في وقت سابق قلنا إن التدخل الروسي في سوريا لا يمكن أن يحدث دون توافق امريكي .
اليوم وبعد مرور 100 يوم على التدخل الروسي في سوريا تتضح الصورة بشكل أكبر ولعل عدة ممارسات يمكن أن تعطينا مؤشر على طبيعة هذا التوافق الأمريكي الروسي على هذه التدخل ومن أبرز هذه الممارسات .
1- تحييد تركيا .
2- منع إسرائيل إدخال جرحى الجماعات المتشددة إلى مستشفياتها .
3- دعم أمريكا لجماعة سوريا الدموقراطية .
4- قتل سمير القنطار و زهران علوش .
كل هذا يعطينا حيزاً من التخمين لطبيعة هذا التوافق ويمكن أن نتصوره على النحو التالي :
تتدخل روسيا لحماية نظام بشار الأسد على أن تضمن الحدود الإسرائيلية و محاربة الجماعات المتشددة و المتطرفة وفي مقدمتها داعش .وتتعاون إسرائيل وروسيا في معلومات مقايضة إستخبارية لتحقيق تلك الأهداف .
تقوم روسيا بما تراه مناسباً لتحييد تركيا . لتقوم أمريكا من جانبها بدعم جبهة سوريا الديموقراطية و التي أغلبها أكراد مناويين لتركيا و إسنادهم جواً لتحرير المناطق المحاذية لداعش وفصل الأحزاب الدينية في سوريا عن داعش ليتسنى التدخل بشكل فاعل في قتال داعش وطردها من الرقة وبقية سوريا .
يبقى السؤال كيف ستحل الأزمة السورية؟ مما لاشك فيه أن السيناريو في نهايته يتضمن حل الأزمة السورية .
كل تلك الممارسات تعطي إنطباعاً عالي المصداقية بأن نظام بشار باق في السلطة سواء مع بشار أو بدونه وهنا تكمن الإحتمالات : 1- نظام طائفي على شاكلة لبنان , رئيس علوي و رئيس وزراء سني مع تحديد صلاحيات لكل منهما ووزير خارجية كردي .
2- سورية إلى ثلاثة أقاليم علوي و سني وكردي في نظام فدرالي . وربما توحي تصرفات نظام بشار بالترحيل الطائفي إلى أن هذا الإحتمال هو الأقوى .