قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ ومَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".
في هذا الحديث يبين صلى الله عليه وسلم كثيرا من أصناف المسئولين عن رعاية المجتمع المسلم:
فيبدأ بالإمام، والإمام كل من يقتدى به، وكل مسئول قل مسئوليته أو كثرة، ولاشك أن الإمام العام هو أولى بتلك المسئولية لكمال مكانته وعلو شأنه.
فالإمام العام وهو المسئول عن الأمة، ومسئول عن رعيته عن شؤون رعيته، فيسوسهم سياسة حكيمة في شؤونهم وأمورهم سياسة تفرض من الصلاح قدر الاستطاعة.
ومن حق الرعية عليه: حل مشاكلهم، وما يواجهونه وما يعانونه من مشكل حل هذه المشكل بقدر الاستطاعة والإمكان.
ومن حقهم عليه: تأمين حاجاتهم كلها، حاجة حياتهم والسعي في تحقيها وتسهيل المهمة قدر ما استطاع.
ومن حقهم عليه: أن يسوسهم بالعدل في المعاملة والرعاية، ولا يفرق بينهم بغير سبب شرعي، فإن العدل سبب لصلاح المجتمع، والعدل سبب لصلاح الأمة وانتظام الدولة وشؤونها، وبالعدل تآلف القلوب وتجتمع الكلمة ويقل الشر والفساد.
والإمام العادل له في هذا العدل فضل كبير وشأن عظيم، فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل الإمام العادل أحد السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله، فقال: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تحت ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ" فجعل الإمام العادل له منزلة عظيمة عند الله يظله الله في ذلك اليوم الذي لا ظل إلا ظله، وجعل الإمام العادل أحد الثلاثة المستجابة دعاؤهم يقول صلى الله عليه وسلم: "ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا الله فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الله وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ".
ومن حق الرعية على راعيها: أن يكون منع الظلم في كل الأحوال، فالظلم بلاء، الظلم ظلمات يوم القيامة، فالظلم لا خير فيه، فيجنبهم الظلم، ويجنبهم المشقة عليهم، يقول صلى الله عليه وسلم: "ألا من ولي أمرا من أمر أمتي ففرق بهم فرفق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فشقق عليه".