للمرة الثانية خلال 9 أشهر ودون أن يعمم على كل أبناء الجالية اللبنانية، يطلق الكاتب الصحفي جميل الذيابي دعوته لـ"طرد الأشرار"، ويعني بهم "عملاء إيران من الجالية اللبنانية"؛ محذراً من هؤلاء "الثعالب الطائفيين" الناقمين على كل المواقف الخليجية؛ مطالباً بموقف خليجي موحد وصارم ضد مَن نسوا مواقف الخليج -وخاصة السعودية المساندة لبلدهم- وخضعوا للأجندة الإيرانية و"حزب الله".
"كشروا عن الأنياب"
وفي مقاله "كشّروا عن الأنياب واطردوهم!" بصحيفة "عكاظ"، يذكّر "الذيابي" القراء قائلاً: "قبل تسعة أشهر تقريباً، كتبتُ مقالة بعنوان "اطردوا الأشرار"، وما زلتُ عند رأيي أن لبنان بسبب بعض أبنائه، يشكّل عالة على نفسه وعلى دول الخليج؛ خصوصاً السعودية التي دعمته ووقفت معه كثيراً؛ ولكنها لم تجد منه سوى الجحود، والنكران، وتسويق الأكاذيب، واستثمار اللحظات الحرجة للطعن فيها.. لبنان بات مستعمرة إيرانية تقف ضدنا ويتجاهل ساستها مواقفنا في الأزمات، وتصر على أن تصبح خنجراً في الظهر".
ويمضي "الذيابي" قائلاً: "بعد تلك المقالة "اطردوا الأشرار"، أشاع لبنانيون متسلقون منافقون، أن الحكومة السعودية منعتني من مهاجمة لبنان، وقد كانوا يُمَنّون أنفسهم ولو بالكذب والدجل، مع احترامي الكبير للأصدقاء الصادقين منهم وليس "الثعالب" الطائفيين، الناقمين على كل المواقف الخليجية".
تدليل اللبنانيين
ثم يرصد الكاتب ظاهرة "تدليل اللبنانيين في الخليج" ويقول: "لا يزال في كل مرة، يتساءل المواطن الخليجي عن أسباب تفضيل وتدليل الحكومات الخليجية للبنان على من سواه من دول عربية أقرب لنا لحمة وتأييداً؛ على رغم من أنه وقف ضدنا في "عاصفة الحزم"، ثم فجّرها أخيراً بالامتناع عن تجريم حرق إيران للسفارة السعودية في طهران والقنصلية في "مشهد"؛ على رغم من أن كل الدول العربية أجمعت على موقف موحد؛ ما عدا النشاز اللبناني المتلحف بعباءة "الولي الفقيه".. علينا أن نسأل أنفسنا ونتجرد من عواطفنا: ماذا استفادت الدول الخليجية من لبنان سوى الصداع والمشكلات وحلب الجيوب، والمقابل صفر مكعب!".
أموال الخليج وخراب إيران
ثم يتوجه الذيابي إلى اللبنانيين أنفسهم متسائلاً: "لماذا لا يسأل اللبنانيون أنفسهم: هل هناك دولة وقفت مع لبنان في كل الأزمات والحروب مثل السعودية؛ حتى تمكنت من نزع الفتيل ومنها -لا حصراً- "اتفاق الطائف" الذي أوقف الحرب الأهلية الطاحنة، إضافة إلى المساعدات والمشاركات الفاعلة في حلحلة أزماته، لا كما تفعل إيران في ساحاته من تفريق بين طوائفه ومذاهبه؟!.. أيضاً، كم حجم الأموال التي يجنيها اللبنانيون من دول الخليج مجتمعة؟ وكم يعيش عليها من بيت وأسرة -بلا منة- وكم تُدِرّ عليهم وعلى أحزابهم من الفوائد والعوائد؟ أين تُستثمر أموالنا وهباتنا ومساعدتنا للبنان؟ أليس استثمارها يتحول ضدنا في "منابر حزبية طائفية" همها شتم البلدان الخليجية ووصفها بالرجعية، خصوصا من عملاء إيران المارقين مع صمت الباقين على فبركة الحقائق وتسويق الأكاذيب؟".
حتى عناصر بالجيش اللبناني
ويضيف الكاتب: "تخيلوا حتى بعض عناصر المؤسسة العسكرية (الجيش) التي دعمتها السعودية على مر عقود، أخرجت المجرم ميشيل سماحة من سجنه، وهو مَن خطط لتفجير لبنان؛ علماً بأن تلك المؤسسة لا تزال تتلقى الهبات والمساعدات والسلاح للقيام بدورها الوطني، لا أن تتحول لخنجر إيراني".
