في مفهوم الدين، الأمراض النفسية ومنها الاكتئاب بلاء، والبلاء كفارة للذنوب. ولكن الاكتئاب وسائر الأمراض النفسية مثلها مثل الأمراض العضوية الأخرى تتشارك في كونها ابتلاءات للمخلوق .. ربما يكون عقاب المذنب اصابته بأمراض عضوية، و قد يعاقب بالأمراض النفسية أيضاً، وقد سوَّى رسول الله تعالى الألم النفسي بالألم الجسدي في تكفير السيئات بقوله: ((مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ)) والحديث في البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم: ((ما يصيب المؤمن)). والنصب: التعب. والوصب: المرض الملازم الدائم. والأذى: كل ما لا يلائم النفس، والظاهر أنه مختص بما يتأذي به الإنسان من غيره. وهذه الأمور تشمل البدن والنفس. والهم والغم والحزن حالات نفسية معروفة، وقد قال شراح الحديث في الغم: إنه الحزن الذي يغم الرجل أي يصيره بحيث يقرب أن يغمى عليه، وهو أشد من الهم والحزن.. وهو أبلغ ما يكون في وصف المكتئب. والشوكة تختص بالبدن فتؤذيه وتؤلمه... إذن الألم النفسي والألم الجسدي متساويان في أمرين: أولهما: إمكان إصابة المؤمن بهما، إذ قال النبي صل الله عليه وسلم: ((ما يصيب المؤمن)). وثانيهما: أن كليهما كفارة لذنوب المؤمن، وليس في هذا غضب من الله تعالى عليه، بل هو تطهير له ورفع لدرجاته، حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة، قال صل الله عليه وسلم: ((مَا يَزَالُ الْبَلاَءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)) والحديث رواه الترمذي وقال عنه: حيث حسن صحيح.
فان اعتبرنا صاحب المعاناة النفسية بأنه مذنب، لكان علينا اعتبار من سواه من مرضى الأبدان كذلك.
وأين هذا الذي لا يخلو من ذنب، ولا يخلو من بلاء ومرض؟
ثم إن التجرؤ على احتقار المريض النفسي، والشماتة به، واعتقاد أنه أصر على كبائر المعاصي، من أعظم الذنوب،
التي تربو وتزيد على ذنوب ذلك المريض. فقد قال النبي صل الله عليه وسلم: ((بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ)).
هذا بالإضافة إلى ما في ذلك من سوء الظن بالمسلمين، والحكم عليهم من غير دليل، وما فيه من تزكية النفس ورفعها فوق الآخرين من غير دليل أيضًا،
وكل هذه أمور محرمة في الشرع، فكيف تلصق به؟؟ والخلاصة: إن المرض النفسي كالمرض العضوي سواءً بسواء، وليس دليلًا على صلاح أو فساد،
وإنما ننظر إلى أفعال الشخص قبل المرض، فإن كان صالحًا، فهو باق على صلاحه، ولا يزيده المرض إلا رفعة في درجاته، وإن كان سيئًا فهو على سوئه، ونرجو من الله تعالى أن يكون مرضه تنبيهًا له ليعود إليه تعالى... منقول
رسالة لكل مبتلى مقطع يريح القلوب علاج الأمراض النفسية
لا شك أن الإنسان يصاب بالأمراض النفسية : بالهم للمستقبل والحزن على الماضي ، وتفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر مما تفعله الحسية البدنية ، ودواء هذه الأمراض بالأمور الشرعية – أي : الرقية – أنجح من علاجها بالأدوية الحسية كما هو معروف . ومن أدويتها : الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه : ” أنه ما من مؤمن يصيبه هم أو غم أو حزن فيقول : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي : إلا فرج الله عنه ” ، فهذا من الأدوية الشرعية .وكذلك أيضا أن يقول الإنسان ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ” . ومن أراد مزيدا من ذلك : فليرجع إلى ما كتبه العلماء في باب الأذكار كـ ” الوابل الصيب ” لابن القيم ، و ” الكلم الطيب ” لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و ” الأذكار ” للنووي ، و ” زاد المعاد ” لابن القيم . لكن لما ضعف الإيمان : ضعف قبول النفس للأدوية الشرعية ، وصار الناس الآن يعتمدون على الأدوية الحسية أكثر من اعتمادهم على الأدوية الشرعية ، أو لما كان الإيمان قويا : كانت الأدوية الشرعية مؤثرة تماما ، بل إن تأثيرها أسرع من الأدوية الحسية ،
ولا تخفى علينا جميعا قصة الرجل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية فنـزل على قوم من العرب ، ولكن هؤلاء القوم الذين نزلوا بهم لم يضيفوهم ، فشاء الله – عز وجل – أن لدغ سيدهم لدغة حية ، فقال بعضهم لبعض : اذهبوا إلى هؤلاء القوم الذين نزلوا لعلكم تجدون عندهم راقيا ، فقال الصحابة لهم : لا نرقي على سيدكم إلا إذا أعطيتمونا كذا وكذا من الغنم ، فقالوا : لا بأس ، فذهب أحد الصحابة يقرأ على هذا الذي لدغ ، فقرأ سورة الفاتحة فقط ، فقام هذا اللديغ كأنما نشط عن عقال . وهكذا أثرت قراءة الفاتحة على هذا الرجل لأنها صدرت من قلب مملوء إيمانا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن رجعوا إليه : ” وما يدريك أنها رقية ؟ ” .لكن في زماننا هذا ضعف الدين والإيمان ، وصار الناس يعتمدون على الأمور الحسية الظاهرة ، وابتلوا فيها في الواقع . ولكن في مقابل هؤلاء القوم أهل شعوذة ولعب بعقول الناس ومقدراتهم وأقوالهم يزعمون أنهم قراء بررة ، ولكنهم أكلة مال بالباطل ، والناس بين طرفي نقيض : منهم من تطرف ولم ير للقراءة أثرا إطلاقا ، ومنهم من تطرف ولعب بعقول الناس بالقراءات الكاذبة الخادعة ، ومنهم الوسط . الشيخ محمد بن صالح العثيمين لاتنسونا من الدعاء ▊ ▋ الرقية الشرعية من الكتاب والسنة لتكن أنت الشيخ لتكن أنت الراقي ▉ ▊ http://www.hawamer.com/vb/showthread.php?t=1696532