واستمرت تلك الأوضاع بعد ثورة المصريين على حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وتولي الرئيس السابق عدلي منصور حكم البلاد بصفة مؤقتة، ومن بعده الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية 2014.
ومؤخرًا، أبدت تركيا تغييرا فى موقفها تجاه مصر فى الوقت الحالى بعد فشلها فى تحقيق ما كانت تسعى اليه وأيضا بعدما ذاقت مرارة الإرهاب وآخرها العملية الإرهابية الأخيرة التى حدثت بمسجد السلطان احمد باسطنبول مما جعلها على يقين تام بضرورة التصالح مع مصر وسعت إلى تقديم مبادرة لمصر بتسليم قيادات الإخوان إليها.
علق عدد من الخبراء على عرض تركيا بتسليم قيادات الإخوان إلى مصر قائلين: "محاولة من تركيا للتصالح مع مصر مشددين على ضرورة تقدم تركيا اعتذارا لمصر، وأن توقف دعمها للإرهاب وتسليم المطلوبين الهاربين إلى تركيا الى العدالة . واعتبر الدكتور محمد عبد القادر، الباحث فى الشأن التركى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن عرض تركيا لمصر بتقديم قوائم بأسماء قيادات الاخوان الهاربين إليها، سعيًا منها للتصالح مع مصر ومحاولة لتوطيد العلاقات بين البلدين مرة أخرى بعد ثورة 30 يونيه .
وأشار عبد القادر إلى أن تركيا تعانى من عزلة على المستوى الاقليمى، خاصة بعد تدهور العلاقات بينها وبين الدول الاخرى مثل روسيا وايران والعراق، وأصبحت عدائية للغاية فليس هناك أمامها سوى توطيد العلاقات مع مصر باعتبارها الدولة الكبرى فى الشرق الأوسط.
وشدد عبد القادر على ضرورة أن تضع مصر شروطا للتصالح مع أنقرة من أهمها الابتعاد عن دعم الاخوان وحلفائهم وداعش وجبهة النصرة وكل هذه التنظيمات، والتخلى عن الخطاب العدائى حيال الدولة المصرية لتقليل حدة الخصومة بينها وبين مصر.
ووصف الدكتور يسرى العزباوي، الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عرض تركيا لتقديم قيادات الاخوان الهاربين لمصر بانها محاولات من أنقرة لاعادة العلاقات الدولية مع مصر بعد عدائها مع روسيا، نافيا نيتها للضغط على مصر لحضور مؤتمر التعاون الاسلامى المقرر عقده خلال شهر ابريل المقبل بمدينة اسطنبول .
وأكد العزباوي ضرورة ان تقدم تركيا اعتذارا رسميا لمصر فى حالة اعلانها تصالحها معها فيما ارتكبته من اخطاء ضد مصر، وايضا تسليم المطلوبين الهاربين للعدالة ووقف دعمها للارهاب مشيرا الى انها تسعى جديا لتحقيق مصالحها مع مصر على حد تعبيره .
ويرى الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن بناء علاقات جديدة بين مصر وتركيا يستلزم اجراء العديد من المفاوضات والجلوس على دائرة الحوار وخاصة ان العلاقات بين البلدين معقدة فيما يخص رؤيتهما تجاه الملف السورى ومحاولة اردوغان لنشر الفوضى فى المنطقة بناء على تخطيطات امريكية ، فلانكتفى بالاعتذار فلابد من اعلان انقرة رفضها لدعم الارهاب وهذا امر مستبعد على حد قوله .
وعلقت الدكتورة سكينة فؤاد، الكاتبة الصحفية ومستشار الرئيس السابق عدلى منصور لحقوق المراة، على عرض تركيا بتسليم قيادات الاخوان الهاربين اليها لمصر قائلة: "تركيا تحاول تصحيح علاقاتها مع مصر بعد نجاحها فى استكمال خارطة الطريق وقدرتها على مواجهة الارهاب".
واعربت فؤاد عن املها فى أن تدرك تركيا خطورة الارهاب الغاشم مؤكدة على ان تركيا تسعى لتحقبق مصالحها فلم تجدها سوى التصالح مع مصر وليس للضغط عليها لحضور مؤتمر التعاون الاسلامى، شريطة التصالح وقف دعمها للارهاب .