباهضة جداً المدفوعة لهم من قبل (المدمَّغين) أصحاب الشركات أنفسهم كبدل سكن للبنانيين دون غيرهم.
كما سنخسر الكثير جداً من (الشو) و (البارتي) و (الديت) والكثير من (الهياط) الأنيق..وربما يتأثر (البرستيج تبعنا) قليلاً..وسنفتقد كلمات من نوع (واو.يا ألله.شوهيدا.بيجنن) وسنفتقد نعومة (خبراء) المكياج وقسوة (خبيرات) الريجيم..ليس إلا.
ولا أعلم لماذا تذكرت الآن قصة التاجر اليهودي المغربي الذي حين قرر توظيف مديرٍ لشركاته كان سؤاله واحداً لجميع المتقدمين.وهو.(هل تستطيع السرقة؟)..وبطيبعة الحال أجاب الجميع بالنفي..عدا واحد أجاب بنعم فقام بتوظيفه على الفور..وعندما لامه مستشاروه على توظيف هذا (الحرامي) أجابهم بأن من يعرف كيف يسرق لن يخسر..لأنه سيعمل على توفير الأرباح وفوقها مثلها لكي يسرقها..وفي تقديري أن ذاك المدير لن يكون اسمه إلا (طوني).
إن من يستطيع إقناع البائع بأن سلعته بائرة وإقناع المشتري في نفس الوقت بأن تلك السلعة نادرة ولا مثيل لها ولذلك هي مرتفعة الثمن..هو في الحقيقة سمسار ممتاز ومحترف..لكنه في نفس الوقت كذَّاب (ونصّاب) محترف أيضاً..وقيسوا على ذلك مختلف (الإقناعات) إن صح التعبير..والتي تدرُّ أموالاً طائلة في جيوب هؤلاء..وتدرُّ خيبات كبيرة في وجوه الكسالى والمغفلين منّا.
وفي المحصلة النهائية سنكتشف أن اللبناني لم يضف لنا سوى الغلاء بزيادة التكاليف وزيادة الأسعار والمبالغة فيها..وتقديم الهامشي على المهم وبعثرة قيمنا وأخلاقنا..والضحك على ذقوننا..ونهب أموالنا..وتبديد مساعداتنا..والعبث بقضايانا..ثم الوقوف أخيراً بصف أعدائنا ومناهضة مواقفنا..والاستسلام الجبان والارتماء في أحضان أعداء لبنان من حزب (الزبالة) وإيران وذنبها في سوريا..ليس على مستوى الشعب فقط..بل وعلى مستوى الجيش المخصي العقيم الذي لا يملك من أمره شيئاً..والذي ترك (الدرعا ترعى) وترك اللبنانيين يذهبون للخارج ليموتوا في قضايا لا علاقة للبنان بها..وإنما لعصابة واحدة جعلت لبنان مرتعاً لمجرمي ومرتزقة العالم وممراً آمناً لسفاحي دمشق وطهران.
إنني أؤيد طرد اللبنانين من الخليج ليس انتقاماً..بل لتعديل أحوالهم وتصحيح أوضاعهم..لكي يعودا عرباً كما كانوا..وسيكون ذلك مكسباً لنا ولهم.
فإنهم حين يجدون أنفسهم عاطلين باطلين هناك..ربما يتجهون كبداية لتنظيف منازلهم وشوارعهم من الزبالة التي منعهم حزب (الزبالة) من تنظيفها حتى اليوم.
كما أن أموالهم (التي هي أموالنا في الأصل) والتي كانت تذهب لحزب (المماتعة) غصباً عنهم ستتوقف.
وسيجدون أنفسهم بين مطرقة الجوع وسندان الخنوع لعميل الضاحية الجنوبية..فإما أن يعودوا رجالاً أحراراً كما كانوا وينقذوا لبنان المختطف من عصابات إيران..أو يقبلوا العبودية لحسن نصر الله..ولا حاجة لدول الخليج حينئذٍ بالعبيد.