كد أحمد القطان السفير السعودى بالقاهرة أن العلاقات المصرية السعودية تشهد حاليا تميزا ومتانة غير مسبوقة ، قائلا" نعمل منذ فترة طويلة بصمت وهدوء ، من دون النظر إلى المشككين فى هذه العلاقات " ، مؤكدا أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من هذه العلاقات القوية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى عقده السفير السعودى أمس بمقر السفارة بالقاهرة بعد يوم من إصدار العاهل السعودى توجيهات بضخ استثمارات جديدة فى مصر والإسهام فى توفير احتياجاتها من البترول لمدة خمس سنوات ودعم حركة النقل فى قناة السويس من قبل السفن السعودية.
وأضاف القطان " ما حدث من تطور فى هذه العلاقة وإعلان زيادة الاستثمارات السعودية بقيمة ٨ مليارات دولار إضافية ، يؤكد أن كل ما قيل حول وجود خلاف مصرى ـ سعودى وتشكيك فى متانة تلك العلاقات هو كذب ، وأن ما تم تناوله فى تقييم لهذه العلاقة كان خاطئا".
وأردف " الفترة الماضية مليئة بالعمل الجاد ، فقد بدأنا بالرياض بالتوقيع على محضر اللجنة التنسيقية المصرية السعودية ، وعقدنا الاجتماع الأول ثم جاء الاجتماع الثانى بالقاهرة الأسبوع الماضى ، والثالث سيكون يوم ٥ من الشهر القادم بالرياض لمواصلة تكليف مجموعات العمل " . وقال السفير السعودى، إنه تم الإعلان عن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيادة الاستثمارات بنحو ٦٠ مليار جنيه مصرى ودعم النفط وحركة النقل بقناة السويس ، فى الوقت الذى من المتوقع فيه أن تواجه ميزانية المملكة بعض العجز المالي".
وقال إن دعم المملكة لمصر سيقلل من أعباء تدبير النقد الأجنبى لاستيراد الاحتياجات من المواد البترولية التى تبلغ نحو ٦٠٠ مليون دولار شهريا ، بما يعادل نحو ٧ مليارات دولار فى السنة .
وأضاف أن توفير الطاقة لمصر على هذا المدى الزمنى البعيد سيعزز توجه الحكومة المصرية فى الاستمرار فى هيكلة مخصصات دعم الطاقة ،بقيمة لا تتجاوز ٤٠ مليار جنيه مصرى ، مقارنة بنحو ١٢٠ مليار جنيه مصرى خلال العام الماضى ، وهو ما سيؤدى إلى انخفاض عجز الموازنة العامة لمصر، بجانب توفير مخصصات أكبر لقطاعات مثل التعليم والصحة و تدعيم الحكومة المصرية تجاه شركات النفط الأجنبية التى تعمل فى مصر واحتياجها الملح لانتاج هذه الشركات ، وبالتالى سيحد من زيادة حجم المديونية المستحقة لهذه الشركات على الحكومة المصرية ، ويعزز قدرة الحكومة على تسديد المديونية القائمة التى تبلغ تقريبا ٣ مليارات دولار.
وأكد القطان، إن انخفاض أسعار النفط العالمية لن يثنى المملكة السعودية عن مساندة مصر ، مشددا على أنه لا غنى لمصر عن المملكة ولا غنى للمملكة عن مصر ، فهما جناحا الأمة العربية.
وحول العلاقات المصرية السعودية أكد القطان أنه لا يمكن المساس بها، مشيرا إلى حديثه مع الامير محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودى خلال زيارته لمصر منذ ايام عندما قال " لا نقبل بتشويه العلاقات المصرية السعودية مهما حدث ". وحول وجود خلاف مصرى سعودى تجاه ما يجرى فى سوريا ، قال القطان إنه لا يوجد دليل واحد على ذلك، فليس من الضرورى أن تكون وجهة النظر المصرية السعودية متطابقة تماما، بل أن الاهم هو أن الهدف واحد وهو ايقاف المجازر التى تحدث ضد الشعب السورى فلا أحد يقبل أن يصل عدد اللاجئين السوريين الى مليون نتيجة تصاعد العنف فى بلادهم، فمصر أول من اعترض على ممارسة العنف ضد الشعب السورى ، متسائلا كيف نتحدث عن حق الشعب السورى فى تقرير مصيره وهناك قوات من حزب الله اللبنانى وتدخل عسكرى سورى على الاراضى السورية .
وأضاف القطان ، أن المملكة دعمت الثورة السورية كما دعمت الثورة المصرية، مشيرا إلى أن الهدف سيظل إبقاء سوريا موحدة وتنفيذ اتفاقية جنيف.
وحول الاعلان عن تشكيل التحالف الاسلامى العسكرى بقيادة المملكة ، قال القطان إنه سبق الاعلان عن تشكيل مشاورات كثيرة بين دول التحالف.
وقال القطان،أن المملكة كانت أول من دعت لانشاء مجلس لمكافحة الارهاب وتبرعت بـ ١٠٠ مليون دولار للامم المتحدة من أجل هذا الغرض.
وأشار القطان الى أن مهمة التحالف هى التصدى لكل الجماعات الارهابية بينما مهمة القوة العربية المشتركة المزمع تشكيلها هى حماية العالم العربى من المخاطر الخارجية .
وحول وجود دول تحمل توجها مختلفا عن مصر داخل التحالف قال السفير السعودى ، " أليس من الافضل أن نكون كلنا فى بوتقة واحدة وداخل نفس المركب حتى نتمكن من التصدى للارهاب " داعيا الى النظر الى تشكيل التحالف بشكل ايجابى متمنيا تحسن العلاقات المصرية التركية القطرية.
وهنا أكد القطان أن دور التحالف لن يكون عسكريا فقط بل سيتم التعاون للتصدى لقضية الارهاب كفكر يغزو عقول الشباب العربى.
وحول زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر، قال القطان انه سيتم الاعلان عنها قريبا جدا لتكون تتويجا لكل الجهود المصرية السعودية المبذولة خلال الفترة الماضية.
وحول وجود أزمة فى تأشيرات العمرة، نفى القطان تلك الشائعات وأكد أن السفارة اصدرت حوالى ٤٠ الف تأشيرة خلال الثلاثة ايام الماضية ، مشيرا الى وجود ٧٥٠ صندوقا بالسفارة مخصصة للتأشيرات تقوم شركات السياحة بالتعامل معها يوميا، مؤكدا أن السفارة تصدر حوالى ٢ مليون تأشيرة سنويا لمصر فقط.
وكان السفير القطان قد بدأ المؤتمر الصحفى بتقديم الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين باتخاذه قرار عاصفة الحزم الذى أعاد إلى الأمة العربية هيبتها ، ثم القرار التاريخى الخاص بتشكيل التحالف الإسلامى الذى يضم ٣٥ دولة ، واختتم كلمته بتوجيه الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى ، ووصفه بالمنقذ ، وقال :" الرئيس السيسى لم ينقذ مصر فقط فى ٣٠ يونيو وإنما انقذ العالم العربى بأسره من كارثة محققة".