أكد الكاتب الصحفي عدنان أبوهليل أن رأس الإسلام هو الذي صار مطلوبا وأن المنطقة والأمة صارت مقبلة على استعمار جديد وأن أول المستهدفين هو تركيا والسعودية و"جماعة الإخوان المسلمون".
وذكر فى مقال بجريدة الشرق القطرية بعنوان هل صار التحالف مع "الإخوان" ضرورة؟ " أنه في إطار النقاش الفكري والبحث السياسي حول ضرورة تدشين تحالف إسلامي سني (رسمي وشعبي) حول تركيا والسعودية تكون قاعدته الجماهيرية الجماعات والأحزاب القومية والوطنية والإسلامية الوسطية لـ"الإخوان المسلمون والسلفيون" لمواجهة ما يفرضه تحالف (الغرب– إيران– روسيا) ينتقد البعض منهج الإخوان في التعامل مع الخلافات ورؤيتَهم للخصوم وتعاملَهم مع أحكام الشريعة الإسلامية، ويتهم إسقاطاتِهم على الواقع بما هو أقرب إلى ذمهم منه إلى الموضوعية والإنصاف.
ورأي أنه لا بد من تقرير أن رأس الإسلام هو الذي صار مطلوبا وأن المنطقة والأمة صارت مقبلة على استعمار جديد -غير تقليدي- يغطي مساحة هذا القرن الذي يفترض أنه قرن الإسلام والانتصارات كما وصفه عضو الكونغريس الأمريكي جون مروان في كتابه "الإسلام المعجزة المتجددة".. ولم يعد خافيا أن إيران وروسيا وداعش والميليشيات الطائفية كلها صارت أدوات تُقدّم أو تؤخر حسب الهدف والمستهدف والحال بالصراحة والمباشرة أو بالإنابة، وأن أول المستهدفين هو تركيا والسعودية و"جماعة الإخوان المسلمون".
وأضاف أبوهليل أن هناك من يرمي "الإخوان المسلمون" بالجمود وعدم الواقعية.. فإن كان المقصود أن لديهم نصوصا حاكمة! فلا إشكال في ذلك إن كانت نصوصهم وفهومهم منضبطة بقواعد اللغة الفصيحة والمقاصد الصريحة؟ إلا أن يكون المطلوب منهم أن يتنازلوا عن إسلاميتهم ووسطيتهم وعن غايات العودة للحياة الإسلامية.. وفي هذه الحالة فإن من يدعو لذلك لا يتنبه للحالة الطارئة والملجئة ولا لخطورة الأعداء ولا لمواجهة هذه الأخطار بتعزيز الموضوعية وتوسيع قاعدة الانطلاق ولا يؤسس لتحالف وإنما لمزيد من أسباب الشك والتباعد والاستبداد.
وتابع الكاتب : مما يجدر أن يوضع في الميزان ونحن نناقش فكرة ضم الإخوان لتحالف استراتيجي تاريخي سني، ومدى واقعيتهم والمساحات المشتركة بينهم وبين غيرهم من المستهدفين هو أن لدى " الإخوان" اجتهادات في تنزيل النصوص على حال الأمة وتوصيف سلم أولوياتها وقد صارت بالتجربة وممارسة التدافع والخبرات المكتسبة مميزات لهم، فلا يجوز إغفالها أو مسخها كشرط للتحالف معهم، بقدر ما أنه لا يجوز تجاهل إمكان الالتقاء بينهم وبين النظم القائمة على تعزيز معاني المواطنة الاستقلال والسلمية في التغيير والتدرج في الإصلاح، والالتقاء مع التيار السلفي في السعي لأسلمة المجتمع وفق التحقيق العلمي بعيدا عن الخرافة والجهل والبدعة، والالتقاء مع حزب التحرير الإسلامي في أهمية الخلافة ثم أستاذية العالم، كما يلتقون مع جماعة الدعوة والتبليغ في ضرورية استعادة قيم العبودية وتزكية النفس.
وأردف : يتسائل البعض أين الإخوان من التطبيق العملي للسلمية والوسطية والرضى بالجوامع المشتركة؟ أقول.. لقد رأيناهم يتنازلون لأجل المصلحة في فلسطين عن الحكم الذي وصلوه عبر انتخابات مشهودة، ورأيناهم في تونس يتنازلون عن الحكم لئلا ينفرط العقد، وفي تركيا وبعد ثلاث عشرة سنة من النجاحات الباهرة لم نرهم يقصفون قلما أو يجرّفوا مؤسسات العلمانية التي ناصبتهم العداء المطلق ولا تزال، وفي مصر رأيناهم يحرصون على التفاهم والتقاسم مع الخصوم حتى أطلق عليهم البعض (علمانيون لوصمهم بالعلمانية) ثم ها هم بعدما عزل الرئيس المنتمي إليهم وعسف بهم لم يتخذوا حتى الآن قرارا بالمواجهة التي يستطيعونها بل يجيدونها لو أرادوا!!