نصف مليون لبناني
ويرصد "الذيابي" أحوال الجالية اللبنانية في الخليج، ويقول: "في دول الخليج أكثر من نصف مليون لبناني، من كل الطوائف والمذاهب، وفي السعودية لوحدها نحو 300 ألف، يحصدون شهرياً ما يتجاوز عشرة أضعاف ما يتلقاه اللبناني العامل في بلاده؛ هذا بخلاف لبنانيين آخرين يعملون في مؤسسات سعودية وخليجية خارجية، بعضها إعلامية، يتقاضون مبالغ عالية تُوَفّر لهم وعائلاتهم الأمان؛ لكنهم لا يكترثون بأزماتنا، ويتهكمون بمواقفنا، ويؤيدون المواقف المضادة ويصطفون معها".
إبعاد عملاء إيران
ثم يطلق الذيابي دعوته قائلاً: "هل تستطيع بلادهم "الخانعة" تحت وطأة جرائم الأسد وأزلام إيران، تحمّل عواقب رد فعل صريح من دول الخليج، يقضي بإبعادهم من دول الخليج؛ ليواجهوا مصيرهم بعيداً عنا؛ ما دام ليس لديهم الاستعداد لقول الحقيقة على الأقل وتفنيد الأكاذيب؛ خصوصاً في الأزمات والملمات.. نفس السؤال الذي طرحتُه مرات عدة أعيده مرة أخرى، أليس على الحكومات الخليجية الاستفادة من تلك "القوة الناعمة" والحضور اللبناني الطاغي في دولها كأوراق ضغط مؤثرة في تلك الأحزاب المنضوية تحت "عباءة" الخميني و"مخابرات" الأسد، أو إبعاد كل منتمٍ لأحزاب تلك التيارات.. أين صوت الجاليات اللبنانية في السعودية ودول الخليج؟ لماذا تصمت في هذه الأوقات الحرجة؟! متى سنسمع بعضاً من صوتها؟!.. نحن في مرحلة مواجهة ومكاشفة ولا بد من التكشير عن الأنياب وتهشيم العواطف، واللحظة مواتية لإبعاد كل مَن يضمر لنا شراً؛ فالصامت عن الحق شيطان أخرس، ولا بد من معاملة اللبناني "الإيراني" بشكل يليق بمواقف حزبه وتياره، بعد أن صمتوا وخذلونا أو اصطفوا علانية ضدنا".
هاشتاقات الفتن
ثم يرصد "الذيابي" ظاهرة "هاشتاقات الفتن" التي يطلقها عملاء إيران من اللبنانيين، ويقول: "مع الأسف، لا يزال بعض اللبنانيين يمارسون الاستهجان والانتقاص من القرارات الخليجية، ولنا في هاشتاقاتهم على "" أخيراً أمثلة حية؛ منها الساخر "بس تفلس السعودية"، هؤلاء لو تمكنوا من إشعال الفتن في بيوتنا، لما ترددوا لتحقيق مصالحهم الضيقة ومآرب أحزابهم الحاقدة الذين لا يرون في بلداننا أكثر من بئر نفط وحلب جيوب من "هيدا الخليجي"!.. خليجيو اليوم واعون، ولن يقبلوا تنظيراً ممن فشلوا في التوافق على اختيار رئيس لبلادهم نحو عامين، ويتحدثون عن أوضاع دول آمنة مستقرة، تُشكل اليوم أقوى كتلة صلبة في المنطقة تُواجه الأزمات بكل حزم.. يكفي أن يعلم كل مرتزق وعميل لإيران أن السعودية ودول الخليج العربية يكفيها فخراً أنها بلدان تحكم نفسها بنفسها، وليست تحت الوصاية الإيرانية أو تُحركها مخابرات الأسد، وتعرف كيف تواجه، وليست ساحة للصراعات والمزايدات الرخيصة والمتاجرة وبيع الضمائر.
موقف خليجي صارم
ويُنهي "الذيابي" برسالة لدول الخليج: "على دول الخليج قرع الجرس واتخاذ موقف صارم يُلجم المتطاولين، ومَن يقف وراءهم ويحرضهم على تشويه صور دولها، وشتم شعوبها، والتشنيع بمواقفها بسبب "هيدا الكرم الزائد"!.. المؤكد أن في لبنان شرفاء وكرماء؛ لكن هناك عملاء وخونة وأقزام، وعلى الشرفاء -وهم كثر- رفع الصوت وإطلاق الألسن كما يفعل الصديق النبيل نديم قطيش لفضح تلك الأبواق والتيارات "المشحونة" بعواطف خمينية؛ بدلاً من استمرائها اللعب على الحبلين".
________________________________________
ياليت يطردون هؤلاء الاذناب ويطردون معهم كل سوري يوالي الاسد وحوثي يوالي عفاش طبعا بعد التحقق منهم