اتخذت سلطات طهران تدابير واسعة إضافية اليوم الأربعاء، من قبيل إغلاق المدارس والمصانع وتسيير السيارات بالتناوب، لمكافحة تلوث الهواء الذي تعاني منه منذ أكثر من أسبوعين.
بلغ تلوث الهواء في هذه المدينة الكبيرة التي يعيش فيها 14 مليون نسمة مستويات جد مرتفعة منذ 18 يوما. ووصلت كثافة الجزيئات الدقيقة الأربعاء إلى 159 وحتى 238 في شمال شرقي العاصمة، علما أن المستويات التي تحددها منظمة الصحة العالمية لهذه الجزيئات الضارة بالصحة تتراوح بين 0 و50.
ويشكل تلوث بهذه الشدة خطرا على صحة السكان، لاسيما الكبار في السن والأطفال والمرضى المصابون بمشاكل في القلب والأوعية الدموية الذين توصيهم السلطات بعدم الخروج من المنازل.
وأغلقت المدارس الابتدائية ودور الحضانة مجددا أبوابها الأربعاء في طهران، وذلك للمرة الخامسة منذ 13 ديسمبر.
أغلقت المؤسسات التعليمية جميعها أبوابها لثلاثة أيام من 20 إلى 22 ديسمبر.
وأوصت لجنة الطوارئ المعنية بتلوث الهواء في طهران بإغلاق جميع المؤسسات التعليمية الأربعاء "لكن وزارة التعليم أصرت على أن تبقى المدارس المتوسطة والثانوية مفتوحة لإجراء امتحانات نهاية الفصل"، بحسب ما كشف مسؤول في اللجنة أشار إلى أنه تم حظر جميع التمارين الرياضية في الخارج.
واعتمدت تدابير مماثلة في مدن إيرانية أخرى، من قبيل أصفهان وقم، بحسب وسائل الإعلام.
وفرضت بلدية طهران نظام السير بالتناوب، بحسب أرقام لوحات تسجيل السيارات. وأمرت مصانع الإسمنت بإيقاف نشاطاتها في ضواحي العاصمة.
وأكد الرئيس حسن روحاني أن الحكومة تعمل على اعتماد تدابير لمكافحة التلوث على المدى القصير والمتوسط، لكن نطاق التحرك محدود.
وهو قال خلال اجتماع لمجلس الوزراء إن "المشكلة قائمة منذ سنوات ولا يمكن حلها بسرعة"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).
ويعود سبب التلوث في طهران بنسبة 80% إلى عوادم السيارات البالغ عددها خمسة ملايين والتي تسبب ازدحاما خانقا في شوارع العاصمة بشكل شبه دائم، وتتضاعف آثارها خلال الشتاء.
وقبل عام، نُقل 400 شخص إلى المستشفى في طهران لإصاباتهم بمشكلات صحية سببها تلوث الهواء.
وفي العام 2012، أدى التلوث إلى وفاة أربعة آلاف و500 شخص بشكل مبكر في طهران وحدها، و80 ألفا في البلاد، بحسب وزارة الصحة.