د يوسف البنيان نائب رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، الرئيس التنفيذي المكلف، أن الشركة تسعى إلى إقامة مصانع واستثمارات في إفريقيا كسوق واعدة، للحصول على حصة أكبر، مشيرا إلى أن منتجات "سابك" متوافرة في السوق الإفريقية منذ نحو 28 عاما من خلال المبيعات.
جاء ذلك في رده على سؤال طرحته "الاقتصادية" خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر الشركة في الرياض، أمس، مضيفا "لم نحدد المبلغ للاستثمار، لكننا ندرسه جيدا طبقا لخطة "سابك" 20 - 25 ومدى جدواه الاقتصادية وعوائده"، مؤكدا أن "سابك" لديها القدرة المالية مالية للاستثمار في أي مشروع، ملمحا إلى أن "سابك" بدأت في أمريكا والصين بالمبيعات ثم تحولت إلى منتج.
وتابع، "لدينا القدرة على التعامل مع المتغيرات الاقتصادية ونحن ننظر الوضع التنافسي من الصين وإيران وأمريكا باعتبار أن المنافسة يصاحبها تحديات تدفعنا إلى تحويلها إلى إيجابيات.. ونحن سنكون لاعبا إيجابي وسابك عالمية وتتعامل مع متغيرات".
وحول ارتفاع التكاليف في أسعار اللقيم، أوضح البنيان أن 5 في المائة نسبة التكلفة الإجمالية لزيادة رفع الطاقة، منوها إلى أن سابك لا تنظر إلى التكلفة، بل إلى كيفية تقليل هذه الزيادة على الهامش الربحي، مؤكدا أن الزيادة لن تؤثر في تنافسيتها محليا وعالميا.
وحول التحديات الاقتصادية من خلال دخول دول جديدة للأسواق كإيران والصين وأمريكا، أوضح البنيان أن "سابك" لديها القدرة على تجاوز ذلك، وهي تركز على التنافسية، التي تحول التحديات إلى إيجابيات وتوفير فرص، كاشفا أن المحدد الرئيس الاستثمارات التي ترصدها في كافة الأسواق، هي تناسبها مع خطة الشركة الاستراتيجية وتحقيق العائد الاستثماري.
وألمح إلى أنه يصعب بشكل عام زيادة صناعة البتروكيماويات في فترة وجيزة، مبينا أن ذلك يحتاج إلى أكثر من خمس سنوات للانتقال إلى مرحلة الإنتاج، موضحا أن "سابك" لن تدخل في إنتاج صناعات تنافس بها عملائها.
وفيما يتعلق بشركتي "كيان وابن رشد" أكد البنيان أن "سابك" وضعت خطة في العام الماضي، لتكون الشركات في مصاف الشركات المثيلة في منظومتها، لافتا إلى أن خطة العمل تضمنت إعادة هيكلة من الناحية التقنية والتشغيلية والإدارية والتكاليف والمبيعات، موضحا أن المردود الإيجابي سيظهر في 2016-2017، كاشفا أنه سيتم الإعلان عن بعض المشروعات التي تقوم بها.
وأشار إلى أنه رغم ذلك استطاعت الشركة زيادة الإنتاج بمقدار1 في المائة عن عام 2014، و4 في المائة في المبيعات عن العام نفسه، مؤكدا أن ذلك دليل على قدرتها في التواصل مع زبائنها والاستفادة من وجودها وانتشارها العالمي وقدرتها التنافسية، إضافة إلى تباطأ الطلب على المنتجات بسبب تقلص النمو في الاقتصادات الناشئة في آسيا والاقتصادات الناضجة في أوروبا.
وذكر البنيان أن "سابك" تخضع لعملية تحول لجعلها أكثر قدرة على مواجهة هذه التحديات، وأنها ستواصل المكاسب المترتبة على هذا التحول من خلال انتشارها عبر قطاعات الشركة، مع الإسهام في تعزيز الربحية، مضيفا أن المشروع يجعلها أكثر حيوية وفعالية من حيث التكلفة وأفضل استعداد لبيئة الأعمال العصرية سريعة التغير.
