وتعتمد طهران على الميليشيات والعملاء لفرض أجندتها القائمة على التوسع في المنطقة، الأمر الذي لا يفسح أيّ مجال للتواصل بينها والدول العربية وتشييد علاقات طبيعية.
وتبرز تدخلات إيران عبر أذرعها أساسا في لبنان والعراق والبحرين وسوريا واليمن، ورغم الانتكاسات التي منيت بها على مدار الأشهر الأخيرة في عدد من هذه الدول إلا أنها لا تبدي تراجعًا عن مشروعها، الذي يستهدف الدول العربية وبخاصة الخليجية.
ونبّه المختصون في الملتقى الخليجي الرابع للتخطيط الاستراتيجي "هواجس أمنية"، الذي أقيم في البحرين مؤخرًا، إلى خطورة سيطرة إيران على العراق حاليًا، مؤكدين أن طهران تستخدم بغداد كقاعدة لتسهيل مرور الأسلحة والمتفجرات إلى الخليج بغية زعزعة أمنه واستقراره.
وأحبطت البحرين خلال السنوات الأخيرة، عمليات تهريب أسلحة ومتفجرات مصدرها إيران، وقد أدت هذه الممارسات بالمنامة إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.
وأكد المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج ظافر العجمي، أهمية خلق توازن استراتيجي خليجي إيراني، خصوصًا أن دول الخليج أقوى منها جويًا، منوهًا إلى أن دول الخليج بإمكانها تطوير مفاعل نووي سلمي متفوق في المنطقة انطلاقًا من باب توازن الرعب.
من جانبه، اعتبر الخبير السعودي في الشؤون الأمنية والاستراتيجية العقيد المتقاعد إبراهيم آل مرعي، أن قوات درع الجزيرة نجحت بمهمتها في البحرين، وهي تحتاج إلى المزيد من الدعم لزيادة قدرتها، وبذلك لن يتجه الخليج إلى التحالف مع دول أخرى لمواجهة المشكلات التي تعاني منها المنطقة.
وأشار إلى، أن رسم خطة استراتيجية ضد إيران تحتاج إلى اتفاق قادة الخليج، على أن إيران خطر على جميع دول الخليج، مؤكدًا أن إيران تمتلك 5000 جاسوس في الخليج.
ولئن يؤكد الخبراء على ضرورة بناء قوة عسكرية تردع طهران، فإنهم يشددون على أن هذا المسعى لا بد أن يترافق مع تحقيق قوة اقتصادية قائمة على أرضية صلبة.
ودعا عضو مجلس الشورى البحريني درويش المناعي، إلى أهمية تركيز الخليج على جذب الاستثمارات وتفعيل دور القطاع الخاص، وإشراك المواطنين في القرارات والقضاء على الفساد وهدر الأموال، والحفاظ على أمن الشركات وتذليل العقبات من أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.