قلنا فيما سبق إن عقل الوعي الخارجي يتعامل مع ماهو خارج الجسد وهو يستخدم أدوات عدة لذالك مثل الحواس الخمس( العينين , الأذنين , الانف , الفم, اليدين و الجسد ) أي أنه يستخدم خاصية الرؤية و السمع والشم والتذوق واللمس في عملية التعامل مع ماهو خارج الجسد وكل خاصية تنقل المعلومات بطريقتها إلى خلايا الوعي لخلق حالة من التفكير, أي أن حدوث التفكير في الوعي يلزمه وصول معلومات غالباً من خلال أدوات التعامل مع الخارج أو من خلال ما يصله عبر عقل الإدراك الداخلي المسؤل عن الجسد مثل الإحساس بالم في البطن أو عضلة معينة ....
نشاط خلايا الوعي تعمل في غالبيتها أثناء اليقظة ولفترة يلزم بعدها أن تكون في حالة شبه إغماء ( النوم ) ليقوم عقل الإدراك الداخلي بنقل و أرشفة وفهرسة محتويات عقل الوعي كل هذا يتطلب عمليات مهولة لإتمام ذالك من هنا قياس نشاط الدماغ أثناء النوم و أعلى بكثير من نشاطه أثناء الليقظة .
كيف تحدث الرؤية ( الحلم ) داخل الدماغ هنا نحاول القراءة : كل إنسان مهيا لحدوث الرؤية ( الحلم ) لديه , ففرعون رأى رؤيا (سبع بقرات سمان و أخرى عجاف ) وإستفاد من تعليلها وتفسيرها , يوسف عليه السلام رأى (رأى كواكب و الشمس و القمر...) و إستفاد من تعليها و تفسيرها .
هنا نتسائل هل الحواس لدى الإنسان في التعامل مع خارج الجسد هي فقط خمس كما يقال أم إن الموضوع أكبر من ذالك ,.
لماذا تحدث الرؤيا ( الحلم ) أثناء حركة العين السريعة من النوم؟ لماذا لاتكون العين في حالة سكون تام أثناء النوم , طالما أن النوم يعني نوقف عمل الخلايا المسؤلة عن الوعي من أجل كل تلك الأرشفة التي ذكرناها ؟
منطقياً إذا كان هناك رؤيا (حلم) أمكن تحققها وقد تم رؤيتها سابقاً أثناء حركة العين السريعة في النوم , فلا بد أن تكون وقتها هناك إشارات معلوماتية غير مكتملة تم رصدها و هذه الإشارات لها دلالات قوية ولكن غير واضحة لذا يتم تخزينها على شكل رموز وصور لها مدلولها الإيحائي داخل الدماغ .
كل هذا يجعلنا على الأقل من وجهة نظري نقول أن دماغ الإنسان ليس دوره فقط في خلق عمليات تفكير داخل خلايا الوعي لما يصله من معلومات بل لديه القدرة في إستقبال إشارات إستباقية (أي تسبق المعلومات ) لأحاث خفيت أو في طريقها اليه.