هيمنت الديناصورات وسادت على الأرض على مدى يقارب المائة مليون سنة، عندما كانت الأرض عبارة عن قارة واحدة كبرى تسمى قارة بانجيا Pangaea، وعندما كانت الأحياء قليلة ومحدودة ولم يكن هناك وجود للثديات ولا الطيور بعد، وكما عاشت وسادت الارض إختفت من مسرح الحياة نهائيا ولم يتبق لها أي أثر إلا العظام والبقايا المحفوظة في الرسوبيات والطبقات الصخرية بفعل حدث ضخم كان وراء إنقراضها الكبير، وقد وضع العلماء مجموعة من النظريات، مثل نظرية المذنبات أو كوارث بيئية مثل البراكين أو كوارث جليدية كما في العصور الجليدية أو لظروف تغير معدل الأكسجين أو تغير نسبة ملوحة البحار والمحيطات، وهذه الاسباب من المعتقد أن ساهمت بشكل كبير في تغير مناخ الأرض، ولكن تظل النظرية الأكثر قبولا وتمتلك أدلة قوية هي نظرية المذنبات.
بدأ ظهور الديناصورات في حقبة الحياة الوسطى Misozoic Era التي تنقسم إلى العصر الترياسي والعصر الجوراسي والعصر الطباشيري، وعندما ظهرت في العصر الترياسي كان حجمها صغيرا ويبلغ من متر إلى ثلاثة متر طولا، واستمر حجمها في الزيادة خلال العصر الجوراسي، وهو العصر الذهبي للديناصورات، حتى وصل إلى سبعة أمتار طولا مع جسم ضخم يشبة جسم الفيلة وقوائم تطال بها فروع الأشجار العملاقة وذيل هائل، وجابت أنواع من الديناصورات في أعماق البحار والمحيطات وسادت فيها أيضا، وظهرت أنواع من الديناصورات الغريبة التي لها مناقير مثل الطيور ولها أجنحة مثل أجنحة الخفاش وسيطرت على السماء، وهكذا سادت الديناصورات على اليابسة وفي الماء وفي السماء، ورغم أن معظم أنواع الديناصورات رغم ضخامة أحجامها كانت من آكلات العشب، والقليل منها كان آكل للحوم.
العصر الترياسي
في بداية العصر الترياسي قبل 248 مليون سنة تقريبا، كان هناك إنقراض كبير، وقد كان هذا الإنقراض هو الأكبر، حوالي 95 % من كل الفصائل وحوالي 60 % من الأنواع قد تعرضت للموت من ضمنها العديد من الحياة البحرية. وكان إنقراض العصر البرمي Permian نتيجة عصر جليدي وإنفجارات بركانية أو تناقص في المناطق القارية أثناء فترة تشكيل قارة بانجيا Pangaea.
هذا الإنقراض الهائل وإعادة تنظيم القارة فتحا الطريق أمام إرتقاء الديناصورات والثدييات في العصر التي تلتها.
ولم يكن هناك ديناصورات في بداية العصر الترياسي، لكن كان هناك العديد من البرمائيات وبعض الزواحف. وأثناء بدايات وأوائل العصر كان المرجان وبعض الاشكال البحرية قد تعافت من إنقراض العصر البرمي Permian. وسيطرت النباتات ذات البذور على الأرض؛ وإزدهرت الصنوبريات في نصف الكرة الشمالي، والسراخس إزدهرت في النصف الجنوبي .
وخلال أواخر العصر الترياسي قبل 220 مليون سنة ظهرت الثدييات الحقيقية الأولى، ويعتقد بعض العلماء بأن الثدييات تطورت من مجموعة الزواحف شبه اللبونة المنقرضة. هذه الثدييات البدائية التي كانت صغيرة جدا ويعتقد بأنهم كانت ليلية.
ظهرت السلاحف والضفادع والسمندرات والسحالي والأفاعي، وبدأت الحشرات بالمرور بالتحول الكامل من اليرقة خلال الشرنقة إلى البلوغ، وفي البحار ظهرت الزواحف البحرية.
السراخس ذات البذور والسراخس المبكرة التي بدون بذور سيطروا على الأرض، ذو أوراق قاسية تشبه أوراق النخل وجذع خشبي ظهرت في أواخر العصر الكربوني، وكانت وفيرة خلال العصر الترياسي، في قارة لورسيا Laurasia سيطرت الصنوبريات والنباتات والسراخس والنباتات الاخرى ذوات البذور.
المناخ في العصر الترياسي كان حارا وجافأ مع تغير قوي في الفصول. تشكل القارة العملاقة Pangaea في بداية العصر الترياسي قبل 220 مليون سنة عمل على نقصان في حجم الشواطئ وشكل الجبال وجعل داخل القارة العملاقة جاف في تضاريس تشبه الصحراء، اما المناطق القطبية فقد كانت رطبة ومعتدلة.
نهاية العصر الترياسي
إنتهت العصر الترياسي بإنقراض جماعي مصحوب بإنفجارات بركانية ضخمة قبل حوالي 208 إلى 213 مليون سنة، بدأت القارة العملاقة Pangaea بالتفكك. وإنقرض حوالي 35 % من الفصائل الحيوانية من ضمنهم البرمائيات وكل الزواحف البحرية تقريبا. أكثر الزواحف التي سيطرت خلال العصر البرمي وأوائل العصر الترياسي إنقرضت ماعدا الثدييات، كما أن أغلب الديناصورات البدائية إننقرضت أيضا، ولكن الديناصورات الأكثر تكيفا تطورت خلال العصر الجوراسي.
حياة العصر الترياسي
في الفترة الوسطى من العصر الترياسي تطورت الديناصورات، وكانت الديناصورات الأولى صغيرة الحجم وذات بنية صغيرة نسبيا، في الغالب كانت بطول حوالي من ثلاثة إلى أربعة أمتار ونصف، ومنهم من كان من آكلات اللحوم ومنهم آكلات للنبات، وظهر الحيوان الثنائي الأقدام الرشيق والسريع جدا، وتوزعت بين القارات.