ولفت إلى أن عملية التحول على تقييم وحدات الأعمال لجعلها أكثر اتساقا من أي وقت مضى مع احتياجات ومتطلبات الزبائن، مشيرا إلى أنه ذلك لخفض عدد وحدات العمل الاستراتيجية من ستة إلى خمسة وحدات، مبينا أن هذه الخطوات تنسجم مع إستراتيجية الشركة الرامية لتحسين باقة منتجاتها القائمة على مواصلة الاستثمار في الابتكار، من خلال موظفيها لضمان حصولهم على المهارات اللازمة لريادة الصناعة.
ولفت إلى أن الشركة ستكثف جهودها الرامية إلى التركيز على الحاجة لزيادة القدرة التنافسية محليا وإقليميا وعالميا لضمان تصاعد النمو، إلى جانب توليها اهتماما خاصا بالتقنية والابتكار، عبر زيادة كفاءتها وتقديم الحلول للزبائن، إضافة إلى تعزيز جاذبية باقة المنتجات من خلال زيادة عددها، وتحقيق استراتيجيتها لعام 2025 الرامية لجعل الشركة أكثر تكاملا وتعزيز منظورها العالمي، مع التركيز على العمل مع الزبائن لتزويدهم بحلول تساعدهم على تحقيق طموحاتهم.
وبين أنه رغم انخفاض أسعار الحديد، إلا أن مصنع "حديد" يعمل بالطاقة التشغيلية الكاملة، مقارنة بإنتاج المصانع العالمية، التي يبلغ إنتاجها نحو 67 في المائة من طاقتهم الإنتاجية، لافتا إلى أن قطاع المعادن لدى الشركة يعتبر من القطاعات المهمة للتنمية الاقتصادية في المملكة، وبالتالي سوف تستمر "سابك" في دعمها وأن الاستراتيجية في الدعم ستبقى كما هي.
وقال يوسف البنيان، إن النتائج تعتبر جيدة، على الرغم من التحديات التي واجهها الاقتصاد العالمي خلال 2015، مبينا أنه في الوقت تعزى فيه بعض أسباب الانخفاض في الأرباح عن الفترة المماثلة من 2014، إلى الانخفاض الحاد في أسعار المعادن، إلا أن الجانب الايجابي يتمثل في أن قطاع المعادن يعمل بكامل طاقته الإنتاجية، وأن الشركة تحتفظ بثقة زبائنها.
وأوضح البنيان أن مستوى صافي الربح لكامل عام 2015 بلغ 18.78 مليار ريال، بانخفاض قدره 19.57في المائة مقارنة بالعام السابق، الذي حققت فيه الشركة صافي ربح بلغ23.35 مليار ريال، مشيرا إلى أن الأوضاع الاقتصادية التي يشهدها القطاع الصناعي حول العالم، تمر القطاعات الصناعية التي تعتمد على لقيم النفط والغاز، مثل صناعة البتروكيماويات، بدورات اقتصادية مع ارتفاع الأسعار وانخفاضها.
وأوضح، أن ذلك يعد أمرا طبيعيا بالنسبة لبيئة الأعمال، لافتا إلى أن "سابك" مؤهلة للتعامل بحرفية مع هذه الدورات التي تعرضت لها من خمس إلى ست دورات على مدى تاريخها.
وكانت الشركة السعودية للصناعات الأساسية" سابك" قد أعلنت نتائجها المالية للربع الرابع، وكامل عام 2015 التي بلغ صافي الأرباح 3.08 مليار ريال، بانخفاض قاربت نسبته 29.36 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق التي حققت فيها الشركة أرباحا بلغت 4.36 مليار ريال.
وقال نائب الرئيس التنفيذي للمالية لشركة سابك مساعد العوهلي، إن هبوط سوق الأسهم يعتبر أمر طبيعي نتيجة تأثره بالعرض والطلب كونها تشبه الأسواق العالمية في انخفاض المؤشرات متوقعا أن يحقق سهم الشركة أداء جيدا كونه يعطي المستثمرين الثقة بالشركة التي لديها القدرة على امتصاص الأزمات والتعامل معها.